محمد علوش - خاص الأفضل نيوز
لم يكن من المستغرب إصدار الجيش اللبناني بياناً بشأن الاعتداء على أحد أبراجه للمراقبة في خراج بلدة علما الشعب يوم الأحد الماضي، بل المستغرب كان عدم إصدار الجيش لبيانات كهذه منذ فترة طويلة رغم تعرّضه للاعتداءات، فالعدو الإسرائيليّ لا يتعامل مع الجيش سوى كجيش عدو، وهذا ما يجب أن يتعلمه كل اللبنانيين.
كان بيان الجيش اللبناني مقتضباً إذ جاء فيه: "بتاريخ 21 تموز 2024، في إطار الاعتداءات المتكررة على لبنان من جانب العدو الإسرائيلي، أُصيب برج مراقبة للجيش في خراج بلدة علما الشعب ما أدّى إلى تعرّض عسكريَّين لجروح متوسطة، وجرى نقلهما إلى أحد المستشفيات للمعالجة"، وبعدها بدقائق أصدرت المقاومة الإسلاميةُ بياناً متعلقاً بهذا الاعتداء جاء فيه: "رداً على اعتداءات العدو الإسرائيليِّ على الجيش اللبناني في خراج بلدة علما الشعب استهدفت المقاومة ثكنة زرعيت بقذائف المدفعية".
دافعت المقاومة عن الجيش وحاولت استعادة حقه، وفي ذلك رسالة بالغة الأهمية تُريد المقاومة إرسالها بحسب مصادر متابعة وهي أن الثلاثية الذهبية التي وردت في البيانات الوزارية "الشعب والجيش والمقاومة" لا تزال صامدة وصالحة لكل زمان ومكان، وأن المقاومة إلى جانب الجيش تدافع عن كل لبنان.
بحسب المصادر فإن بيان المقاومة هذا موجه إلى كل الذين يشككون في الثلاثية الذهبية، أو الذين يطالبون بنشر الجيش على الحدود لحماية لبنان، وتُشير المصادر إلى أن بياني الجيش والمقاومة محزنان بنفس الوقت، ففي لبنان لا أحد يرغب بأن لا يكون الجيش قادراً على الدفاع عن نفسه، لا في عموم الشعب ولا في قيادة الجيش وعناصره، فالقيادة كما الضباط والعناصر لا ترغب سوى برد الاعتداء بمثله وأكثر، ومواجهة العدو بالنار، والدفاع عن لبنان، ولكن هذا يُعيدنا إلى أصل المشكلة التي يعاني منها الجيش وهي التسليح، فالجيش في هذه الحادثة أكد أنه لا يستطيع بتسليحه الحالي، لا بعقيدته القتالية، أن يواجه إسرائيل أو أن يدافع عن لبنان بوجه الغطرسة الإسرائيليّة والقوة العسكرية الإسرائيلية، وبالتالي لمن يُطالب بنزع سلاح المقاومة، بحجة أن الجيش قادر على حماية لبنان عليه أن يُعيد حساباته، بحال كان مقتنعاً بذلك.
ممنوع على الجيش التسلح، تقول المصادر عبر "الأفضل"، وتقول: "في كل اتفاقيات بيع السلاح أو تقديمه كهبة، يمكن للجهة البائعة أو الواهبة أن تفرض شروطاً على استعمال الأسلحة ووجهتها، وفي حال استمر الاتكال على الأميركيين لتسليح الجيش، ولو بالسلاح الخفيف الذي قد ينفع في كبح مواجهات داخلية أو خوض معارك على شاكلة معارك نهر البارد، فلن يكون بالإمكان لهذا الجيش أن يواجه إسرائيل، أولاً بسبب نوع الأسلحة، وثانياً بسبب قرار الواهب أو البائع.
إذًا تؤكد المصادر أن الجيش اللبناني لا يحتاج لمقاتلة إسرائيل سوى إلى السلاح، وقبل تأمينه من مصادر غير أميركية، فلا يمكن الحديث عن حماية لبنان، ولا عن نزع سلاح المقاومة، وللمفارقة هنا فإن الذين يتهمون حزب الله بمنع تسليح الجيش، يعلمون أن أصدقاءهم الأميركيين هم المسؤولون عن هذا المنع، كما منعوا الغاز عن لبنان لتأمين الكهرباء، أما الذين يُريدون من المقاومة تسليم سلاحها للجيش فهم "أغبياء" بالفهم العسكري.