د. زكريا حمودان - خاصّ الأفضل نيوز
انشغلت الأوساط السياسية في لبنان ومعها الأوساط الإعلامية في موضوع عودة سعد الحريري الى لبنان.
ما يحصل حقيقةً هو عبارة عن نشاط شعبي في مختلف منسقيات تيار المستقبل تحضيرًا لتحرك شعبي نحو وسط بيروت يوم الرابع عشر من شباط ذكرى استشهاد رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري.
تشير مصادر سياسية مواكبة لعودة سعد الحريري أن المناسبة بالنسبة للحريري لا تتخطى الزيارة الشخصية وليست في الإطار السياسي، وأن الرئيس الحريري سيلتقي من يعتبر أن التواصل معهم طبيعي ولن تكون اللقاءات في الإطار السياسي.
ما نراه اليوم هو زيارة للرئيس الحريري وليس عودة إلى العمل السياسي، والتحركات الشعبية التي تواكب العودة لا يمكن لها أن تؤثر في اتخاذ قرار قد يكون أكبر من حركة شعبية.
أما اذا اردنا العودة إلى البعد المحلي فهناك سؤال مطروح وواضح للبنانيين: ماذا يستطيع أن يُقدم سعد الحريري في حال عودته؟
تولى سعد الحريري العديد من الحكومات وشارك في مختلف الملفات المحلية بإيجابياتها وسلبياتها، بالتالي لا يمكن التعويل على قدرة دراماتيكية للحريري في تغيير شيء ما على المستوى العملي.
كما أنه لا بُدَّ والتوقف عند الكثير من الشخصيات التي كانت محيطة بسعد الحريري وساهمت سلبًا في تعزيز دوره سواءً من خلال الفساد أو من خلال المحاصصة أو التلزيمات والتعهدات التي أفقرت الدولة.
إلى جانب المحيط الغير جيد والذي يعترف به القريب والبعيد عن تيار المستقبل، لا بدَّ والتوقف عند الموقف السعودي والذي من الواضح أنه لم يكن مشجعًا في السنوات الأخيرة خاصة بعد اعتقال رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في السعودية.
اليوم وبعد انتهاء عهد رئيس الجمهورية الأسبق ميشال عون، ودخول لبنان في أزمة داخلية على مستوى انتخاب رئيس للجمهورية، وبالتزامن مع وجود كتلة نيابية لا بأس بها قد تدور في فلك تيار المستقبل في حال قرر الحريري العودة إلى العمل السياسي، بالإضافة إلى انفتاح سياسي متنوع في لبنان لعودة الحريري، هل تكون الأشهر المقبلة هي مدخل الحريري للعمل السياسي كجزء من التسوية الإقليمية!!!