كمال ذبيان - خاص الأفضل نيوز
يتوعّد العدوُّ الإسرائيليُّ لبنان بعمليّة عسكريّة، قد تصل إلى حرب واسعة، يسعى "حزبُ اللّه" منذ أن ساند المقاومة في غزّة، أن لا تقع، وحصرها مع فتح الجبهة المساندة من مزارع شبعا المحتلة، إلّا أنّ العدوَّ استهدف منازل وأحياء، فسارع "حزب الله" إلى قصف أبراج المراقبة العسكريّة، ثمّ مقرّات جيش الاحتلالِ وثكناته، في إطار عمليّات مواجهة عسكريّة، ضمن قواعد اشتباك، حيّد فيها المستوطنين الذين أخلتهم السّلطات الإسرائيليّة في شمال فلسطين المحتلّةِ، ونقلتهم إلى فنادق على أمل أن تنتهي الحرب التّدميريّة على غزّة خلالَ أسابيع أو شهرين على الأكثر بالقضاء على حركة "حماس"، واستعادة الأسرى الإسرائيليّينَ وإعادة القطاع إلى إدارة الاحتلالِ، كما كان قبل العام ٢٠٠٥.
لكنّ الحرب على غزّة فشلت في تحقيق أهداف رئيس حكومة العدوِّ ووزرائه لا سيما منهم من يمثّلون الأحزاب الدينيّة المتطرّفة كوزير الأمن إيثمار بن غفير ووزير المال سموتريتش، وهذا ما أطال من المواجهات العسكريّة في الشّمال، الذي أصبح فارغًا من سكانه، وشلّ فيه الاقتصاد وتعطّلت السّياحة، وباتت منازله ومؤسّساته شبه مدمّرة، وفق تقارير أمنيّة إسرائيليّة.
من هنا فإنَّ جبهة الجنوب مع العدوِّ الإسرائيليِّ، كان لها تأثير كبير على سير الحرب في غزّة، التي ما زالت المقاومةُ فيها تقوم بعمليّات ضدَّ الاحتلالِ، الذي فتحت ضدّه جبهة كانت متوقّعة في الضفةِ الغربيةِ، التي دخل إلى مدنها كجنين وطولكرم والخليل ونابلس ومخيّماتها، لكنّه سعى إلى التّدمير والقتلِ، دون أن يوقف المقاومةِ فيها التي واجهته بقتالٍ عنيفٍ، رغم الحصار عليها من الأردن المرتبطة بمعاهدة استسلام مع الكيان الصّهيوني، وهو ما دفع بشابٍّ أردنيٍّ وهو سائق شاحنة، أن يُردي ثلاثة أفراد من رجال الأمن على معبر الكرامة فلسطينيًّا والملك حسين أردنيًّا واللنبي إسرائيليًّا، وهو يربط بين الأردن الضّفةِ الغربيّةِ، فباتت جبهات غزّة والضّفةِ الغربيّةِ ولبنان، في قتال مباشر مع الاحتلالِ الإسرائيليِّ، وهذا قد يدفع إلى تصعيد عسكري أوسع، لا سيما على لبنان، الذي أعلن رئيس حكومة العدوِّ بنيامين نتنياهو، بأنه أعطى أوامره إلى القيادة العسكريّة لتستعدَّ للقيام بهجوم برّيٍّ على لبنان، وهو ما أشار إليه وزير الحرب يواف غالانت، وتطرق إليه قادة العدوِّ، بأنَّ "جبهة الشّمال" مع لبنان تشكّل خطرًا أكبر على إسرائيل، التي لا بدّ من أن تنهي الوضع في هذه المنطقة، بعد أن فشلت الاتصالات الدبلوماسيّة، مع لبنان، الذي كان جواب المسؤولين فيه، بأنَّ وقف الحرب على غزّة، يساعد في تطبيق القرار ١٧٠١، الذي لم يلتزم به العدوُّ الإسرائيليُّ منذ صدوره قبل ١٨ عامًا، لأنّه كان يرغب في أن يكون تحت الفصل السّابع، وتحضر قوات دوليّة، وتطبقه بالقوّةِ العسكريّة، في ما يتعلّق بسلاح "حزبِ اللّه"، وإبعاد عناصره شمال الليطاني، أو أن يقوم الجيش بمؤازرة قوات الطوارئ الدوليّة بهذه المهمّة، لكن رفض لبنان، أن يكون "حرس حدود" لإسرائيل، التي لم توقف خروقاتها واعتداءاتها على لبنان، الذي تمكّنت المقاومة فيه، بأن تكون قوّة ردع، لا بل توازن مع العدوِّ الصهيونيِّ، الذي باتت تشكّل قوّة "حزب اللّه" في لبنان، خطرًا وجوديًّا على الكيان الصّهيونيِّ الذي تقع كل مساحته تحت مرمى صواريخ المقاومةِ، لا سيما المتطورة منها، والتي تصل أبعد من تل أبيب إلى النقب وإيلات في الجنوبِ.
فالعدوُّ الإسرائيليّ، يعلم جيّدًا "ببنك أهداف" المقاومةِ ضدَّ كيانه الغاصب، فهو يتريّث في توسيع الحرب، لأنّها ستكون مكلفة له، وأنَّ حيفا بمرفئها ومصانع "البتروكيميائيات" فيها، مع مخازن "النيترات" وخزانات النّفط، هي هدف ثابت إذا ما قرّر العدوُّ شنّ حرب استباقيّة على لبنان، فستشهد حيفا وجوارها زلزالًا مدمّرًا، وسيأتي ما بعدها تل أبيب (يافا)، وهذا ما يجعل قادة العدوِّ يعدّون إلى العشرة قبل تنفيذ تهديداتهم، التي يسمعها "حزبُ اللّه" ويتوقّف عندها، لكنّه لا يعطيها الأهميّة، لأنَّ ردَّه سيُهدِّد إسرائيل بوجودها.