د. زكريا حمودان - خاص الأفضل نيوز
لم تعتبر الصحف الإسرائيلية أن ما قام به رئيس الحكومة العدو الإسرائيلي بن يمين نتنياهو إنجازًا في عملية تفجيرات أجهزة البيجر والأجهزة اللاسلكية في لبنان مؤخراً.
نتنياهو وجيشه المجرم نفذوا ضربة اعتبرها الإعلام العبري لا تتخطى الإطار التكتي في حين أنها لا تصل إلى مستوى الاستراتيجية التي من المفترض أن تبنيها إسرائيل في مواجهة حزب الله بحسب الإعلام العبري.
وفي إحدى المقالات في صحيفة هآرتس تحدث موس هارئيل عن الاحتفالات التي قام بها اليمين المتطرف معتبراً أنه يسير في هذا الإنجاز وكأنه وصل إلى الفضاء، لكن حقيقة الأمر لم يتغير شيء بالنسبة للحرب في الشمال وأن كل ما يقوم به نتنياهو يجر إسرائيل إلى حرب لن تغير شيء بالنسبة لآداء الجيش الإسرائيلي وقدراته مقابل قدرات حزب الله، مما يشير بأن أزمة سكان الشمال ما زالت هي الأساس وأن دخول إسرائيل في الحرب يشير إلى أنها ستخرج خاسرة.
في الإطار عينه تحدثت صحيفة معاريف بأن ما حصل هو تكتيك وليس استراتيجية وأنه مهما حصل لمدى سنوات وتم الحديث عن هجوم البيجر وعن أهمية هذه العملية فإنها تبقى غير استراتيجية وأن التدمير الذي حصل في الشمال بسبب صواريخ حزب الله وذلك باعتراف الكاتب جاكي خوجي، الذي أشار بأنه على الجيش الإسرائيلي أن يعي بأنه إذا توجه إلى أيام قتالية ضد حزب الله سيؤدي الأمر إلى ثمن عالي جداً.
أما ما كان ملفتا هو مقال لسيفي برئيل في صحيفة هآرتس والحديث بشكل واضح بأن حزب الله يبقى هدفه في هذه المعركة إسناد قطاع غزة ووقف الحرب وإنهاء الصراع وهذا الأمر يمكن تحقيقه عند توقيع وقف لإطلاق النار، لكن في المقابل إسرائيل لن تحقق أي شيء من أهدافها لليوم التالي، وبالتالي فهي تُعتبر أمام ضغط أكبر وأوسع، في المقابل فإن حزب الله غير مطلوب منه بأن يقوم بأي تعديل استراتيجي على ما يقوم به لأنه يُعتبر بأنه غير معرض للضغط كما هو الحال في إسرائيل التي لديها أهداف ولن تستطيع أن تحققها.
كما أن الحديث عن تفجيرات البيجر كان مهماً لكن كذلك الأمر أزمة غالينت ونتنياهو وساعر عادت إلى الواجهة بحيث تحول ساعر الذي خرج عن وعوده ومواقفه الثابتة في مواجهة نتنياهو ووافق على تولي وزارة الدفاع مكان غالنت قبل الحديث عن إقالت الأخير، فتحول إلى أضحوكة ومكان للسخرية في صحيفة هآرتس التي اعتبرت بأن جدعون ساعر خرج عن جميع المبادئ والمصداقية التي كان يتحدث عنها وتحول إلى الشخص الأكثر لعنة في إسرائيل.
في الخلاصة، من الواضح جداً بأن العمليات التي حصلت في لبنان مؤخراً بالرغم من أنها كانت مؤذية للمقاومة لكن في نفس الوقت نجد بأنها تضمنت الكثير من الواقعية في بعض الصحافة الإسرائيلية التي اعترفت بشكل واضح بأن ما حصل هو عمل وتقدم تكتيكي وليس ذات تأثير استراتيجي وأنه لن يؤثر كثيراً على مسار المعركة في المرحلة المقبلة.