كمال ذبيان - خاصّ الأفضل نيوز
يزداد الشّرخ اللبنانيّ حول الصّراع مع العدوِّ الإسرائيليِّ ، وهو خلاف ليس جديدًا، بل يعود إلى مرحلة ما قبل اغتصاب فلسطين وإنشاء الكيان الصّهيوني، لأنّ فريقًا لبنانيًّا، من الموارنة، وبرعاية من بكركي، كان توجّهه غربًا، وإنّ مرجعيّته في الغرب سياسيًّا من خلال فرنسا التي أنشأت لبنان، ودينيًّا في الفاتيكان، مما أحدث هذا الاختلاف في الانتماء والهوية، عدم استقرار سياسيّ، ونشوء حروب، وارتباط بمحاور.
لذلك فإنّ وقوف قوى حزبيّة مثل الكتائب و "القوّات اللبنانيّة" والأحرار وآخرين غيرهم، ضدَّ إشعال جبهة الجنوبِ من قبل "حزب اللّه" مساندة لـ "غزة"، فلأنّ هؤلاء ومنهم البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، يرفضون القتال ضد العدوِّ الصهيونيِّ، واعتباره لا يشكّل خطرًا على لبنان، ولا توجد لديه خطط لتوسيع احتلاله شمالًا بعد الحدود مع فلسطين المحتلّةِ.
فهذا الفريق الّذي يرفع شعار قرار الحرب والسّلم بيد من ويريده محصورًا بالدولة، فلأنه يرغب بعودة لبنان إلى مرحلة اتفاق الهدنة عام ١٩٤٩، وإلى حياد لبنان الذي يدعو له سيد بكركي وآخرون، وأنّ قوّة لبنان في ضعفه،كما كان يردّد مؤسّس حزب الكتائب بيار الجميل، والشّعار مستمرّ مع ورثته، كما كان يردّد مؤسّس حزب الكتائب بيار الجميل، فقد ارتبط ابنه بشير بالعدوّ الإسرائيليِّ وخطّط معه وشاركه غزو لبنان في صيف ١٩٨٢، وتمّ تدمير أجزاء منه وعاصمته بيروت، لا سيّما المنطقة الغربية، وهذا السلوك تم التأسيس له منذ ثلاثينات القرن الماضي، عندما ارتبطت أحزاب وشخصيات في لبنان، بالمشروع الصهيوني من خلال السكوت عن اغتصاب فلسطين، والتواطؤ مع الكيان الصهيونى في استكمال مشروعه التّوسّعي.
فما يصدر عن جهات لبنانيّة، تدعو إلى وقف الحرب في الجنوب، إنّما من أجل إقامة "سلام" مع الدّولة العبريّة.
والذي جرّب باتفاق ١٧ أيار عام ١٩٨٣، وأسقطتِ القوى الوطنيّة اللبنانيّة مع مقاومتها للاحتلال الإسرائيليِّ، وسلطته في لبنان الممثّلة ببشير الجميل قبل اغتياله وانتخابه رئيسًا للجمهورية ثمّ يتوقف بأن الحرب في سبيل فلسطين، هي ليست قضيّته، ويساعد هؤلاء تواطؤ أنظمة عربية مع الكيان الصهيونيّ، والاعتراف به، وإقامة "سلام" معه، وهذا ما ينشده ومازال كلّ "الفريق السّيادي" وما كان يسمّى "قوى ١٤ آذار"، الذين التقوا تحت المظلّة الأميركية ورعاية أنظمة عربية، لنزع سلاح المقاومة وقطع شريان العلاقة مع سوريا امتدادًا إلى إيران بما يعرف بمحور المقاومة، الذي قلب المعادلات، منذ تحرير الجنوب عام ٢٠٠٠، إلى صمود المقاومة في الحرب الإسرائيليّة على لبنان صيف ٢٠٠٦، وإلى الحروب المتتابعة على غزة منذ العام ٢٠٠٨ إلى الحرب الحاليّة المستمرّة منذ تسعة أشهر.
فما يقوم به فريق الاستسلام والحياد، هو الدعوة إلى تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بلبنان وهي ١٥٥٩ و١٦٨٠ و١٧٠١، وهي السبيل إلى ردع "حزب الله" عن استمرار إرهابه، كما وضعه البطريرك الراعي، وأعاد التذكير بهذه القرارات، التي أبغضها القرار ١٥٥٩، الذي استصدره الرئيسان الأميركي جورج بوش الابن والفرنسي جاك شيراك وبطلب لبناني قيل أنّ فريقاً لبنانياً بدأ يتكون منذ العام ٢٠٠٠، وبعد تحرير الجنوب، يطالب بانسحاب الجيش السوري ونزع سلاح "حزبِ اللّه"، وتسبب صدور هذا القرار الذي وقف ضد التّمديد للرئيس إميل لحود، إلى حصول اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وانسحاب الجيش السوري ودعوة "حزب اللّه" إلى تسليم سلاحه بعد توجيه الاتهام إليه بأنه وراء اغتيال الحريري، مما أدى إلى انقسام سياسيّ، ومحاولة إشعال فتنة سنية - شيعية، إذ رأت "قوى ١٤ آذار" أن الظروف الدولية والإقليمية مؤاتية للتخلص من "حزبِ اللّه" وسلاحه والقضاء عليه، فكانت حرب تموز، التي تشبه ما يجري مع حماس في غزة.
ويسعى فريق لبناني، يقف ضد "حزبِ اللّه" إلى تحرّك دوليّ لتطبيق القرارات الدوليّة، وأن توسّع إسرائيل عدوانها، وإصدار قرار أمميّ تحت الفصل السّابع.