د. زكريا حمودان -خاصّ الأفضل نيوز
بعد تفجير أجهزة البيجر التي قام بها العدو الصهيوني خارج إطار قواعد الاشتباك وبشكل مفاجئ، أتت عملية تفجير أجهزة الاتصال "آيكوم" الموجودة مع أعضاء في حزب الله وذلك في عملية تفجير هذه المرة للأجهزة اللاسلكية.
الهجوم الإرهابي الذي نفذه جيش العدو الإسرائيلي يوضح بأنه أتى في غير توقيته لأن المعركة حاليا ليست في ذروة الصراع، ولكن يبدو بأن شيئًا ما حدث مما أدى إلى اضطرار العدو الصهيوني إلى تنفيذ هذه التفجيرات.
التفجيرات التي حصلت هي لأجهزة مستوردة حديثاً وذات أهمية عملية لوجستية ولا تدخل في إطار البعد الأمني البحت مما يشير إلى أن الجسم الأمني لحزب الله بخير ولم يتضرر.
أضف إلى ذلك، أن الخرق الذي حصل هو خرق استخباراتي لصفقة تجارية وليس خرقًا أمنيًّا داخليًّا للحزب مما يشير إلى أن تصنيف الأضرار يأتي على المستوى اللوجستي وليس على المستوى العسكري في الدرجة الأولى.
أهم الأسباب التي تجعل حزب الله جاهزًا للمواجهة ولم يتأثر في هذه العملية هو أن هذا الخرق لم يحقق أي نتائج أمنية للعدو الصهيوني، في المقابل حقق العديد من النتائج الإيجابية على مستوى الساحة اللبنانية بشكل عام وعلى مستوى حزب الله بشكل خاص، ومن أهم هذه النتائج:
١- الوحدة الوطنية التي تحققت بعد هذا الانفجار كانت غير مسبوقة وهي مهمة كثيراً في توقيت هذه المعركة.
٢- ماحصل يعطي الحق لحزب الله في أي شكل من الأشكال بالرد على هذه الأعمال الإجرامية التي نفذها العدو بحق اللبنانيين وبحق عناصر من حزب الله في آنٍ معاً.
٣- أن جسم المقاومة قد تضرر بعض الشيء ولكن المقاومة استدركت الأمر وقد بدأت عملية الترميم منذ اللحظات الأولى للانفجار الأول.
إنَّ ما حصل في الـ٤٨ ساعة الأخيرة يشير إلى أن العدو الصهيوني متضرر كثيراً من عمليات المقاومة وأنه اضطر لتنفيذ هذه العملية للهروب من الفشل الذريع الذي أصابه في الأشهر السابقة بسبب قدرة المقاومة على ردع العدو وعدم إعطائه أي فرصة لتحقيق مكاسب إضافية، وأن إحدى أهم معضلاته اليوم هي أزمة النازحين من شمال فلسطين المحتلة والتي تتسبب في هستيريا كبيرة داخل الكيان من جهة، ولرئيس حكومة الكيان من جهة أخرى. في المقابل تلقت المقاومة ضربة أدت إلى تضرر جزء من منظومتها اللوجستية، ولكنها نهضت كالمارد الجبار، تداوي بعض الجراح ولكن ما زالت بنيتها العسكرية والأمنية سليمة وجاهزة أكثر من ذي قبل.