حمل التطبيق

      اخر الاخبار  صفارات الإنذار تدوي في "زرعيت" في الجليل الغربي شمالي فلسطين المحتلة   /   "إسرائيل هيوم": لابيد دعا رئيس الكنيست للتحرك فورا لتغيير التعامل المهين والمستهين بعائلات المختطفين بالكنيست   /   القناة 14 الصهيونية: عملية دهس في منطقة جبل الخليل   /   اندلاع حريق كبير في منطقة فرن الشباك والدفاع المدني يعمل على إخماده   /   سرايا القدس: قصفنا جنود وآليات العدو في حي الشجاعية شرق غزة بوابل من قذائف الهاون بالاشتراك مع كتائب المجاهدين   /   ‏موقع "حدشوت بزمان" الصهيوني: سقوط صواريخ داخل قاعدة عسكرية "إسرائيلية" في الشمال   /   المتحدث باسم جيش العدو: تم إطلاق نحو 100 صاروخ من ‎لبنان سقط معظمها في مناطق مفتوحة   /   قصف معادي يستهدف محيط مجمع ناصر الطبي في خان يونس   /   المقاومة ترد على الاغتيال الذي نفذه العدو في "الحوش"   /   غارتان من المسيرات العدوانية على بلدتي حولا ودير سريان   /   المتحدث باسم الإطفاء الصهيوني: اندلاع حرائق في هضبة الجولان نتيجة إطلاق نار من لبنان وطواقم الإطفاء تعمل في المكان   /   جيش العدو يعلن مسؤوليته عن اغتيال القائد في ‎حزب الله أبو نعمة ناصر في قصف جوي   /   قصف مدفعي معادٍ يستهدف بلدة الخيام   /   "نيويورك تايمز": بايدن أبلغ أحد مناصريه أنه يدرس ما إذا كان سيتستمر في السباق الرئاسي   /   الطيران الحربي المعادي شنّ غارة على بلدة عيتا الشعب ‎   /   الوكالة الدولية للطاقة الذرية: محطة زابورجيا النووية في أوكرانيا أبلغت عن وقوع غارات في محيطها عبر المسيّرات   /   تعرض قاعدة نفح لصلية صاروخية من لبنان   /   القناة 12 العبرية: الدفاعات الجوية تعترض عدة صواريخ في مرغليوت وكريات شمونة   /   سرايا القدس: قصفنا مستوطنات غلاف غزة برشقة صاروخية   /   مراد متفقداً سير الامتحانات في البقاع: نعِدُ بالضغط على الحكومة لتحقيق مطالب الأساتذة   /   إعلام العدو: دوي صفارات الإنذار في مستوطنتي "شتولا" و"نطوعا" على الحدود الشمالية مع لبنان   /   مراسل الأفضل نيوز: تحليق للطيران الحربي المعادي على علو منخفض فوق بيروت والضاحية الجنوبية ومحيطها والشوف وإقليم الخروب وخلدة   /   الرئيس المصري يعين الفريق أسامة عسكر مستشارا لرئيس الجمهورية للشؤون العسكرية   /   إعلام العدو: رفع درجة التأهب القصوى في الشمال استعدادًا لرد قوي من حزب الله   /   زيلينسكي: نعتمد على هولندا لتوسيع مهمة تدريب الطيارين الأوكرانيين   /   

حفلة شتائم متبادلة بين "الفيل" و"الحمار"

تلقى أبرز الأخبار عبر :


د. أكرم حمدان - خاصّ الأفضل نيوز

 

بمعزل عما أراده رسام الكاريكاتير الأميركي الشهير"توماس ناست"في أواسط القرن التاسع عشر، عبر تكريس الصورة الرمزية للصراع والتنافس بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة الأميركية، من خلال رمزَي الفيل والحمار، وتاريخ وقصة تلك الصورة والغاية منها، والدور الذي تلعبه فنون الدعاية في الحياة السياسية الأمريكية، فإن المناظرة الأولى بين مرشحَي الحزبين للسباق إلى البيت الأبيض جو بايدن ودونالد ترامب، بينت تقدم الفيل على الحمار وفق ما سجله المراقبون واستطلاعات الرأي، مع الإشارة إلى أن كلا المرشحين كالا لبعضهما من الشتائم والإهانات ما لم يُسجل بتاريخ الانتخابات الرئاسية الأميركية، وتقاطعا على دعم ربيبهما في الشرق الأوسط"إسرائيل"، لا بل تبارزا في تقديم الدعم والرعاية لهذا الكيان .

 

وقبيل قراءة وتحليل خطابيهما، لا بد من التوقف أولا مع ما عكسته وسائل الإعلام الأميركية حول هذه المناظرة، حيث كشفت شبكة سي إن إن الإخبارية الأميركية، نتائج استطلاع للمراقبين أن اداء ترامب كان أفضل بحوالي 67% مقابل 33% لبايدن، بينما كانت النسبة قبل المناظرة 55% لترامب و45% لبايدن.

 

 ووصفت وسائل الإعلامي الأميركية أداء الرئيس جو بايدن خلال المناظرة مع خصمه دوناد ترامب بأنه كان "كارثيا"،وأن أنصار الحزب الديمقراطي، يشعرون بالذعر بسبب أداء الرئيس .

 

ونقلت صحيفة بوليتيكوعن ثلاثة مصادر مقربة من الديمقراطيين، أن بعض ممثلي الحزب الديمقراطي الأمريكي باشروا بمناقشة نشطة لإمكانية استبدال الرئيس بايدن بمرشح آخر في الإنتخابات الرئاسية وذلك بعد فشله في المناظرة.

وذهبت بعض وسائل الإعلام إلى إعلان فوز ترامب بناء على الأداء وقبل صدور نتائج استطلاعات الرأي.

 

وقالت صحيفة "نيويورك بوست":"لقد شهد الملايين للتو نهاية فترة رئاسة جو بايدن على الهواء مباشرة على شاشة التلفزيون".

 

من جهتها، رأت وكالة "بلومبيرغ" أنه ينبغي على الحزب الديمقراطي أن "يضغط على زر الذعر في المناظرة الكارثية لبايدن، فأداء الرئيس تخلله تعثرات، وتكرار للكلام، وسعال، وبيانات كاذبة، مقامرة بايدن فشلت". 

 

وقالت شبكة NBC أن أداء بايدن وضع الديمقراطيين في حالة من الذعر، أما شبكة CNBC فكشفت عن أن العديد من كبار جامعي التبرعات في الحزب الديمقراطي دقوا ناقوس الخطر وقال أحد مستشاري الحملة الديمقراطية، والذي كان يجمع الأموال لقادة الكونغرس لأكثر من عقد من الزمن، وساعد في جمع الأموال لحملة بايدن عام 2020: "انتهت اللعبة".

 

ولم تكن بعيدة عن ذلك صحيفة "نيويورك تايمز"التي قالت إنه يجب على بايدن أن يرفض المشاركة في الانتخابات الرئاسية إذا كان لا يريد السماح لترامب بالفوز، بينما أشار موقع "أكسيوس" إلى أن الديمقراطيين في الكونغرس في "حالة من الصدمة"وأن أحد الديمقراطيين في مجلس النواب قال:"سنخسر 20 مقعدًا في مجلس النواب إذا كان هذا هو ما يحدث".

 

ما تقدم يُلخص القراءات الأولية للمناظرة الأولى بين بايدن وترامب وبين حزبَي "الفيل" و"الحمار" ويطرح أسئلة حول مصير المناظرة الثانية المقررة في العاشر من أيلول المقبل بدعوة من شبكة ABC News ، بعدما رفضا التناظر بدعوة من هيئة المناظرات الرئاسية التي تأسست لهذه الغاية عام 1987. 

 

لقد بينت المناظرة أن بايدن وترامب على طرفي نقيض في السياسات الداخلية والسياسة الخارجية والدفاع والاقتصاد والمال، والمشترك الوحيد بينهما هو تأييد إسرائيل. 

 

لقد اتهم كل منهما الآخر مرارًا وتكرارًا بالكذب، كما لم يتصافحا عند دخولهما إلى منصة المناظرة، وتبادلا الإهانات والشتائم بقوة.

 

ووجه بايدن الاتهام إلى ترامب بأنه أسوأ رئيس للولايات المتحدة، وأنه طفل، وشخص مدان، وأقام علاقة مع ممثلة أفلام إباحية (ستورمي دانيلز)، بينما كانت زوجته حاملًا، ويملك أخلاق قطط الشوارع، ويكذب بشأن سرقة الانتخابات وأزمة الهجرة، وهو أحمق وفاشل ولا يستحق أن يكون رئيسًا.

 

أما ترامب فقد اتهم بايدن بابنه هانتر، المدان بتهمة حيازة سلاح بشكل غير قانوني، وبأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يحترمه وأنه، أي بايدن، كان سيئاً فى أفغانستان، وهو مثل الفلسطينيّيـن وهـو"الفلسطيني السيّئ"، معتبراً أن العالم بات يقترب من حرب عالمية ثالثة، بسبب قلّة الاحترام لأمريكا في عهد بايدن.

 

إن المنازلة الانتخابية بين بايدن وترامب وحفلة الشتائم المتبادلة، كشفت إلى أي مدى يُعاني المجتمع الأميركي، وخصوصاً الحزبين المتنافسين"الديموقراطي" والجمهوري"،أي "الحمار" و"الفيل"، من الهشاشة والعقم في إنتاج شخصيات وقيادات أفضل من هذين المرشحين، سيما وأن الولايات المتحدة زاخرة بأهل العلم والثقافة والسياسية وبشخصيات لا تزال في متوسط العمر. 

 

إن ما نتج عن المناظرة وما هو متوقع لنتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، يشي بأن ساكن البيت الأبيض خلال المرحلة المقبلة، لن يكون سوى صاحب سوابق ومتطرف على مختلف الصعد، لكي يكتمل المشهد الذي بدأ في أوروبا.

 

تبقى الإشارة أخيراً، إلى أن غزة وفلسطين كانتا ولا تزالان ناخباً كبيراً في كل العالم وليس في أميركا فقط، وأن ما بعد "طوفان الأقصى" ليس كما قبله، وبالتالي فهل سنعود إلى الحديث عن صفقة القرن وكيف؟ ومن سيتجرأ على إعادة الطرح؟؟.