أماني النّجار - خاصّ الأفضل نيوز
الابتزاز الإلكتروني هو ابتزاز شخص بعد الحصول على صور ومقاطع فيديوهات وتسجيلات وتهديده بنشرها وتسريبها على مواقع التواصل الاجتماعي، في حال لم ينصع الشخص إلى أوامر وطلبات المجرم الإلكتروني الذي يفاوضه.
هذه الأنواع من الجرائم الإلكترونيّة، انتشرت بشكلٍ كبير مؤخرًّا؛ بسبب قلّة وعي مستخدمي وسائل التّواصل الاجتماعي فيما يتعلّق بسهولة القرصنة والحصول على المعلومات عن طريق الاختراق.
تلعب المؤسّسات التّعليميّة والجمعيات دورًا مهمًّا في معالجة القضايا المجتمعية، من خلال حملات توعوية؛ للتّعريف بالابتزاز الإلكتروني وطُرق التّعدي له هو حماية النّفس من مخاطر الجرائم الإلكترونية من خلال تضمين مناهج تعليميّة موادَّ عن الأمان الرّقمي.
في هذا السّياق، سأل موقع الأفضل نيوز مهندسة اتّصالات تُدعى سمر وقالت: "يجب أنْ نحميَ أنفسَنا مِن التّعرض لهذه المخاطر مِن خلال: وضع كلمة مرورٍ قويّة (أن تكون ١٦ حرفًا على الأقل تتضمَّن أرقامًا وأحرفًا ورموزًا)، ولا نقوم بفَتح ملفٍّ ضارّ، عدم تحميل برامج خبيثة، لا نتصفّح مواقعَ غير موثوقة، نتنبَّه جيّدًا إلى الرابط الإلكتروني إذا كان صحيحًا، نتنبّه للأخطاء الإملائيّة في النّطاق أو النّص المُرسَل إلينا، والمحافظة على تحديث برامج التّشغيل".
كثُرَ الحديث عن عمليات الابتزاز الإلكتروني التي يتعرض لها الكثير خصوصًا النّساء والمراهقات وبعضهن يتكتمن عن هكذا مواضيع، خوفًا من نظرة المجتمع باعتبارها دائما هي المخطئة وبعضهن يواجهن المُبتز.
في هذا الصّدد، تحدّث موقعنا مع فتاة من بلدة المرج (رفضت الكشف عن اسمها) قالت: "تشاجرتُ مع زميلتي في المدرسة، وحصل تلاسن بيننا لدرجة أنّ زميلتي انهالت عليّ بالشّتائم، عندها قام أحد النّظار بمصالحتنا، وبعد مرور يومين وصلتني رسائل على الإنستغرام تتضمّن تهديدات مشينة وخارجة عن الآداب، كما قاموا بأخذ صورة البروفايل من حسابي ووضعوا صورة وجهي على جسد عارٍ، ونشروها وقد أضافوا إليها كتابات شائنة فيها تهديد ووعيد، ومررت بفترة كآبة وخوف، لدرجة لم أستطع الخروج من المنزل وحدي، وأخبرت على الفور أهلي بكل ما جرى معي".
وأضافت: "ذهبت إلى النّيابة العامة وتقدّمت بدعوى وأحيلت الدعوى إلى مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية في بيروت الذين دوّنوا حساباتي على منصات التّواصل، وساعدتني في هذا الأمر ناشطة اجتماعية لا أريد ذكر اسمها، ولغاية اليوم لم تتمكّن النّيابة العامّة تحديد هوية الجاني، ومن المرجح أن تكون صديقتي استعانت بشاب للقيام بعملية الابتزاز؛ لأنّ أحد المقرّبين منها قالوا لي بعد كشف هاتفها أنها أعطت رقمي ومعلومات عني لهذا الشّخص، لكننا لا نعرف من هو؛ بسبب اسمه المستعار".
ازدادت في الآونة الأخيرة شكاوى المقدّمة من قِبل المُواطنين حول تعرضّهم للابتزاز من قِبل قراصنة الإنترنت الذين يقومون بإضافتهم كأصدقاء على مواقع التّواصل الاجتماعي، ويعملون على تصويرهم في أوضاع محرجة ويعملون على ابتزازهم بمبالغ ماليّة بعد تهديدهم، ما ينعكس عليهم سلبًا وأحيانًا يؤدّي إلى الانتحار.
في هذا الإطار، تحدّث موقعنا مع أحد العناصر في شعبة المعلومات وقال: "تُحال هذه القضايا إلى النّيابة العامّة، وهي بدورها تطلب حساب الفيسبوك والإنستغرام، وعندها تحوّل إلى مكتب مكافحة جرائم المعلوماتيّة حيث يُدرس الملف لمعرفة المُبتز، وهذه الجرائم تحصل بشكلٍ يوميّ في ظلّ الوضع الاقتصادي السّيئ، فالكثير من العاطلين عن العمل يحاولون كسب المال عبر استخدام وسائل التّواصل لابتزاز الشّباب والفتيات".
وتابع قائلًا: "إنّ الحكم على المُبتز تتراوح بين الشّهر والسّتة أشهر، حسب نوع الابتزاز والأذى، مع كفالة ماليّة تتناسب مع حجم الابتزاز وعدد الذين قام بابتزازهم".
إنّ معلوماتك الشّخصيّة وبياناتك اليوميّة، مثل أماكن وجودِكَ وتوجهاتك السّياسيّة وتاريخك الشّرائيّ، باتَت سلعًا تجاريّة تُباع وتُشترى؛ لانتِقاء مُنتج على مقاس اهتماماتك، يُوجّه إليك عبرَ إعلانات تظهر لك دون مشورتك، أينما كنت تتصفّح أو تُطالِع، والحقيقة المُرّة أنه ثمّة من يَجني ملايين الدولارات من عمليات الاختراق الإلكتروني هذه وسرقة المعلومات، فضلًا عمّا تقوم به الحكومات في بعض الدّول من مُراقبةٍ لنشاطات الأفراد وتوجّهاتهم. وهنا تُطرَح التساؤلات حول كيفيّة العمل في بيئة أكثر أمنًا بعيدًا عن مختلف أنواع التهديدات الإلكترونية التي تُواجهنا من جهات عدَّة، في الوقت الذي أصبح فيه استخدام شبكة الإنترنت ووسائل التّواصل الاجتماعي حاجة يوميّة يستحيل الاستغناء عنها؟.

alafdal-news
