أكرم حمدان - خاص "الأفضل نيوز"
إن المجزرة والمذبحة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني في شارع الرشيد في قطاع غزة يوم الخميس في 29 فبراير/ شباط، والتي سُميت بـ "مجزرة الطّحين" أو "مجزرة لقمة العيش"، وذهب ضحيّتها أكثر من 115 فلسطينياً وفلسطينية و760 جريحاً، هي ليست الأولى في تاريخ هذا الكيان الإرهابي الدموي، ولن تكون الأخيرة، وهي لا شك ستُضاف إلى تاريخ هذا الكيان وقادته الإرهابيين لتكون من ضمن الملفات التي سوف يأتي يوم من الأيام وتُفتح لكي ينال كل صاحب حق حقه.
هذه المذبحة، دفعت وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى الإعراب عن شعوره بـ"الرعب" إزاء "مذبحة أخرى بين المدنيين في غزة الذين هم في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية".
المقرّرة الأمميّة المعنيّة بحقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي، جزمت بأن "رواية إسرائيل بشأن حادث الخميس غير صحيحة، ومن الصادم صمت الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، والطريقة الوحيدة لإغاثة سكان غزة هي وقف الحرب عليهم".
وقد كان لهذه المجزرة صداها الأقوى داخل الولايات المتحدة الأميركية، حيث دعا السيناتور الأميركي بيرني ساندرز إلى وقف تمويل حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلًا :"إن مئات الآلاف من الأطفال يواجهون المجاعة في غزة".
ولفت ساندرز في مقابلة مع شبكة "سي بي إس نيوز" إلى أنّ"الأسلحة التي استخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي بـ"مجزرة الطحين"، دُفع ثمنها من جيوب دافعي الضرائب الأميركيين".
كذلك فقد شارك الآلاف في الولايات المتحدة في مسيرات جابت شوارع معظم الولايات، تنديداً باستمرار الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، وذلك بعد دعوات للمشاركة في "اليوم العالمي للعمل من أجل فلسطين".
كما نظّم العشرات وقفة احتجاجية أمام سفارة الكيان الصهيوني، تكريماً للطيار آرون بوشنيل الذي أحرق نفسه للمطالبة بإيقاف الحرب على غزة.
ونُظمت تظاهرة في لوس أنجلوس، للمطالبة بوقف حرب الإبادة الجماعية التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، كما أقيمت تظاهرات في نيويورك دعماً لفلسطين وللمطالبة بوقف العدوان على القطاع.
وهذه المذبحة هي التي دفعت واشنطن لإنزال المساعدات جوًّا لغزة ، ولو أن هذه المساعدات غير كافية وليست هي المطلوبة من الولايات المتحدة الأميركية.
كل الكلام والمواقف التي تعلنها الإدارة الأميركية ولا سيما منسق السياسات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، حول المساعدات والضغوط، ليست سوى مزيد من الهُراء والكذب الأميركي والغربي الذي يُحاول أن يُخفّف من وطأة ارتفاع وتيرة المعارضة والاحتجاجات من قبل الرأي العام الغربي عموماً والأميركي خصوصاً، تضامنا مع الشعب الفلسطيني واعتراضاً على استمرار حرب الإبادة الجماعية التي تُمارس بحقه.
وكانت آخر تجلّيات هذه المواقف أيضاً، تهديد مشرّعين إسكتلنديين بالإنسحاب من "مجلس العموم" البريطاني بسبب غزة، حيث رفض رئيس مجلس النواب سير لينساي هويل، بالسماح بمناقشة تعديل حزب العمال لمقترح "الحزب الوطني الاسكتلندي"، الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار.
هذه عيّنات ممّا يجري في العالم بعد مذبحة "الطّحين" التي ستبقى في ذاكرة الأجيال كما بقيت مجازر ومذابح "كفر قاسم" و"بحر البقر" وصبرا وشاتيلا وغيرها من المذابح التي تُميّز كيان الإرهاب الصهيوني والذي لن ينجح مهما فعل ومن خلفه كل الدعم الأميركي والغربي، في طمس الحقائق والانتصار على أصحاب الأرض، هكذا يقول التاريخ وتجاربه، ففي فيتنام وأفغانستان والعراق وغيرها من الدول، استباح الأميركي كلّ شيء ولكنه غادر مذلولًا وبقي أصحاب الأرض، وفي الجزائر بقي الاحتلال الفرنسي أكثر من 150 عاماً ولكن ثورة المليون ونصف المليون أخرجته وحققت الاستقلال والتحرير للجزائر..
نعم نحن قاب قوسين من تحرير فلسطين وهذا ليس شعاراً، هكذا هو التّاريخ، فأصحاب الأرض والحقّ هم دائمًا المنتصرون.

alafdal-news
