نبيه البرجي - خاصّ الأفضل نيوز
لن نسأل أي عالم , بل أي أميركا , إذا ما بقي هذا في البيت الأبيض , أو ما عاد ذاك إلى البيت الأبيض . على شاشة الـCNN , وحيث يفترض أن تتبلور الرؤية الأميركية للسنوات الأربع المقبلة , هل كان الصراع بين القطط أم بين الضباع ؟
اشتباك بالشتائم لا بالقضايا , وبتكشيرة من يريد أن ينهش لحم الآخر . جوزيف ستيغليتز , الحائز جائزة نوبل في الاقتصاد , والذي تنبأ بالزلزال المالي عام 2008 , قال بتغريدة خاطفة "كل واحد منهما كان يريد أن يقول لنا أنه أكثر قدرة من الآخر على سوقنا إلى الجحيم" .
الآتي من أروقة الكونغرس في مواجهة الآتي من أرصفة لاس فيغاس . التعليقات الفورية كانت أكثر من مثيرة، "لقد أخذنا علماً بأن القيصر (فلاديمير بوتين) هو من يختار رئيس الولايات المتحدة" , بعدما أخذت الحرب الأوكرانية ذلك المنحى العبثي . السناتور بيرني ساندرز سأل ما "إذا كان خروجنا من أوكرانيا سيكون أكثر فضائحية من خروجنا من أفغانستان ؟" .
ما يعنينا نظرة كل من جو بايدن ودونالد ترامب إلى الشرق الأوسط . قبل حرب غزة وقبل تفجير الخط الأزرق , كانت إسرائيل هي كل الشرق الأوسط . لا مكان للعرب في العقل الأميركي , ولا في الأجندة الأميركية . لذا كانت المنافسة بين المرشحين -الديمقراطي والجمهوري- حول من هو إسرائيلي أكثر من الآخر ...
نعلم أن إيفانكا ترامب تتجول , بالكعب العالي , في رأس أبيها , بعدما كان بوب ودورد وروبرت كوستا قد قالا , في كتابهما PERIL , "إذا شئتم رؤية كائن بشري ينفث النار من أذنيه , هذا هو دونالد ترامب" .
إيفانكا الفاتنة اعتنقت اليهودية , ديانة زوجها جاريد كوشنر , وكان "حصان أورشليم" داخل العائلة , وليس فقط داخل البيت الأبيض , مع أن الرئيس السابق كان يكره اليهود لأنهم حطموا أنفه , أكثر من مرة , في قاعات وول ستريت .
السذاجة بلغت بترامب حد القول إنه لو كان في السلطة لما استطاعت حركة "حماس" تنفيذ عملية "طوفان الأقصى" , هو الذي شق الطريق أمام "صفقة القرن" بسلسلة من التهديدات الموجهة لهذا البلاط أو ذاك , قبل أن ترتطم بالحائط اللبناني , والحائط الفلسطيني . الظروف تغيرت , وعليه أن يأخذ بالاعتبار تلك التفاعلات الجيولوجية في الشخصية الفلسطينية التي تنبئ بزلزال أشد هولاً من زلزال 7 تشرين الأول .
أما لماذا يعارض جو بايدن توسيع الحرب , فليس فقط لأن مسرح الصراع حول قيادة العالم هو في نقطة التقاطع بين الشرق الآسيوي والشرق الأوروبي , وإنما لأن رجال البنتاغون يعتبرون "أننا اضطررنا للخروج من أفغانستان , وهي سقف الشرق الأوسط , بعد عشرين عاماً من الدوران السيزيفي في دوامة الدم , ماذا يمكن أن يحل بنا إذا ما انزلقنا إلى قاع الشرق الأوسط ؟" . هنا السؤال , وهنا المسألة ...
ترامب قال , خلال المناظرة (التي ستعقبها مناظرة أخرى في أيلول) , "بايدن أصبح مثل الفلسطينيين , وهو فلسطيني سيئ" . ضمناً "أما أنا فقد أصبحت مثل الإسرائيليين , وأنا إسرائيلي جيد" , بعدما كان الجنرال رافاييل ايتان قد قال "العربي الجيد هو العربي الميت" . هذه نظرة كل من بايدن وترامب أيضاً . الاثنان وريثا البيوريتانز (الطهرانيون) الذين اضطروا للخروج من بريطانيا , في النصف الثاني من القرن السابع عشر إلى أميركا على أنها "أرض الميعاد" . على الأقل ... إسرائيل الكبرى !
ولكن ألم يعرّي الرئيس الأميركي الدولة العبرية حتى من هيكلها العظمي حين قال "لقد أنقذنا إسرائيل , وكنا أكبر داعم لها في العالم" . أجل أنقذها , وإلا كان المقاومون الفلسطينيون يجولون في شوارع تل أبيب . آفي شلايم , المؤرخ الإسرائيلي سأل "لماذا إذاً نحن باقون هنا ؟" .
بايدن وصف ترامب بـ"قط الزقاق" . للتو جاء الرد "القط الذي يلاحق تلك الفأرة العرجاء في البيت الأبيض" !!

alafdal-news
