ليديا أبودرغم - خاصّ الأفضل نيوز
طرحت الغارات الأميركية الأخيرة على سوريا والعراق تساؤلات عديدة حول الهدف الذي أرادت الولايات المتحدة تحقيقه منها، وهو الاحتفاظ بحقول النفط السورية التي تسرقها القوات الأميركية يومياً على مرأى جميع دول العالم.
فالقوات الأميركية تتواجد في أهم نقطة في سوريا وهي "التنف"، عند المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن حيث تواجد تنظيم "داعش" الإرهابي وفصائله، الذي أصبح يستحوذ بفضل وجودها، على سلاح جوي ويستغل العدوان الإسرائيلي الأميركي على سوريا لإعادة فرض سيطرته من جديد.
وبذلك، تنتهج الولايات المتحدة الأميركية سياسة استفزازية غير مسؤولة، تعمل خلالها على تشجيع حلفائها على تنفيذ خططهم العدوانية لتحقيق أهدافها الجيوسياسية الخاصة، المحفوفة بعواقب لا يمكن تحمل عقباها في المنطقة، مع احتمال رفع مستوى التحدي والمواجهة الأميركية الروسية والأميركية الإيرانية، خاصة مع تغيّر التوازنات في المنطقة وتغير خارطة العلاقات بين الكثير من الدول فرضتها حرب 7 أكتوبر.
تحاول أميركا من خلال سياسة استفزازية متهوّرة استعادة الصورة المنهارة للكيان الإسرائيلي المتأزّم، الذي كانت ستعتمد عليه في الحفاظ على أمن المنطقة، ومصالحها الاستراتيجية بعد تخفيف وجودها العسكري المباشر.
فكما بادرت الولايات المتحدة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا إلى تزويد كييف بالمعدات العسكرية والتدريب اللازم لجيشها، فضلاً عن المساعدات الاقتصادية وحشد الدعم الدبلوماسي والاستخباراتي لإحباط الغزو الروسي، بذريعة الردع حفاظاً على أمن أميركا وحلفائها، وفشلت حتى الآن في تقديم مسوغات استراتيجية تبرّر التكاليف الباهظة والمخاطر التي تتكبّدها في الحرب الروسة الأوكرانية، تبادر اليوم باستمرار بدعم العدو الصهيوني في حربه على غزة في العديد والعتاد وتشاركه في حرب الإبادة وتعمل على تصعيد الوضع لإراحته بالذريعة ذاتها حفاظاً على مصالحها الاستراتيجية، وفشلت فيها والدليل على ذلك توحيد الشارع الدولي والإقليمي المندّد بعدم تمكّن الولايات المتحدة بوقف الحرب حتى الساعة وتوحيد ساحات المقاومة.
هذه السياسة المتهورة، التي اتخذتها الولايات المتحدة في سعيها للحفاظ على مصالحها، ستكون لها نتائج كارثيّة، ليس فقط على هيبتها المنهارة أمام شعوب المنطقة، وإنما أيضًا على مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية، بل ستكون لها نتائج وخيمة على مستقبل الكيان الصهيونيّ نفسه، كما ستعيق قدرتها على التوجّه نحو شرق آسيا لمواجهة التحدي الصيني، كما سيكون لهذه السياسة المتخبطة تأثير مباشر على النظام الأمني الإقليمي، ومستقبل الأنظمة العربية المتحالفة مع أميركا.