ليديا أبودرغم – خاصّ الأفضل نيوز
منذ اغتيال "إسرائيل" لرئيس حركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران وقبله بساعات القائد العسكري لـ "حزب الله" فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية، وقبلهما قصفها لمدينة الحديدة في اليمن، يعيش العدو حالة صعبة بفعل الخوف من الرد الموحد أو الردود المنتظرة من طهران و"حزب الله" واليمن، والتهديد بالانتقام الوشيك ما يعني فشل الردع الإسرائيلي أمام قوة ردع محور المقاومة ما سيجعل أبواب المنطقة مشرعة على سيناريوهات عدة أحلاها مُر، ما جعل السباق محتدمًا بين محاولة الوصول إلى صفقة وقف النار وتبادل أسرى في غضون أيام أو الدخول في المواجهة الكبرى.
فبالنسبة للتفاوض، فهو يقرأ ما بين السطور ما قاله الرئيس الإيراني بزشكيان في الحديث الهاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن إيران لم تتخل عن ردها بعد، لكنها ستتحرك وفقا للقوانين والمعاهدات الدولية لأن تفادي الحرب وإرساء السلام مبادئ أساسية لإيران، مع التأكيد على أن طهران تحتفظ بحقها في الرد المناسب على الكيان لكنها لن تسكت عن الإعتداء على مصالحها وأمنها.
إلا أن تبادل الرسائل تزامن مع تطور دراماتيكي تمثّل باستعادة سوريا آبار النفط في دير الزور، ما يعني أن جبهة الإسناد في سوريا بدأت من خلال بدء العملية العسكرية على قوات قسد المدعومة من الولايات المتحدة هناك، ما يعني الاستمرار في جبهات الإسناد حتى إيقاف الحرب في غزة.
هذا ولم يكلَّ المسؤولون الأميركيون عن الإعلان عن انخراط الإدارة الأميركية بجهود دبلوماسية مكثفة في المنطقة لسد الفجوات بين طرفي النزاع، وأن موقف الولايات المتحدة من المفاوضات بشأن غزة لم يتغير بتعيين يحيى السنوار رئيساً لحماس، حيث دعاه المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إلى القبول باتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى كصاحب قرار، ما يعني إقرارًا أميركيًّا بدور السنوار -مهندس "طوفان الأقصى".
فإيران و"حزب الله" يريدان ضربة كبرى، ونتنياهو يبحث عن حرب كبرى التي إذا حدثت ستشكل إعادة ضبط للتحالفات الدولية، وصعود عالمي لدول أمام أميركا والتي تحرك أساطيلها الدبلوماسية التي تغازل الشرق بورقة الحل ووقف إطلاق النار ولا يملك لبنان الرسمي منها سوى إعلان الجهوزية في مجالات الإغاثة وإحصاء الأضرار.