محمد علوش - خاصّ الأفضل نيوز
أعاد المسؤولون الإسرائيليون التأكيد على مطالبهم المتعلقة بالجبهة الشمالية، فهم يضعون شروطاً تتعلق بتراجع حزب الله ما بين 8 إلى 10 كيلومتراً عن الحدود، وهو المدى الذي يصل إليه صاروخ الكورنيت المطور الذي كشف حزب الله عن امتلاكه مؤخراً، وذلك لأجل ضمان عودة النازحين من المستوطنين إلى مستعمراتهم شمال فلسطين المحتلة، ولكن من قال أن لبنان معنيّ بهذه العودة؟
لم يزر المبعوث الأميركي آموس هوكستين لبنان بعد زيارته الأخيرة إلى تل أبيب، رغم أن بعض المعلومات كانت قد تحدثت عن احتمال انتقاله من تل ابيب إلى بيروت لاستكمال المحادثات التي يجريها من أجل ضمان الحل الدبلوماسي للجبهة المشتعلة جنوباً، ولكن بحسب مصادر معنية متابعة فإن هوكستين لم يكن قد أبلغ أحداً في لبنان بنيته زيارة بيروت.
بحسب المصادر فإن التواصل بين هوكستين ولبنان، عبر نائب رئيس المجلس النيابي إلياس بو صعب لم يتوقف إطلاقاً، ومنذ أيام قليلة كان هناك تواصل مباشر بينهما خارج لبنان، مشيرة إلى أن زيارة هوكستين إلى بيروت لم تكن مطروحة لأن الرجل بات يملك كل الأجوبة الأساسية التي يحتاجها لمسعاه، مشددة على أن التقدم بالمسعى بات يحتاج إلى وقف لإطلاق النار أو وقف العمليات العسكرية في غزة.
كان لبنان بحسب المصادر واضحاً في أجوبته للمبعوث الأميركي، فقد عبّر المسؤولون المعنيون عن جهوزيتهم لتطبيق القرار 1701 كاملاً غير منقوص، من الطرفين المعنيين به مباشرة، أي لبنان والكيان الإسرائيلي، واستعداد الدولة اللبنانية للدخول في مفاوضات غير مباشرة لتثبيت الحدود اللبنانية، مع العلم أن المسؤولين أبلغوا هوكستين أن مسألة الحدود لا تنفصل عن القرار الدولي 1701 وتطبيقه من قبل العدو الإسرائيلي.
تؤكد المصادر أن لبنان أبلغ هوكستين رسمياً وبشكل نهائي بأن أي طرح يتعلق بتراجع حزب الله عن الحدود فقط هو طرح مرفوض ولن يتم البحث به، وأي طرح يُطبق على شكل مراحل زمنية متباعدة هو أيضاً طرح مرفوض بالمطلق، مشيرة إلى أن لبنان حاضر للتفاوض حول طرح كامل متكامل، لا يؤمن مصالح المستوطنين الإسرائيليين وحسب فهذه المصلحة لا تهمّ لبنان وهو غير معنيّ بها، بل هو معنيّ بالأمور التالية: مصلحة شعبه ككل والجنوبيين النازحين بالدرجة الأولى، مصلحته بتحرير أراضيه المحتلة في أي طريقة وباعتماد أي وسيلة محقة ومشروعة، وقف الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على الأرض وفي السماء والبحر.
ولأن هوكستين يمتلك كل الإجابات اللبنانية التي يريدها فلم يكن هناك داع لزيارة بيروت، حيث أن الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي، وخلفه الأميركي الذي عليه إن كان جاداً برغبته عدم توسع الحرب جنوب لبنان لتصبح حرباً شاملة في المنطقة، أن يضغط على الإسرائيليين وهو يعلم كيف يفعل ذلك لأجل الوصول أولا إلى وقف للحرب على غزة، ثم الدخول في حلول تحمي المنطقة، ضمن ضمانات سياسية وأمنية سيحصل لبنان على الكثير منها.