د. زكريا حمودان - خاص الأفضل نيوز
بدأت معركة طوفان الأقصى تقترب من انتهاء عامها الأول وهي التي تشكل سابقة في الصراع مع العدو الصهيوني.
لم يعد الصراع مبني على الاشتباكِ في قطاع غزة بين الفصائل الفلسطينية والعدو الصهيوني، بل إنَّ ساحات الإسناد المتعددة تعمل بجهد كبير وبتطور مستمر بحيث أن هذا التطور انعكس بشكل واضح في الضفة الغربية مؤخراً وبعده في جبهة الأردن المستحدثة.
إن ما أسمته السلطات الأردنية بالعملية الفردية هو أمر ركيك ولا يمت للواقع الأردني بصلة، بحيث أن التداخل الديموغرافي والجغرافي بين الضفة الغربية والداخل الأردني هو أمر طبيعي جدًّ اومنطقي انطلاقاً من عدة عوامل أهمها:
١- الترابط العشائري العربي والتي تشكل الأردن وجنوب شرق الضفة الغربية جزءًا أساسيًّا ورئيسيًّا منه.
٢- الإجرام الكبير الذي سكت عنه النظام الأردني سيتجسد بانتفاضة شعبية كبيرة ستؤثر بشكل أساسي على عملية التطبيع مع العدو الصهيوني.
٣- مهما تأخرت جبهة النشامى فإن الأردن هو أحد مداخل تحرير فلسطين.
ما بين الأردن والعشائر العربية نقاط مشتركة ونقاط اختلاف كبيرة، بحيث أن أحد نقاط الخلاف هو التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي لا يشبه طبيعة الأردن ولا شعب الأردن ولا حتى النظام الشعبي في الأردن الذي يختلف عن النظام السياسي الذي يشكل له الغرب حصانة سياسية وأمنية تثبته في موقعه المهزوز مثله مثل باقي دول التطبيع القديمة والمستحدثة.
بات معروفاً بأن جبهة الأردن تقدم كل ما تستطيع للضفة الغربية، لكن تبقى أهمية عملية جسر الكرامة بأنها فتحت الباب الحقيقي على هذا الحدث المميز الذي أدى إلى مقتل ثلاثة رجال أمن من الصهاينة في العملية البطولية للشهيد المجاهد على طريق القدس ماهر حسين الجازي.
كما أن جبهة الأردن مفتوحة على الجبهة العراقية المقاومة والتي ربما يكون الحديث عنها أعمق في حال امتد هذا الصراع لأيام وأسابيع وأشهر جديدة بحيث لن يسلم أحد من الرمال المتحركة التي بناها محور المقاومة في سبيل تحرير فلسطين عبر كل هذا الزخم الذي يقوم به من خلال جنود الله المجهولين الذين يقدمون دون كللٍ أو ملل في مختلف الجبهات، وقد بدأ عملهم يتبلور في جبهة الأردن.