عماد مرمل - خاص الأفضل نيوز
بعد انكفائه عن النشاط العام لفترة بسبب وعكة صحية ألمت به، يستعد النائب غسان سكاف مع تماثله إلى الشفاء لاستعادة حيويته السياسية عبر حراك واسع سيباشر به في الأيام المقبلة من أجل التسويق لمبادرة جديدة ترمي إلى كسر المراوحة في الملف الرئاسي.
ويقول النائب سكاف ل"الأفضل نيوز" أنه سبق له أن خاض حراكًا سياسيًّا ساهم في عقد جلسة 14 حزيران الشهيرة التي لم تسفر عن انتخاب رئيس الجمهورية كما كنا نأمل، موضحًا أنه وقف آنذاك، "وبكل فخر، خلف إنتاج التوافق المسيحي على اسم جهاد أزعور الذي كنت أنا من طرحته من لائحة بكركي بعدما أجريت جولات على الأطراف كافة وأخذت بركة البطريرك الماروني بشارة الراعي ولاحقاً تشاورت مع القوى المسيحية في شأنه إلى أن تم الاتفاق على التقاطع حوله، ما سمح لتلك القوى بالنزول إلى مجلس النواب باسم مشترك في مواجهة المرشح سليمان فرنجية انطلاقاً من مبدأ أن التنافس الديموقراطي يحتاج إلى اسم من كلّ فريق."
ويلفت سكاف إلى أنه كان ينسق خلال تلك المرحلة مع الرئيس نبيه بري بغية تأمين الظروف المناسبة لعقد جلسة الانتخاب، "ولكن التوازن السلبي السائد في المجلس النيابي حال دون الوصول إلى نتيجة إيجابية."
ويضيف سكاف سرد الوقائع قائلا: لاحقًا اندلعت حرب غزة والجنوب، وحصل ربط تلقائي بينها وبين الاستحقاق الرئاسي بحكم الأمر الواقع فتجمدت كل الأمور لوقت طويل إلى أن فُتحت أخيرًا نافدتان في الجدار، واحدة داخلية وأخرى خارجية، ما شجعني على اتخاذ قرار معاودة التحرك لالتقاط الفرصة الجديدة.
ويوضح سكاف أن معلوماته تفيد بأن هناك نافذة أميركية - سعودية مفتوحة وتحمل بارقة أمل لمعالجة الملف الرئاسي، مشيرًا إلى أنه بنى هذا التفاؤل ولو كان حذرًا على حصيلة تواصله مع سفراء "الخماسية" ومسؤولين في واشنطن.
ويشدد سكاف على أن "الواقعية السياسية تقتضي الإقرار بأنه لن يكون هناك رئيس للجمهورية من دون موافقة أميركا والسعودية وإيران ولا يمكن تجاهل هذه المعادلة إذا أردنا اختصار المسافة إلى بعبدا."
ويتابع سكاف: أما النافذة الداخلية التي يبدو لي أنها فُتحت أيضًا فتكمن في الخطاب الأخير للرئيس نبيه بري الذي أوجد كوة في الحائط الإسمنتي يمكن النفاذ منها للانتهاء من الشغور الرئاسي، كذلك خطاب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع انطوى على إيجابيات عدة ومن بينها قبوله للمرة الأولى بتعديل الدستور.
ويلفت سكاف إلى أن هاتين النافذتين المفتوحتين شجعتاه على استئناف حراكه وتجديد مبادرته التي ستركز في مرحلتها الأولى على محاولة إيجاد أرضية مشتركة بين الثنائي الشيعي الموحد (حركة أمل وحزب الله) والثنائي المسيحي المنقسم (القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر) ليبنى عليه أوسع تفاهم ممكن يضم الجهات الأخرى، "إذ أن الخطر الوجودي الذي يواجه لبنان يتطلب أوسع مقدار ممكن من الوحدة الوطنية."
ويكشف سكاف أنه سينطلق في مبادرته المتجددة من عند الثنائي الشيعي ثم سينتقل إلى الثنائي المسيحي في مسعى لاجتراح تقاطع بين الطرفين حول اسم أو اسمين يكونان مقبولين ولا يوضع فيتو عليهما، "مع تأكيد حق فرنجية بمواصلة الترشح وحق حلفائه بدعمه، ثم نحمل هذين الاسمين مع اسم فرنجية إذا قرر الاستمرار، إلى مجلس النواب وليربح من يربح، وبذلك تكون العملية الانتخابية آمنة ومضبوطة ولا تبقى خشية عند أحد من مفاجآت صادمة."
ويشير سكاف إلى أنه يأمل في أن ينبثق من مبادرته الخيار الواقعي وليس الخيار الثالث الذي يتحسس البعض حياله.
كذلك، يلفت إلى أنه يمكن تتويج مسار هذه المبادرة بلقاء تشاوري وليس حواريًّا لأن هناك من يتحسّس أيضًا حيال حصول حوار قبل انتخاب الرئيس.
ويوضح سكاف أنه سينسّق مسعاه بكل مراحله مع بري وسفراء الخماسية، مشدّدًا على ضرورة التقاط الفرصة المستجدة، ببعديها الداخلي والخارجي، لملء الشغور في قصر بعبدا، ومنبّهًا إلى محاذير إضاعتها.