د. زكريا حمودان - خاصّ الأفضل نيوز
شكّلت الحرب الأوكرانية أزمة دولية كبيرة على مستوى الصراعات الجيوسياسية في العالم، وقد كان واضحًا بأنَّ الخلاف الأساسي في هذه المعركة على كيفية تعزيز مصالح الولايات المتحدة الأميركية عبر محاربة خطوط الغاز الروسية التي تشكل شريان حياة مالي للاتحاد الروسي.
استطاعت روسيا مواجهة الغرب عبر قدرات عسكرية متطورة ومنضبطة ميدانيًا، في المقابل انكشف فساد العصابة الحاكمة في أوكرانيا.
عصابة الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلنسكي التي أفقرت أوكرانيا قبل الحرب، استكملت سلبها للسلاح الغربي الذي أتى إليها لتقوم ببيعه في السوق السوداء بحسب تسريبات لمحادثات بين المهربين الأوكرانيين وتجار سلاح دوليين.
عن هذا الموضوع تحدّث الكاتب والباحث السياسي الأستاذ غسان جواد الذي قال بأنَّ جزءًا من السلاح الغربي الذي جاء من أوكرانيا تم بيعه في السوق السوداء عبر مافيات أوكرانية وغربية، وأنَّ هذا السلاح انتشر في كثير من بؤر التوتر في العالم وأصبح ملحوظاً. وأضاف بأنَّ هذا الأمر يعكس حالة الفساد القائم تاريخياً منها بعض الدول مثل أوكرانيا في موضوع بيع السلاح وموضوع التجارة في السلاح.
وأضاف الأستاذ غسان جواد أنَّ الأهم في موضوع السلاح الغربي الذي جاء إلى أوكرانيا هو كيفية مواجتهه من قِبل الروس وتعطيل فعالية سلاح نوعي من دبابات ألمانية وصواريخ بريطانية وأميركية ومضادات طائرات ومضادات دروع وصواريخ أرض-جو وأرض-أرض وما إلى ذلك. احتواء روسيا لكل هذه الأنواع من السلاح من خلال تثبيت جبهة في المناطق التي سيطرت عليها واعتماد الدفاع السلبي وإفشال كل الهجومات الأوكرانية التي انطلقت منذ حوالي سنه تقريباً، ويبدو اليوم أن المعركة في أوكرانيا أخذت شكل الاستنزاف بانتظار شيء ما أكبر. أما بالنسبة لموضوع السلاح الغربي فهو جزء منه في مجالس النواب الأوروبية حتى في الكونغرس الأميركي هنالك بعض النواب والمشرّعين بدأوا يبحثون في مسألة بيع السلاح الغربي في السوق السوداء ووصوله إلى أيدي من يسمونهم أعداء الغرب.
اليوم تتكثف بؤر التوتر في العالم بحيث يظهر السلاح الغربي المهرب من أوكرانيا كأداة تستخدمها الولايات المتحدة الأميركية لتعزيز بؤر الإرهاب والفوضى في العالم، تنفيذًا لمصالح استراتيجية أميركية.