د. زكريا حمودان - خاصّ الافضل نيوز
أتى استهداف اليمن في عمق الكيان الصهيوني كضربة مفاجئة للكيان من جهة والولايات المتحدة الأمريكية والداخل الصهيوني من جهةٍ أخرى. هذا الاستهداف الأول من نوعه لعمق الكيان والذي يشير بأن وجهة الحرب تبدلت بشكل كبير، لكن ما يميز هذا الاستهداف بأنه أتى من اليمن التي تشكل منذ بداية الحرب تأثيراً استراتيجياً عميقاً على المنطقة بعد الصراع مع العدو ومع الأميركي وحلفاءه في آنٍ معًا.
جغرافيا اليمن لها خصوصية باتت مفهومة للجميع، فهي جغرافيا حرب طويلة الأمد والقدرات العسكرية اليمنية ذات جهوزية عالية لخوض حروب طويلة الأمد وفي نفس الوقت لديها القدرة على التأقلم مع أي معركة بحيث أن قدراتها العسكرية محمية بشكل كبير إنطلاقاً من أنها تأقلمت مع الحرب الكبيرة التي حصلت عليها من قبل السعودية بسلاح ذات فعالية تشبه فعالية الكيان الصهيوني.
من المؤكد بأن استهداف اليمن لتل أبيب مؤشر على أن الاستهدافات التالية مقبلة لا محالة، وأن استهدافات الحوثيين بشكل عام دائماً هي استهدافات استراتيجية وتشكل تأثيراً ليس فقط على الكيان على المستوى العسكري بل تؤثر على أهداف أساسية في عمق الكيان على الشكل التالي:
١- المؤسسات الحيوية الأساسية داخل الكيان كمفاعل ديمونا وشركات الكهرباء.
٢- خزانات الوقود والغاز والنفط الاستراتيجية داخل الكيان.
٣- منصات الغاز الأساسية والرئيسية الثلاثة وهي: كاريش، ليفاتيان، تمار.
أما على المستوى العسكري فقد نرى استهدافات عسكرية حساسة من خلال ضرب وزارة الدفاع، بالإضافة إلى ضرب قواعد عسكرية حساسة أو ربما مخازن صواريخ وذخائر داخل الكيان انطلاقاً من امتلاك محور المقاومة لمعلومات استخباراتية عن الكيان الصهيوني ووجود غرفة عمليات مشتركة تدير المعركة.
على المستوى الدولي كان تأثير اليمن منذ بداية المعركة تأثيراً كبيراً داخل البحر الأحمر، ولكن بعد ضرب عمق تل أبيب سيتحول هذا التأثير إلى تأثير استراتيجي، خاصة بأن القدرات الصاروخية ووحدة المسيرات لدى اليمنيين يستطيع ضرب نقاط استراتيجية ربما تصل إلى البحر المتوسط، مما يعني استهدافات على الملاحة الدولية لكل ما يخدم الكيان الصهيوني.
دخول اليمن فيما يسمى بالمرحلة الخامسة يؤشر إلى أن محور المقاومة بات لديه أريحية كبيرة لاستهداف عمق الكيان الصهيوني من ما يضعنا أمام سيناريوهات عديدة أهمها:
١- الإسراع في توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار وذلك لكي يستدرك الأميركي والإسرائيلي مدى الضربات اليمنية.
٢- توسع دائرة المعركة في الكيان الصهيوني مما يعني دخول عمق الكيان الصهيوني في استهدافات محور المقاومة، وقد نرى ضربات مشابهة ربما تنطلق من العراق.
اليوم دخلنا نحو تحول خطير في المعركة مع الكيان الصهيوني وهو تحول إيجابي جداً لمحور المقاومة بحيث من المؤكد بأننا سنشهد استهدافات لعمق الكيان خلال الساعات المقبلة وعلى الأرجح قد تأتي من اليمن.