د. زكريا حمودان - خاصّ الأفضل نيوز
منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى سمعنا الكثير من التحليلات حول دور الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة في ظل الحرب الدائرة وعلاقتها المباشرة مع الكيان الصهيوني.
في دراسة أعدها الدكتور زكريا حمودان حول المصالح الأميركية في منطقة الشرق الأوسط وعرضها على قناة الميادين الفضائية، نستعرض أهم ما أتى فيها ضمن هذا المقال الخاص لموقع الأفضل نيوز.
على مستوى حقول الغاز قبالة فلسطين المحتلة
ينقسم الحديث عن حقول الغاز في فلسطين المحتلة إلى قسمين: القسم الأول يتضمن حقول الغاز الموجودة قرابة الأراضي المحتلة في فلسطين، أما القسم الثاني فيتضمن حقول الغاز الموجودة قبالة شاطئ غزة حيث تدور المعارك الآن.
بالنسبة لحقول الغاز الموجودة قرابة الأراضي المحتلة تعود جميع عائداتها الاستثمارية إلى الكيان الصهيوني، فيها ثلاثة حقول أساسية وهي حقل تمار، حقل ليفياتان، وحقل كاريش.
تستثمر الشركات الأميركية كشركة شيفرون ونوبل إنيرجي بالإضافة إلى بعض شركائهم الغربيين والعرب جميع الاستثمارات في حقول الغاز قبالة الأراضي التي تحتلها إسرائيل، وإذا أردنا مقارنة بعد هذه النقاط عن لبنان تحت عنوان إمكانية الاستهداف العسكري نجد أنها بعيدة قرابة ٨٥ كلم إلى ٢٠٠ كلم، مما يعني أن إمكانية استهداف هذه الحقول متاحة سواء بالمسيرات أو بالقدرات الصاروخية. أما بالنسبة لحقول الغاز قبالة قطاع غزة هنا نتحدث عن أربعة حقول كما بات معروفاً بالإعلام أهمها قد يكون حقل المنطقة الوسطى الموجود قبالة مخيم النصيرات وحقل غزة مارين.
الشراكة الأميركية -الإسرائيلية
تعتبر الاستثمارات الأميركية- الإسرائيلية داخل الكيان الصهيوني مهمة جداً بحيث يوجد أهم شركات العالم التكنولوجية مثل إنتيل وجينيرال إليكتريك، مايكرو سوفت، غوغل، ADM و META، جميع الشركات تعتمد على تصنيع التكنولوجيا الحديثة وتعزيز البحث والتطوير، ومراكزها داخل الكيان الصهيوني.
كما يأخذ التعاون الأمني حيزًا مهماً جداً بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية بحيث يصل مستوى التعاون بينهما إلى خمسة أضعاف قدرة المخابرات المركزية الأميركية ال CIA أي ما يوازي قيمة معنوية تصل تقديرياً إلى ٧٥ مليار دولار.
أما على مستوى التبادل التجاري فإن التبادل التجاري يصب لصالح إسرائيل التي تستورد من الولايات المتحدة الأمريكية بـ٢٠ مليار دولار وتصدر لها بقيمة ٣٠ مليار دولار، مما يشير إلى أن الحاجة الأميركية للكيان الصهيوني كبيرة.
الاستثمارات الأميركية في أهم الدول الخليجية
قسمنا هذا الجزء من الدراسة إلى أربع دول أساسية بحيث لاحظنا أن الاستثمارات الأميركية في الإمارات العربية المتحدة وصلت إلى قرابة ١٥٠٠ شركة أميركية تقوم بتوظيف ٥٥ ألف أميركي داخل الإمارات، الأمر ينسحب على المملكة العربية السعودية التي يوجد فيها ٧٥٠ شركة أميركية مسجلة وتستثمر جميعها في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والتقنيات الحديثة وغيرها. أما في قطر فيوجد قرابة ٧٠٠ شركة أميركية تعمل في مجال الطاقة والبتروكيماويات والعقارات والصحة والتعليم وتقديم الخدمات داخل دولة قطر.
أما المفارقة فكانت في دولة العراق التي لم نكن بحاجة أن نبحث أين تذهب أموالها بالنسبة للنفط لأن جميع إيرادات النفط العراقي تذهب إلى صندوق داخل الولايات المتحدة الأمريكية بحسب الأمر التنفيذي رقم ١٣٣٠٣ الذي يسمح للولايات المتحدة الأمريكية أن تضع يدها على أموال النفط العراقي بشكل عام منذ العام ٢٠٠٣، لذلك ما يجب القيام به بالنسبة للعراق هو إنهاء الأمر التنفيذي وإيقاف التجديد له سنوياً من قبل إدارة الأمن الأمريكية المتتابعة.
اليوم ما زالت الولايات المتحدة الأمريكية متواجدة في العراق ولو كان ذلك بعدد محدود، وكذلك هي موجودة في سوريا وتصرف قرابة ١٠ مليارات دولار سنوياً من النفط السوري من خلال شركة أميركية تستثمر في حقول النفط الموجودة في محافظة دير الزور والحسكة، كما أن القواعد الأميركية العسكرية موجودة في بعض الدول الخليجية وهي معرضة للاستهداف في أي لحظة تندلع فيها الحرب في المنطقة.
إنَّ المصالح الأميركية الموجودة في منطقة الشرق الأوسط كثيرة و متعددة وتؤثر استراتيجياً على وجود وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على مستوى العالم بالإضافة إلى وجودها على مستوى منطقة الشرق الأوسط، لذلك الخلاصة التي وصلنا إليها تقول بأنه لا يوجد أي مصلحة للولايات المتحدة الأمريكية للدخول في حرب شاملة في المنطقة إلا إذا فرضت الحرب نفسها.

alafdal-news



