محمد علوش - خاصّ الأفضل نيوز
لا تزال السقوف مرتفعة بين حركة حماس والفصائل الفلسطينية في غزة، وحكومة الحرب الإسرائيلية من جهة ثانية، وهو ما يعني أن الوصول إلى هدنة وصفقة سيحتاج إلى مزيد من الوقت، علماً أن إسرائيل ستُرسل ردها المفصل حول ردّ حركة حماس منتصف الأسبوع المقبل، على أن يقوم رئيس الموساد الإسرائيلي دافيد برنياع بصياغة الرد الذي سيُعرض على الكابينت الموسع ليحظى بموافقة الجميع، خاصة بعد الاتهامات التي وُجهت لنتانياهو بأنه يستفرد بأخذ القرارات الأساسية.
كان من الطبيعي بحسب مصادر متابعة أن يكون ردّ حركة حماس مفصلاً وبسقف مرتفع للغاية، إذ لا يمكن للتفاوض أن يبدأ بسقف أقل من ذلك، وكذلك كان متوقعاً ما يُسرب عن رد الإسرائيليين الذي بحسب المصادر سيحمل رفضاً لمطالب أساسية أوردتها الحركة، منها الوقف الدائم لإطلاق النار، فالإسرائيلي قد يوافق على كل شيء ولكنه لن يرضى بالقول أن الحرب انتهت.
تُشير المصادر الى أن الإسرائيلي يعترض من ضمن ما يعترض عليه على انسحاب القوات الإسرائيلية من كل مناطق غزة، فهو يعرض إعادة تموضع وخروج من مراكز مدن رئيسية، لكنه يرفض الخروج الكامل في المرحلة الراهنة، وهو يشدّد على بقائه في المنطقة الفاصلة بين شمال غزة وجنوبها، كذلك هو يرفض عودة سكان شمال القطاع الى مناطقهم قبل البت بمسألة عودة نازحيه من مستوطنات غلاف غزة، إذ يعتبر أن العودة في غزة مرتبطة بالعودة هناك.
تسير المفاوضات بين الأطراف المعنية بشكل صعب، لكنها لم تفشل ولم تتوقف، وذلك يعني أن هناك حاجة إلى مزيد من الوقت، قد يحمل معه تصعيداً في النار، وهو ما نشهده في الجبهة اللبنانية، حيث كان لافتاً استهداف العدو الإسرائيلي لمناطق في عمق الجنوب.
البداية من محاولة الاغتيال التي حصلت في النبطية، وبعدها استهداف مباني على أطراف بلدة جبشيت الجنوبية، هنا تلفت المصادر النظر الى سيناريوهين يُفترض أن يتضحا في الساعات المقبلة، السيناريو الأول يقول بأن العدو الإسرائيلي اتخذ قراره بتوسيع نطاق عملياته في الجنوب، وهنا الحديث عن القصف لا عن محاولة الاغتيال، حيث أن محاولات الاغتيال ليست مربوطة بمدى جغرافي معين بل بحجم الهدف وهذا ما يُدركه مسؤولو المقاومة الذين اتخذوا إجراءات خاصة للمواجهة، وتُشير المصادر الى أن هذا السيناريو بحال كان دقيقاً فهو يهدف إلى زيادة أعداد النازحين في الجنوب اللبناني لتشكيل نقطة ضغط إضافية على المقاومة والدولة اللبنانية للدفع باتجاه تقديم تنازلات.
أما السيناريو الثاني فهو بحسب المصادر متعلقٌ باستهداف الأماكن الجديدة التي تطلق منها صواريخ، والرد على العمليات التي تقوم بها المقاومة والتي باتت تستخدم القوى النارية بشكل مكثف لاستهداف المستعمرات ومراكز عسكرية جديدة، إذ تكشف المصادر أن بعض الإعلام المقرب من إسرائيل يقول بأن العمليات الإسرائيلية الأخيرة تأتي رداً على عمليات المقاومة.
لا شك سنحتاج إلى مزيد من الوقت لقراءة الأهداف الإسرائيلية من توسيع نطاق الحرب، بظل وجود أخبار غير دقيقة بعد تتحدث عن خطة إسرائيلية بهذا الصدد، ولكن ما هو مؤكد هو أن وقف التفاوض لن يكون هادئاً على الإطلاق.