حمل التطبيق

      اخر الاخبار  سوريا: مسيّرة تابعة للجيش الإسرائيلي تلقي قنابل في سد المنطرة بريف القنيطرة الأوسط   /   ‏ماكرون: سنواصل العمل على تزويد أوكرانيا بضمانات أمنية قوية   /   البلاتين يقفز في المعاملات الفورية بنسبة 3% ويقترب من مستوى 2200 دولار للأونصة   /   بلومبرغ عن مصدر روسي: موسكو تسعى إلى تعديلات على خطة السلام الأمريكية ومزيد من القيود على الجيش الأوكراني   /   كتلة الوفاء للمقاومة: حق اللبنانيين بمقاومة الاحتلال إذا ما استمرَّ لأرضهم هو حقٌّ مشروع بكل المعايير والاعتبارات والمواثيق الدوليّة   /   حزب الله: على السلطات تجنب تنفيذ شروط إسرائيل من أجل إذلال الجيش اللبناني وانتهاك السيادة   /   عراقجي: تعريف الولايات المتحدة الجديد للدبلوماسية هو أن تتخلى إيران عن حقوقها وهذا إملاء وفرض وليس تفاوضاً   /   زعيم المعارضة الإسرائيلية: نتنياهو يفلت من المسؤولية وهذا هدفه الأساسي من قانون لجنة التحقيق في هجوم 7 تشرين الأول   /   حركة المرور كثيفة على طريق ‎الحدث عند مفرق ‎الكفاءات   /   رئيس الأركان الإسرائيلي: أمننا غير مضمون وهناك تهديدات جديدة وعند انتهاء جولة القتال نستعد لأخرى   /   رئيسة المفوضية الأوروبية ترفض حظر أميركا دخول مسؤولين أوروبيين إليها   /   قوات الدعم السريع تعلن السيطرة الكاملة على منطقة أبو قمرة بولاية شمال دارفور بالسودان وتقول إنها واصلت تقدّمها بنجاح حتى منطقة أم برو   /   ‏نتنياهو: سننفق نحو 110 مليارات دولار في العقد المقبل لتطوير صناعة أسلحة مستقلة   /   ‏وزير دفاع إسرائيل: سنواصل العمل على تنفيذ التزام حكومة لبنان بنزع سلاح حزب الله   /   كاتس: لن ننسحب من قمة جبل الشيخ بسوريا   /   ‏وزير الحرب الإسرائيلي: المنظومة الأمنية تتابع عن كثب التقارير حول إيران   /   ‏نتنياهو: تمكنا من تحييد خطرين من إيران هما التهديد النووي وخطر الصواريخ الباليستية   /   مراد يعايد اللبنانيين بالميلاد: نأمل أن تكون المناسبة سانحة لخلاص لبنان   /   حركة المرور كثيفة على اوتوستراد ‎خلدة باتجاه ‎الناعمة   /   تحليق مكثف للطيران المسير الإسرائيلي فوق منطقة صور   /   موقع "واللا" الإسرائيلي: من المتوقع أن يطلب نتنياهو خلال زيارته لواشنطن من ترامب دعم اعتبار "الخط الأصفر" الحدود الرسمية الجديدة لإسرائيل مع قطاع غزة   /   حركة المرور كثيفة على اوتوستراد ‎ذوق مكايل باتجاه ‎جونية وصولا حتى مفرق ‎غزير   /   مكتب نتنياهو: حماس وقعت على إقصائها من الحكم ونزع السلاح   /   مكتب نتنياهو: يجب محاسبة حماس وسنرد على خرقها للاتفاق   /   مكتب نتنياهو: نوايا حماس العنيفة تأكدت بعد إصابة ضابط بالجيش بتفجير عبوة ناسفة   /   

حفلة شتائم متبادلة بين "الفيل" و"الحمار"

تلقى أبرز الأخبار عبر :


د. أكرم حمدان - خاصّ الأفضل نيوز

 

بمعزل عما أراده رسام الكاريكاتير الأميركي الشهير"توماس ناست"في أواسط القرن التاسع عشر، عبر تكريس الصورة الرمزية للصراع والتنافس بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة الأميركية، من خلال رمزَي الفيل والحمار، وتاريخ وقصة تلك الصورة والغاية منها، والدور الذي تلعبه فنون الدعاية في الحياة السياسية الأمريكية، فإن المناظرة الأولى بين مرشحَي الحزبين للسباق إلى البيت الأبيض جو بايدن ودونالد ترامب، بينت تقدم الفيل على الحمار وفق ما سجله المراقبون واستطلاعات الرأي، مع الإشارة إلى أن كلا المرشحين كالا لبعضهما من الشتائم والإهانات ما لم يُسجل بتاريخ الانتخابات الرئاسية الأميركية، وتقاطعا على دعم ربيبهما في الشرق الأوسط"إسرائيل"، لا بل تبارزا في تقديم الدعم والرعاية لهذا الكيان .

 

وقبيل قراءة وتحليل خطابيهما، لا بد من التوقف أولا مع ما عكسته وسائل الإعلام الأميركية حول هذه المناظرة، حيث كشفت شبكة سي إن إن الإخبارية الأميركية، نتائج استطلاع للمراقبين أن اداء ترامب كان أفضل بحوالي 67% مقابل 33% لبايدن، بينما كانت النسبة قبل المناظرة 55% لترامب و45% لبايدن.

 

 ووصفت وسائل الإعلامي الأميركية أداء الرئيس جو بايدن خلال المناظرة مع خصمه دوناد ترامب بأنه كان "كارثيا"،وأن أنصار الحزب الديمقراطي، يشعرون بالذعر بسبب أداء الرئيس .

 

ونقلت صحيفة بوليتيكوعن ثلاثة مصادر مقربة من الديمقراطيين، أن بعض ممثلي الحزب الديمقراطي الأمريكي باشروا بمناقشة نشطة لإمكانية استبدال الرئيس بايدن بمرشح آخر في الإنتخابات الرئاسية وذلك بعد فشله في المناظرة.

وذهبت بعض وسائل الإعلام إلى إعلان فوز ترامب بناء على الأداء وقبل صدور نتائج استطلاعات الرأي.

 

وقالت صحيفة "نيويورك بوست":"لقد شهد الملايين للتو نهاية فترة رئاسة جو بايدن على الهواء مباشرة على شاشة التلفزيون".

 

من جهتها، رأت وكالة "بلومبيرغ" أنه ينبغي على الحزب الديمقراطي أن "يضغط على زر الذعر في المناظرة الكارثية لبايدن، فأداء الرئيس تخلله تعثرات، وتكرار للكلام، وسعال، وبيانات كاذبة، مقامرة بايدن فشلت". 

 

وقالت شبكة NBC أن أداء بايدن وضع الديمقراطيين في حالة من الذعر، أما شبكة CNBC فكشفت عن أن العديد من كبار جامعي التبرعات في الحزب الديمقراطي دقوا ناقوس الخطر وقال أحد مستشاري الحملة الديمقراطية، والذي كان يجمع الأموال لقادة الكونغرس لأكثر من عقد من الزمن، وساعد في جمع الأموال لحملة بايدن عام 2020: "انتهت اللعبة".

 

ولم تكن بعيدة عن ذلك صحيفة "نيويورك تايمز"التي قالت إنه يجب على بايدن أن يرفض المشاركة في الانتخابات الرئاسية إذا كان لا يريد السماح لترامب بالفوز، بينما أشار موقع "أكسيوس" إلى أن الديمقراطيين في الكونغرس في "حالة من الصدمة"وأن أحد الديمقراطيين في مجلس النواب قال:"سنخسر 20 مقعدًا في مجلس النواب إذا كان هذا هو ما يحدث".

 

ما تقدم يُلخص القراءات الأولية للمناظرة الأولى بين بايدن وترامب وبين حزبَي "الفيل" و"الحمار" ويطرح أسئلة حول مصير المناظرة الثانية المقررة في العاشر من أيلول المقبل بدعوة من شبكة ABC News ، بعدما رفضا التناظر بدعوة من هيئة المناظرات الرئاسية التي تأسست لهذه الغاية عام 1987. 

 

لقد بينت المناظرة أن بايدن وترامب على طرفي نقيض في السياسات الداخلية والسياسة الخارجية والدفاع والاقتصاد والمال، والمشترك الوحيد بينهما هو تأييد إسرائيل. 

 

لقد اتهم كل منهما الآخر مرارًا وتكرارًا بالكذب، كما لم يتصافحا عند دخولهما إلى منصة المناظرة، وتبادلا الإهانات والشتائم بقوة.

 

ووجه بايدن الاتهام إلى ترامب بأنه أسوأ رئيس للولايات المتحدة، وأنه طفل، وشخص مدان، وأقام علاقة مع ممثلة أفلام إباحية (ستورمي دانيلز)، بينما كانت زوجته حاملًا، ويملك أخلاق قطط الشوارع، ويكذب بشأن سرقة الانتخابات وأزمة الهجرة، وهو أحمق وفاشل ولا يستحق أن يكون رئيسًا.

 

أما ترامب فقد اتهم بايدن بابنه هانتر، المدان بتهمة حيازة سلاح بشكل غير قانوني، وبأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يحترمه وأنه، أي بايدن، كان سيئاً فى أفغانستان، وهو مثل الفلسطينيّيـن وهـو"الفلسطيني السيّئ"، معتبراً أن العالم بات يقترب من حرب عالمية ثالثة، بسبب قلّة الاحترام لأمريكا في عهد بايدن.

 

إن المنازلة الانتخابية بين بايدن وترامب وحفلة الشتائم المتبادلة، كشفت إلى أي مدى يُعاني المجتمع الأميركي، وخصوصاً الحزبين المتنافسين"الديموقراطي" والجمهوري"،أي "الحمار" و"الفيل"، من الهشاشة والعقم في إنتاج شخصيات وقيادات أفضل من هذين المرشحين، سيما وأن الولايات المتحدة زاخرة بأهل العلم والثقافة والسياسية وبشخصيات لا تزال في متوسط العمر. 

 

إن ما نتج عن المناظرة وما هو متوقع لنتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، يشي بأن ساكن البيت الأبيض خلال المرحلة المقبلة، لن يكون سوى صاحب سوابق ومتطرف على مختلف الصعد، لكي يكتمل المشهد الذي بدأ في أوروبا.

 

تبقى الإشارة أخيراً، إلى أن غزة وفلسطين كانتا ولا تزالان ناخباً كبيراً في كل العالم وليس في أميركا فقط، وأن ما بعد "طوفان الأقصى" ليس كما قبله، وبالتالي فهل سنعود إلى الحديث عن صفقة القرن وكيف؟ ومن سيتجرأ على إعادة الطرح؟؟.