محمد علوش - خاصّ الأفضل نيوز
عندما أصدرت حركة حماس بيانها الشهير قبل بدء المفاوضات بجولتها الأولى في الدوحة كانت تُريد تحقيق أمرين، الأول هو منع رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو من تحقيق أهداف الاغتيالات التي قام بها، وتسييلها ضمن اتفاق وقف الحرب، والثاني هو تأكيد موافقتها على اقتراح جو بايدن، لعلمها أن الأميركيين بصدد تعديل مقترح رئيسهم بما يتماشى مع المطالب الإسرائيلية.
يقول أحد المسؤولين المتابعين لعملية التفاوض وما سبقها عبر "الأفضل" أن المفاوضات تهدف لإخضاع حماس ودفعها للإستسلام، لأن الشروط المفروضة باتت واضحة وأهدافها أكثر من واضحة، مشيراً إلى أن الأميركيين عدلوا مقترحهم بحيث يحققون هدف نتنياهو وهو إنجاح المرحلة الأولى من الصفقة وحصول عملية التبادل خاصة مع الأسرى المدنيين الأحياء، ومن بعدها يتم استكمال الحرب.
تكشف المصادر أن نتنياهو يرغب منذ البداية بتحقيق صفقة تبادل تُتيح له استمرار الحرب في المرحلة الثانية، لأنه عندها يتحرر من عبء الأسرى، ويتخلص من ضغط الشارع المؤيد لعودتهم، علماً أن عودة الأسرى قد تعني وقوف الغالبية العظمى من الإسرائيليين بصف استمرار الحرب على غزة، كذلك ليس نتنياهو وحده من يرغب بالمرحلة الأولى من الصفقة بل الأميركيين أنفسهم.
تُشير كل المعطيات إلى أن إدارة الرئيس بايدن والديمقراطيين يريدون وقف الحرب، ولكن بالتدقيق بما تقوم به الإدارة، وموقف وزير الخارجية أنطوني بلينكن الذي يتبنى الموقف الإسرائيلي بالكامل، يتبين أن الأميركيين كما نتنياهو يُريدون دفع حماس للموافقة على صفقة تنجح مرحلتها الأولى فقط، فعندما يتم إخراج الأسرى ومنهم الأميركيون، وتستمر الحرب، وهكذا تكون الإدارة الأميركية قد نجحت باستعادة أسراها أمام الشارع الأميركي قبل الانتخابات، وهو ما يعطيها زخماً.
بحسب المصادر فإن هذه الخلاصات التي انتهت إليها حركة حماس مؤخراً وأبلغتها لحلفائها من لبنان إلى كل المنطقة، فما هو مطروح أميركيًّا اليوم هو صفقة تتضمن تبادلًا للأسرى، ولا تتضمن بمرحلتها الأولى انسحاباً إسرائيلياً من غزة، بل حديث عن نقاش في هذه المسألة خلال المرحلة الثانية من الصفقة، ولا تتتضمن وقفاً للحرب، بل وعد بنقاش هذه النقطة خلال المرحلة الثانية، وبالتالي ببساطة تُريد أميركا من حركة حماس أن تسلم الورقة الأقوى التي تملكها أي الأسرى، ومن بعدها تُستكمل الحرب بالشكل الذي يُريده نتنياهو وللوقت الذي يُريده.
أبلغت حماس المعنيين في المحور رفضها المطلق لما هو معروض أمامها اليوم، حتى أنها بحسب المصادر بدت مؤخراً وكأنها تشجع المحور على التصعيد وتنفيذ الردود، ولكن المشكلة هي بما بعد الرفض هذا، فأي مصير ينتظر المنطقة، وهل تصدق تهديدات نقلها أحد المسؤولين الغربيين الذين زاروا لبنان منذ فترة، وتضمنت حديثاً عن معركة بين إسرائيل ولبنان لا تؤدي إلى حرب إقليمية، ولكنها تكون أقسى من المواجهات القائمة حالياً بمرات ومرات؟