عبدالله قمح_خاصّ الأفضل نيوز
تعمَّد العدو الإسرائيلي خلال الساعات التي أعقبت حادث سقوط صاروخ على ملعب لكرة القدم في بلدة مجدل شمس المحتلة في الجولان السوري إلى شن حرب نفسية مركزة على لبنان، موحياً أنه في صدد القيام بضربات تكاد تكون أقرب إلى حرب، ما دفع بالمقاومة إلى اتخاذ أعلى درجات الجهوزية للتعامل مع أي تطور خطير يخرج عما تم إرساؤه من معادلات منذ بداية الجولة الحالية من القتال في الثامن من تشرين الأول الماضي.
إزاء هذا الجو المستجد، برز نشاط يعمل على احتواء أي تطور ينظر إليه بطريقة سلبية. وتبين من مصادر على علاقة بجهات دبلوماسية، أن العمل الجاري فاعل ويرمي إلى تقييد إسرائيل بـ"ضربة لحفظ ماء الوجه" تكون بعيدة عن التلاعب في موازين القوى العسكرية القائمة خشية من تطور الأمور على الجبهة مع جنوب لبنان إلى أكثر مما هو سائد حالياً، مع إشارة هذه المصادر إلى أن من قتلوا في سقوط الصاروخ في مجدل شمس وعددهم 12 شخصاً وفق البيانات الإسرائيلية، ليسوا "مستوطنين إسرائيليين" إنما "مواطنون عرب" محتلة أرضهم بناء على اعتراف قسم كبير منهم وبناء على المواثيق الدولية بخلاف تلك الأميركية التي تعتبر الجولان "أرضا إسرائيلية"، وهو موقف رسمي أبلغه لبنان عبر رئاسة الحكومة إلى كل العواصم التي تواصلت معه خلال الساعات الماضية لمحاولة التهدئة. وبالتالي لا تصبح إسرائيل ملزمة، وفق القانون الدولي، بأي رد تجاه أي دولة أخرى وإن ادعت أنها تعرض لقصف من أراضيها. من هنا، يتعامل حزب الله مع أي تهديد صادر عن إسرائيل على أنه "اعتداء على لبنان" وسوف يتم التعامل وفقه.
من ناحية أخرى حافظ حزب الله على صمته كنوع من حرب نفسية عكسياً محافظاً على رده الوحيد الذي جاء في أعقاب اتهام إسرائيل له بالوقوف خلف إطلاق الصاروخ المزعوم على مجدل شمس.
وخلافاً لما تم ترويجه حول اتخاذ حزب الله تدابير إخلاء في بعض مواقعه سواء في جنوب أو شرق البلاد (البقاع)، علم "الأفضل نيوز" أن ما هو متخذ لا ينفصل عن الوضع القائم منذ الثامن من تشرين، حيث تتخذ المقاومة إجراءات احترازية وتتعامل مع أوامر صارمة لا سيما في المواقع الواقعة على خطوط النار أو تلك المشمولة بطبيعة التأهب ذات البعد العسكري نظراً لحساسيتها. وعلى ما يتبين، يعمل العدو على محاولة إظهار أن حزب الله متهيب اللحظة أو أنه يقوم بإجراءات معينة، ومن جهة أخرى يوهم المواطنين اللبنانيين أن الحزب يعمل على تجنب أي وضع حربي استثنائي مخالف لما هو سائد منذ الثامن من تشرين، ما ينافي التقديرات العسكرية الإسرائيلية الصادرة عن مراكز قوى وقرار، التي تعتبر أن حزب الله في وسعه الرد على أي تطور حربي مخالف للقواعد الحالية، وإن أي ضربة إسرائيلية تأتي "رداً" على ما يقول أنه استهداف من جانب حزب الله لمجدل شمس –مع أن الفرضيات الحالية تؤكد أن الاستهداف ناتج عن سقوط صاروخ قبة حديدية أصابه خلل واضح- قد يأخذ المعركة إلى حرب شاملة لا تريدها الآن إسرائيل.
عملياً، وخلافاً لكل ما يقال، شهد جنوب لبنان أمس حالة عادية لا تختلف عن الأجواء السائدة منذ خريف العام الماضي، لاسيما في المدن كالنبطية وصور، فيما لم تشهد أي من تلك المدن أو القرى المحيطة بها حالات نزوح نحو العاصمة أو المناطق التي يعتقد أنها "أكثر أمناً" خلافاً لما يروجه العدو الإسرائيلي.

alafdal-news



