كريستال النوّار - خاص الأفضل نيوز
صادقَ مجلس النّواب في العام 2020 على قانون مُعاقبة جريمة التحرّش الجنسيّ، ممّا اعتُبر نقلة نوعيّة في عالم التّشريعات في لبنان. وبذلك، تقدّمَ مجتمعنا خطوة إلى الأمام نحو مُكافحة أسوأ أشكال اللاإنسانيّة، إلا أنّه وكالعادة تبقى هناك ثغرات و"دعسات ناقصة" مُثيرة للجدل كما ينقص القانون آلياتُ حمايةٍ فاعلة للضّحايا.
هذا في القانون.. أمّا على أرض الواقع حيث "كلّ مين إيدو إلو"، فالأمر مُغاير و"القويّ يبتلع الضّعيف". لذلك لا بدّ من خطواتٍ عمليّة وفعّالة لمُحاربة التحرّش والاغتصاب وكلّ أشكال العنف، إذ أنّ الكلام عن هذا الموضوع لا يكفي من دون اللجوء إلى توعيةٍ شاملةٍ ومدروسة من كلّ الجوانب.
"كلنا حدّك هيدا حقّك"... حملةٌ أطلقتها جمعيّة "رواد الغد" لمُكافحة كلّ أشكال التحرّش. وتواصل موقع "الأفضل نيوز" مع عضو مجلس الإدارة في جمعيّة "رواد الغد"، ودّ اللبان، التي لفتت إلى أنّ "العبء كبير جدًّا على الأطفال وهنا دور الأهل أساسيّ لأنّ معظم العوامل المؤثّرة في زيادة نسبة التحرّش تعود إلى العادات والتّقاليد والتّربية والصّمت عن هذه المواضيع".
وتُشير اللبان، إلى أنّ المسؤوليّة كبيرة على الأهل الذين قد يرتكبون أخطاء عن غير قصد تؤدّي بأطفالهم إلى الوقوع ضحيّة التحرّش"، موضحةً: "برأيي، هناك 60 في المئة حيث العادات والتقاليد والتربية يُمكن أن تؤدّي دورها، وهذا يقع على عاتق الأهل".
كذلك، تُضيف اللبان في حديثٍ لموقعنا: "أطلقنا اليوم الثلاثاء 2 تمّوز فعاليات مشروع مكافحة التحرّش الجنسي بالتّعاون مع جمعيّة "لبنانيّون" وبرعاية وزير الإعلام زياد المكاري، حيث سنعرض العديد من الفيديوهات التي تشرح عن كيفية التوعية على مُكافحة التحرّش الجنسي وتوضح دور الأهل الكبير في هذا الموضوع".
وتُتابع قائلةً: "الحملة لمدّة 3 سنوات، لأنّ لدينا مجتمعات عدّة ونُريد العمل على كلّ المجتمعات المحيطة أو التي تعيش على كامل الأراضي اللبنانيّة للحصول على النّتيجة المرجوّة.. إذ لا يُمكن العمل على توعية جهةٍ أو منطقةٍ أو جنسيّةٍ معيّنة، وترك الآخرين الذين يُشاركوننا هذه الأرض من دون توعية. آن الأوان لترى حملتنا النّور بعد تأجيلها مراراً وتكراراً لأسبابٍ عدّة وظروفٍ صعبة".
كما تلفت إلى أنّه "ستكون هناك جلسات ونشاطات أيضاً، لأنّ ثمّة أعمار معيّنة تتطلّب طريقة محدّدة لإيصال الفكرة إليها ولفهم معنى التحرش وكيفية الوقاية منه. بالإضافة إلى وجود تعاون مع بعض الجمعيات المعنيّة بالموضوع، والتي ستُشارك في الحملة".
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه في موضوع التحرّش، أنّنا في العام 2024 حيث الحديث بات مُتاحاً عن مختلف الأمور التي لم يكن يُسمح لنا بالتحدّث عنها سابقاً، لماذا نسمع كثيراً وأكثر من قبل بحالات التحرّش كما أنّ النسبة في زيادةٍ مستمرّة؟!
تُجيب اللبان: "أريد أن أشدّد على أمرٍ مهمّ جدًّا، وهو أنّه يتمّ التداول بموضوع التحرّش ولكن ما عم بصير في عمليّة توعية... هنا الفرق، أنّنا نتكلّم بالموضوع على شكل تناقلٍ لفظيّ وهذا يختلف تماماً عن القيام بعمليّة توعية عامة وكبيرة.. وهذا هدفنا".
وتقول: "نرى زيادة أكثر من 70 في المئة في نسبة التحرّش والاغتصاب"، موضحةً أنّ "التحرش عدّة مجالات، فهناك تحرّش لفظي وجسدي ولمسي، ويجب أن نُضيء على كلّ هذه الأنواع لأنّ البعض يجهلها ولا يعرف كيف يجب التّعامل معها لحماية الذات والأطفال. هناك أمور عديدة لا يعرفها الناس عن هذا الموضوع، كأنواع التحرش وكيفيّة حصول الاستدراج والمنصّات التي يلجأ إليها المُتحرّش للإيقاع بفريسته". كما تكشف أنّ "الفئة العمريّة المُستهدفة من قبل المُتحرّشين هي غالباً بين 4 سنوات إلى 16 سنة".
لأنّ الماضي لا يُمكن تغييره، والصّدمة التي يتلقّاها الطّفل نتيجة تعرّضه للتحرّش قد يصعب التّعافي منها، تبقى التّوعية السّبيل الأفضل للوقاية وحماية أطفالنا. وتذكّروا دائماً أنّ لحظةً واحدة تُكلّف الأهل الكثير... والطّفل أكثر!