كريستال النوّار - خاصّ الأفضل نيوز
"في حرب أو ما في حرب؟"، هذا السؤال يتصدّر المشهد مجدّداً، خصوصاً بعد القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبيّة لبيروت واغتيال القائد العسكري في "حزب الله" فؤاد شكر، من دون أن ننسى عمليّة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنيّة، في طهران.
وإذا أردنا أن نتوسّع أكثر، الاعتداءات الإسرائيليّة على لبنان من جنوبه إلى بقاعه، وصولاً إلى قلب عاصمته، لا تُعدّ ولا تُحصى... وكذلك الشّهداء والجرحى والمُتضرّرين والنّازحين. فهل تنتقل الأزمة من مناطق معيّنة إلى كلّ منطقة لبنانيّة؟ وهل نحن مُقبلون على حربٍ شاملة لا تسلم منها أيّ منطقة لبنانيّة؟ هذا ما يخشاه المواطنون، والمسؤولون يترقّبون أيضاً خوفاً من أيّ تصعيد لا سيّما بعد كلمة الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله.
القطاعات كافة بدأت بالتّجهيزات اللازمة "في حال وقعت حرب"، من مستشفيات وغيرها. ماذا عن المحروقات؟ وهل نعود إلى التّخزين أسوةً بالأزمات السابقة؟
يُشدّد ممثل موزّعي المحروقات فادي أبو شقرا، على أنّه لا داعٍ للهلع ولا للتهافت على المحطّات، قائلاً في حديثٍ لموقع "الأفضل نيوز": "لا نُريد أن نقول كلاماً غير واقعيّ.. نحن نتمنّى ألا يحصل أي حرب أو أزمة في الأفق".
ويُضيف أبو شقرا: "ما دام البحر مفتوحاً، لن يكون هناك أي عائق في قطاع المحروقات في لبنان وإن حدث أيّ سيناريو، في وجود البواخر التي تصل تباعاً وترسو في مياهنا، خصوصاً أنّ مستودعات الشركات المستوردة للنّفط اليوم فيها ما يكفي من الكمية. لذلك، حتّى اليوم كلّ الأمور طبيعيّة على الأرض ونحن نقوم بدورنا ونوزّع للمحطّات".
ويلفت من جهة أخرى، إلى أنّ "كلفة البواخر وكذلك التأمين، ولكنّ هذا الأمر يحصل منذ بدء الأزمات في لبنان وخارجه، وليس من اليوم"، متمنّياً ألا تتطوّر الأمور أكثر، والله يحمي لبنان، "ما منعرف شو بدّو يصير بالمستقبل".
كما يعود ويُطمئن أنّ "البضاعة مؤمّنة، المخزون موجود ولكن إلى متى يكفي، نحن لا نعرف، لأنّ كلّ شيء "عرض وطلب".
من جهته، يشرح عضو نقابة أصحاب المحروقات جورج البراكس، أنّ استهداف الضاحية الجنوبية لم يؤثّر على سوق المحروقات ولم يتأثّر المواطنون به، كما أنّنا لم نشهد أيّ هلع على محطات البنزين وكان الوضع طبيعيًّا جدًّا"، مُضيفاً في حديثٍ صحافي: "طالما أنّ الوضع طبيعي نوعاً ما، وعلى حاله، فإنّ المخزون في الخزانات يكون كافياً".
أمّا وفق تجمّع أصحاب الشركات المستوردة للنفط، فإنّ المخزون الموجود يكفي لمدّة شهر في الخزانات، لكن في حال حدوث أيّ تطوّر دراماتيكي في البلاد، سيكون توفّر المحروقات رهن إقفال الممرّات البحريّة من عدمه. فإن لم تستطع البواخر المجيء إلى البلد، لن يكون هناك مخزونٌ من النفط بطبيعة الحال.
الوضع "على كفّ عفريت"، كما هي حال البلد، والأيّام المُقبلة وحدها كفيلة بالإجابة على كلّ ما يشغل اللبنانيّين الذين اعتادوا العيش في القلق المُستمرّ... ولكن إلى متى؟