الجمهورية -عماد مرمل
دشّن «ØØ²Ø¨ الله» مرØÙ„Ø© جديدة من الصراع مع اسرائيل بإسقاطه امس طائرة مسيّرة ÙÙŠ خراج بلدة الرامية Ø§Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ÙŠØ©ØŒ رداً على الاعتداء الاسرائيلي الذي استهد٠أخيراً الضاØÙŠØ© الجنوبية بطائرتين مسيّرتين أخÙقتا ÙÙŠ تØÙ‚يق اهداÙهما بعد سقوطهما.
تكتسب عملية اسقاط الطائرة الاسرائيلية اهمية خاصة واستثنائية، سواء ÙÙŠ نوعيتها او دلالاتها، وهي تنطوي ÙˆÙÙ‚ العارÙين بكواليسها على رسالة ÙˆØ§Ø¶ØØ© الى تل ابيب، بأنّ زمن Ø§Ø³ØªØ¨Ø§ØØ© الاجواء اللبنانية من دون توقّع اي ردّ ÙØ¹Ù„ قد انتهى، انما مع Ø§ØØªÙاظ Ø§Ù„ØØ²Ø¨ بØÙ‚Ù‡ ÙÙŠ اختيار التوقيت المناسب للرد تبعاً Ù„ØØ³Ø§Ø¨Ø§ØªÙ‡ وتقديراته.
وليس خاÙياً، على ما يؤكّد القريبون من Ø§Ù„ØØ²Ø¨ØŒ أنّ الاجواء اللبنانية كانت طيلة العقود السابقة Ù…Ø³Ø±ØØ§Ù‹ لعبث الطائرات الاسرائيلية، المسيّرة منها ÙˆØ§Ù„ØØ±Ø¨ÙŠØ©ØŒ «Ø¨Ù„ انّ الطيارين الاسرائيليين كانوا واثقين ÙÙŠ تÙوّقهم الى درجة انّهم كانوا يعتبرون انّ التØÙ„يق ÙÙŠ سماء لبنان هو نوع من «Ø§Ù„نزهة»ØŒ وبعضهم كان ÙŠÙØ±Ø³Ù„ الى هذا المجال الجوي السائب للتدريب».
ÙˆÙŠÙ„ÙØª هؤلاء، الى انّه مع لجوء تل ابيب الى تعزيز دور الطائرات المسيّرة ÙÙŠ العمليات العدائية، «ØµØ§Ø± لبنان Ù…ÙƒØ´ÙˆÙØ§Ù‹ ومشرّعاً بالكامل امام الوظائ٠المناطة بتلك الطائرات من تجسس وتنصت وتصوير ÙˆØªÙØ¬ÙŠØ±ØŒ بØÙŠØ« اتسع ØØ¬Ù… الخطر الاسرائيلي على الداخل الذي يشكّل «ØØ²Ø¨ الله» وبيئته جزءاً منه، وهذا ما Ø§ØªØ¶Ø Ù…Ù† تمدّد المسيّرات Ùوق الجغراÙيا اللبنانية، وصولاً الى اختراق امن الضاØÙŠØ© والتØÙ„يق بين ابنيتها ÙÙŠ اطار «Ø§Ù„تلصص» على Ø§Ù‡Ø¯Ø§Ù Ù„Ù„ØØ²Ø¨ ÙˆÙ…ØØ§ÙˆÙ„Ø© توجيه ضربة له ÙÙŠ عمقه الØÙŠÙˆÙŠØŒ الامر الذي اعتبره امينه العام السيد ØØ³Ù† نصرالله تجاوزاً للخط الاØÙ…ر وقواعد الاشتباك، لا يمكن التغاضي عنه».
وإذا كان Ø§Ù„ØØ²Ø¨ قد تمكّن من وضع يده على الطائرة التي اسقطها ÙÙŠ بلدة رامية التي تقع على Ø§Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ØŒ ÙØ§Ù†Ù‘ معلومات غير Ù…ØØ³ÙˆÙ…Ø© ØªÙˆØ§ÙØ±Øª لدى مصادر أمنية تÙيد انّه ربما تكون هناك طائرة أخرى قد أصيبت، لا ÙˆØ§ØØ¯Ø©ØŒ لكن جرى التكتم عليها باعتبارها سقطت داخل الاراضي Ø§Ù„Ù…ØØªÙ„Ø©.
والدلالة الاهم لاسقاط المسيّرة الاسرائيلية، بالنسبة الى الاوساط المØÙŠØ·Ø© بـ«ØØ²Ø¨ الله»ØŒ هو انه تمكّن للمرة الاولى من ÙØ±Ø¶ قواعد اشتباك ÙÙŠ الجو، بعدما كان نطاقها Ù…ØØµÙˆØ±Ø§Ù‹ ÙÙŠ البر طيلة العقود السابقة من المواجهة مع اسرائيل. وما يقوّي Ù…ÙˆÙ‚Ù Ø§Ù„ØØ²Ø¨ØŒ ÙˆÙÙ‚ الاوساط، «Ø§Ù†Ù‘ الطائرة المعادية كانت ØªØ³Ø±Ø ÙˆØªÙ…Ø±Ø Ùوق القرى الجنوبية، وانه اسقطها بعد تجاوزها Ø§Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ØŒ ما ÙŠÙ…Ù†Ø Ø±Ø¯Ù‘Ù‡ المشروعية من جهة، ويؤسس لمعادلة جديدة ÙÙŠ الجو، من جهة أخرى».
ويؤكّد المطلعون على استراتيجية Ø§Ù„ØØ²Ø¨ الجوية، انّ اسقاط الطائرة المسيّرة هو جزء من الردّ وليس كله، Ù„Ø§ÙØªÙŠÙ† الى أنّ Ø§Ù„ØØ²Ø¨ ÙÙŠ صدد تنÙيذ عمليات متدرجة ÙˆÙÙŠ اوقات Ù…ØªÙØ±Ù‚Ø© ضد المسيّرات الاسرائيلية، سعياً الى تØÙ‚يق الهد٠الاستراتيجي والمتمثل ÙÙŠ منعها كلياً من التØÙ„يق ÙÙŠ الاجواء اللبنانية، «Ù…ع Ù…Ø¹Ø±ÙØªÙ‡ بأنّه لا يمكن صنع هذا الانجاز بين ليلة ÙˆØ¶ØØ§Ù‡Ø§ وبمجرد اسقاط طائرة ÙˆØ§ØØ¯Ø©ØŒ انما يتطلب الامر توجيه عدد من Ø§Ù„ØµÙØ¹Ø§Øª الى العدو الاسرائيلي ضمن مدى زمني معيّن، ØØªÙ‰ يقتنع بأنّ الاستمرار ÙÙŠ اختراق السيادة اللبنانية صار Ù…ÙƒÙ„ÙØ§Ù‹ له، إن لجهة عدد الطائرات المتهاوية وإن لجهة الهيبة Ø§Ù„Ù…Ø³ØªÙ†Ø²ÙØ©».
وانطلاقاً من هذا المعيار، ÙŠÙˆØ¶Ø Ø§Ù„Ø¹Ø§Ø±Ùون، انّه ليس ØØªÙ…ياً او الزامياً ان ÙŠÙØ³Ù‚Ø· Ø§Ù„ØØ²Ø¨ كل طائرة مسيّرة تخترق السيادة اللبنانية، «Ø¨Ù„ هو سيختار التوقيت ÙˆØ§Ù„Ù‡Ø¯ÙØŒ بالطريقة التي تستنز٠تل أبيب ÙˆØªÙØ´Ø¹Ø±Ù‡Ø§ بأنّ مسيّراتها معرّضة عند كل طلعة Ù„Ø§ØØªÙ…ال عدم عودتها الى قواعدها».
وكان Ù„Ø§ÙØªØ§Ù‹ انّ البيان الصادر عن المقاومة اشار الى انّه تمّ اسقاط الطائرة Ø¨Ø§Ù„Ø§Ø³Ù„ØØ© المناسبة، من دون ان يكش٠عن طبيعة Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø Ø§Ù„Ø°ÙŠ جرى استخدامه، ما يعكس، تبعاً للمطلعين، «ØØ±Øµ «ØØ²Ø¨ الله» على عدم كش٠كل اوراقه المتصلة بما يملكه من قدرات على مستوى Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ الجوي، إذ انه تعمّد ان يترك ØÙŠÙ‘زاً من الغموض ÙÙŠ هذا المجال، ليزيد ØÙŠØ±Ø© الكيان الاسرائيلي، ÙˆØØªÙ‰ لا يمنØÙ‡ ÙØ±ØµØ© Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© نوعية الامكانيات الموجودة ÙÙŠ ØÙˆØ²ØªÙ‡».
وبهذا المعنى، يؤكّد القريبون من Ø§Ù„ØØ²Ø¨ØŒ «Ø§Ù†Ù‘ قراره بإسقاط المسيّرة الاسرائيلية خضع عند التنÙيذ الى مجموعة تكتيكات، ابرزها ما يتعلق بنوعية الطائرة Ø§Ù„Ù…Ø³ØªÙ‡Ø¯ÙØ© ودرجة Ø§Ø±ØªÙØ§Ø¹Ù‡Ø§ وطبيعة مهمتها ومدى اختراقها للعمق اللبناني، بØÙŠØ« يكون الرد من النوع الذي لا ÙŠØ³Ù…Ø Ù„Ù„Ø¹Ø¯Ùˆ الاسرائيلي بأن يكتش٠ما لا ينبغي ان يعرÙÙ‡ ÙÙŠ شأن قدرات المقاومة على صعيد Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ الجوي، ولاسيما أنّ هذا الشق من تسليØÙ‡Ø§ تØÙˆÙ‘Ù„ هاجساً لدى تل ابيب، التي تسعى جاهدة بوسائلها الاستخبارية الى Ù…Ø¹Ø±ÙØ© ØÙ‚يقة ما يخÙيه Ø§Ù„ØØ²Ø¨».
يبقى انّ اسقاط المسيّرة المعادية على عتبة الانتخابات الاسرائيلية يمثل، ÙˆÙÙ‚ استنتاجات المØÙŠØ·ÙŠÙ† Ø¨Ø§Ù„ØØ²Ø¨ØŒ «Ø¶Ø±Ø¨Ø© لبنيامين نتنياهو الذي ØªØØ±Ø¬Ù‡ عمليات المقاومة ÙÙŠ هذه Ø§Ù„Ù„ØØ¸Ø©ØŒ Ùلا هو قادر على تØÙ…ّلها ولا هو يستطيع ايضاً الرد العني٠عليها لاعتبارات تتعلق بتوازن الردع والمعادلات الانتخابية الدقيقة».