محمد علوش - خاصّ الأفضل نيوز
يوم الأحد الماضي سقطت طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومعه عدة مسؤولين أبرزهم وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، فلم ينج أحد من الحادث الذي شغل العالم بضبابيته التي ستبقى محيطة به إلى الأبد.
بموجب الدستور الإيراني تم الاتفاق مبدئيًّا على إجراء الانتخابات الرئاسية في 28 حزيران المقبل، وإلى ذلك الحين يكون نائب الرئيس مصرِّفاً لأعمال الرئاسة، أما وزارة الخارجية فقد أسندت لعلي باقري الذي كان نائباً لعبد اللهيان، فهل لذلك تأثير على السياسة الخارجية الإيرانية، وماذا عن المرشحين البارزين للرئاسة؟
في الوقت الذي أمر فيه رئيس هيئة الأركان الإيرانية اللواء محمد باقري، بإجراء تحقيق في سبب تحطّم المروحية التي كانت تقلّ الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان ومسؤولين آخرين، بدأ الحديث في إيران حول هوية الرئيس المقبل، في ظل وقت حساس تمر به إيران والمنطقة ككل، على وقع الحرب الإسرائيلية في غزة والحرب الدائرة على جبهات المساندة، وفي وقت تسير فيه المفاوضات غير المباشرة بين إيران والأميركيين بسرعة.
كثيرة هي الأسماء التي تُطرح لرئاسة إيران، ولكن من المرشحين البارزين ثلاثة أسماء أساسية، الأول هو علي لاريجاني، المصنف بأنه من المحافظين ولكن المعتدلين وهو مقرب من المرشد الأعلى السيد علي الخامنئي، وسبق له أن تولى رئاسة المجلس النيابي في إيران لفترة طويلة، كما شغل منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في الفترة بين 2005 و2007، كما كان له دور كبير في المفاوضات حول الملف النووي، وهو الملف الذي كان سبب الخلافات بينه وبين الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد.
الاسم الثاني هو محمد باقر قاليباف رئيس البرلمان الإيراني الحالي، والذي كان مرشحاً سابقاً لرئاسة الجمهورية، وحلّ ثانياً خلف الرئيس حسن روحاني، أما الثالث فهو سعيد جليلي، الذي كان ممثل القيادة في المجلس الأعلى للأمن القومي خلفًا لـ علي لاريجاني، وقاد المفاوضات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني مع الدول الست الكبرى في جنيف عام 2009، وهو اليوم عضو في مجمع تشخيص مصلحة النظام منذ تعيينه عام 2013.
أما بالنسبة لسياسة إيران الخارجية، فهي لن تتأثر بعد تعيين علي باقري وزيراً للخارجية، فباقري يشبه عبد اللهيان الذي كان من أشد العاملين على خط علاقة إيران بالدول العربية وتحديداً المملكة العربية السعودية، كما أنه من الدبلوماسيين البارعين القادرين على تدوير الزوايا دون المس بثوابت إيران الاستراتيجية، ولذلك يمكن القول إن وزير الخارجية الحالي لن يغير بالسياسة الخارجية التي كان يعتمدها عبد اللهيان، سواء بطريقة إدارة الملفات مع الدول العربية أو لناحية العلاقة مع الأوروبيين والأميركيين.
خسارة كبيرة تعرضت لها طهران بعد حادث الطائرة، حيث أعادت فتح الباب واسعاً أمام الحديث عن العقوبات الأميركية على إيران وأضرارها، ولكن النظام الإيراني القوي لن يتأثر أو يهتز، فهو لا يقوم على الأشخاص إنما على الأفكار، وهذه قوة إيران اليوم.