حمل التطبيق

      اخر الاخبار  العثور على درون إسرائيلية في بلدة مركبا والأهالي سلموها للجيش اللبناني   /   المصادر الأميركية لـmtv: لا يوجد أي تهديد باندلاع حرب فهذا كلام مختلق ولا أساس له من الصحة وأورتاغوس ستكمل عملها الذي تقوم به مع لجنة الميكانيسم   /   المصادر الأميركية لـmtv: الكلام أن إسرائيل رفضت اقتراح رئيس الجمهورية التفاوض بوساطة أميركية وأممية تماماً كما حصل في الترسيم البحري غير صحيح   /   مصادر لـmtv: أورتاغوس "عالأكيد حاملة معها شي" وإلا كانت اكتفت بحضور لجنة "الميكانيسم" كما فعلت في المرتين السابقتين فالأمور ضبابية في ظل الحديث عن تصعيد إسرائيلي تجاه لبنان   /   مصادر سياسية متابعة للحراك النيابي للجديد: الجلسة قائمة والنصاب مؤمّن   /   مصادر سياسية للجديد: ورشة عمل موسّعة في القصر الجمهوري ومروحة اتصالات ومراجعات وطروحات لدراسة مجموعة من الأفكار حول صيغة التفاوض وإطارِه اللبناني   /   مصادر دبلوماسية للجديد: مصر لطالما كانت متمايزة في مواقفها تجاه الملف اللبناني وحافظت على تواصل دائم مع كل الأطراف وضمناً حزب الله   /   مصادر غربية للجديد: الفرصة الأخيرة للدبلوماسية في لبنان وهذه الفرصة أو الرسالة هي باتجاهين لحزب الله أولاً ولبنان الرسمي ثانياً   /   وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش: لن نسمح بإعادة إعمار ‎غزة من دون نزع السلاح   /   قوات العدو الإسرائيلي تطلق رشقات رشاشة باتجاه البحر مقابل الناقورة   /   كتائب القسام: سنقوم بتسليم جثة أحد أسرى الاحتلال التي تم استخراجها اليوم في قطاع غزة عند الساعة 9 مساء بتوقيت غزة   /   معاريف عن مسؤول إسرائيلي: إسرائيل أبلغت رسميا أن حماس ستسلم الليلة جثمان أحد المختطفين   /   بريطانيا: تقدم الدعم السريع في الفاشر يخلف آثارا مروعة على المدنيين   /   العربية: العثور على جثة رهينة إسرائيلي في حي التفاح بمدينة غزة   /   وزارة الصحة: شهيدان في غارة من مسيرة إسرائيلية على بلدة البياض في جنوب   /   "يديعوت أحرونوت": إسرائيل تنتظر الضوء الأخضر من واشنطن للتحرك بعد انتهاء المهلة التي حددها ترامب لحماس من أجل تسليم رفات الرهائن الليلة   /   هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول: نستعد لتسلم جثمان أحد المختطفين الليلة   /   رئيس الوزراء البريطاني: نسعى للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ونشيد بدور ‎تركيا في هذا الصدد   /   أردوغان: تقع علينا مسؤولية حماية وقف إطلاق النار في غزة ومنع انتهاكه   /   أردوغان: تركيا تشتري 20 مقاتلة تايفون من بريطانيا   /   يديعوت أحرونوت عن مسؤولين: إسرائيل تدرس توسيع سيطرتها في غزة عقابا لحماس بسبب عدم إفراجها عن بقية الجثث   /   رويترز: متظاهرون في اليابان يحتجون على اجتماع بين ترامب ورئيسة الوزراء اليابانية   /   خليل الحية: النقاش مستمر بشأن سلاح حماس وملتزمون بوقف النار   /   يديعوت أحرونوت عن مسؤول إسرائيلي: نتوقع موافقة أميركية لمعاقبة حماس بشأن جثث الأسرى بانتهاء مهلة ترمب الليلة   /   شهيدان شقيقان جراء الغارة الإسرائيلية التي استهدفت بلدة البياض في قضاء صور   /   

"نفسيّة اللبناني صفر"... ولكنّه عنيدٌ جدًّا لا يُقهر!

تلقى أبرز الأخبار عبر :


كريستال النوّار - خاص الأفضل نيوز

 

يعيش الأهالي في الجنوب والبقاع حرباً حقيقيّة، واللبنانيّون بشكلٍ عام يقضون أيّامهم على وقع مستوى التّهديدات الذي يرتفع أحياناً وينخفض في أحيانٍ أخرى. هذا ما يُسمّى بالحرب النفسيّة التي يُعزّزها العدو مع كلّ جدار صوت أو تحليقٍ منخفض لطائراته الحربيّة، إضافةً إلى التصريحات المُخيفة التي يُطلقها المسؤولون هناك وتصل أصداؤها إلينا عبر الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي.

 

هنا يكمن تأثير الحرب النفسيّة، التي عادةً ما تُستخدم كأداة لضرب معنويات المجتمع الخصم، وهذا أمرٌ مهمّ لا يُمكن تجاهله أو الاستخفاف به، خصوصاً وأنّ لا شيء مضموناً مع العدو الإسرائيلي حيث أنّ التّهديدات قد تُنفّذ في أيّ وقت ويجب الحذر والاستعداد وتأمين أدنى مقوّمات الصّمود تفادياً لأيّ سيناريو أسود. 

 

فإلى جانب تحرّك القطاعات كافة استعداداً للحرب، تلعب الصحّة النفسيّة دوراً بالغ الأهميّة لتعزيز صمود اللبنانيّين. فما هي خطط الطوارئ النفسيّة، والمبادرات التي تتحضّر على الأرض تحسّباً لنشوب حربٍ واسعة؟ وهل هي كافية؟

 

تُجيب الاختصاصية في علم النفس والمعالجة النفسيّة شارلوت الخليل، في حديثٍ لموقع "الأفضل نيوز"، قائلةً: "هناك العديد من المبادرات التي تحصل على الأرض في هذا الوضع، فالجمعيات تعمل بشكلٍ حثيث، كما أنّ النقابة تقوم بدورها أيضاً.

 

 التحضيرات تحصل تحسباً لنشوب حرب واسعة وتطال كلّ الفئات الموجودة، من الأكثر هشاشة إلى الذين يُعانون من أمراض معيّنة، وهناك آليات تدخّل يُعمل عليها لإعداد خطّة تدخّل مناسبة لكلّ حالة، فالإسعافات النفسيّة الأوليّة عادةً ما تُستخدم لأنها الأساس في حالات الحروب والكوارث الطبيعيّة".

 

هل هذه التحرّكات كافية؟ تعتقد الخليل أنّ "هذا الأمر يختلف من حالةٍ إلى أخرى. فما يحصل على الأرض اليوم بالنسبة للوضع الموجود في لبنان، أعتقد أنّ الجمعيات والمبادرات قادرة على متابعة الوضع". وتُشير إلى أنّ "الوضع اللبناني قبل الأزمة لم يكن جيّداً من ناحية الصحة النفسيّة نتيجة تراكم الصّدمات الكبيرة والأزمة الاقتصاديّة وانفجار 4 آب.. ممّا أثّر سلباً على الشّعب الذي تعب من كلّ شيء".

 

كما تُشدّد على أنّ التوعية أساسيّة بالتدخّل النفسي للوصول إلى أكبر عددٍ ممكن من الحالات المحتاجة، وقد أطلق البرنامج الوطني للصحة النفسيّة تطبيق "خطوة خطوة" على الهاتف، يُعطي إرشاداتٍ أساسيّةً ويُعلّم الناس تقنيات معيّنة تساعد على إرساء الاستقرار والتحكّم بردات الفعل، وهذه أمور يجب أن نكتسبها كخطوة أولى، ومن يحتاج يذهب لاحقاً إلى علاج نفسي فردي.

 

تجدر الإشارة إلى أنّ "خطوة خطوة" هو برنامج دعمٍ نفسيّ سرّي ومجّاني للأشخاص الذين يعيشون ضغوطاً ومشاعر صعبة، وهو متوفّر عبر تطبيق أو موقع إلكتروني. ويتلقّى اﻟﻤﺴـﺘﺨﺪﻣﻮن دﻋﻤﺎً ﻧﻔﺴيًّا أﺳبوعيًّا ﻋﺒﺮ اﻟﻬﺎﺗﻒ ﻣﻦ ﻗِﺒﻞ أﺷﺨﺎص ﻣﺪرّﺑﻴﻦ، ﻟﻤﺪّة 5 أﺳﺎﺑﻴﻊ. "ﺧﻄﻮة ﺧﻄﻮة" ﻳُﺪﻳﺮه اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺼﺤّﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴّﺔ ﻓﻲ وزارة اﻟﺼﺤّﺔ اﻟﻌﺎﻣّﺔ، وﻳﻘﺪّﻣﻪ حاليًّا ﻛﺨدمةٍ ﻣﺠﺎﻧﻴّﺔ ﺑﻬﺪف مساعدة المُقيمين في ﻠﺒﻨﺎن ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﺪّﻋﻢ اﻟﻨﻔسي.

 

نتيجة تراكم الصّدمات وعدم الاستقرار والأزمات والمُستقبل المجهول في لبنان، "اللبناني تعبان" وأتت الحرب النفسيّة والتهديدات اليوميّة لتزيد الضغط الذي يعيشه في ظلّ الإحساس بعدم الأمان، وهذا الوضع يُلقي بظلاله على الوضع النفسي عموماً، وفق ما ترى الخليل، التي تستطرد قائلةً: "يجب ألا ننسى أنّنا شعبٌ طوّر كثيراً من آليات التأقلم وهناك قدرات لدى هذا الشّعب للتّعامل مع الظّروف القاسية لا نراها عند شعوب أخرى، والدراسات أثبتت أنّ هناك ما يُعرف بـ trauma growth".

 

ورغم الصّورة السوداويّة، تُشدّد الخليل على أنّ "الصحة النفسيّة في لبنان تأخذ بُعداً جيّداً خصوصاً في السّنوات الأخيرة، إذ زاد الوعي عند الناس وأصبح هناك من يلجأ إلى استشارة اختصاصيّين"، مُضيفةً: "صار عنّا توعية أكبر، برامج تهتمّ بأمور وتفاصيل يوميّة تطال الناس وهذا يساعد كثيراً، كما أنّ تأسيس نقابة النفسانيين منذ سنتين كان خطوة أساسيّة ساعدت على تنظيم هذا القطاع وضبطه، وأعتقد أنه في السنوات المقبلة ستظهر نتائج إيجابية أكبر.. نحن على خطى صحيحة ونتطوّر من هذه الناحية".

 

وتُتابع: "توفّر الاستقرار والأمان أهمّ من أيّ تدخّل، ولكن أمام الواقع الذي نعيشه لا يمكن إلا أن نكون جاهزين". 

 

في هذا السياق، تستعين الخليل بتجاربها الخاصة على الأرض، وتقول: "الأهمّ في هذا الوقت أن نطلب المساعدة إذا كنّا بحاجة إليها. وردّات الفعل على الضّغوط أمر طبيعي، والقلق بهذه الظروف طبيعي أيضاً ولكن الأهمّ طلب المساعدة لأنّ التدخلات أثبتت فعاليتها في هذا الإطار"، لافتةً إلى أنّ "اللبناني ورغم كلّ التحديات التي يعيشها منذ سنوات وحتى اليوم، استطاع التعلّم والوصول إلى مراكز متقدّمة، وأينما حلَّ ينجح بكلّ شيء". 

 

وإضافةً إلى توارث الصّدمات، تقول الخليل، نحن نتوارث أموراً جميلة أيضاً كالإصرار والطّموح وعدم الاستسلام، فهذه تُنقل أيضاً من جيل إلى آخر. وهناك مشاعر التعلّق بلبنان التي تدفع اللبناني دائماً رغم كلّ الصعوبات، للاستمرار. كما أشدّد على وجود نوعٍ من التضامن الاجتماعي، ولو كان هشًا أحياناً، إلا أنّه قوي في الأزمات.

 

التركيز على الأمور السلبيّة، رغم تأثيرها الثّقيل وغير المحمول، يجعل المشهد سوداويًّا بشكلٍ لا يُطاق. إلا أنّ هناك بعض التّفاصيل الإيجابيّة التي تبعث على التمسّك بالحياة والاستمرار، قد تُعطي الإضاءة عليها، دفعاً قويًّا يُساعد الناس على استمداد القوّة والاستمرار.

 

هذا هو التّغيير المطلوب اليوم في المجتمع. الوقوف بوجه اليأس متعب، لكنّ الإصرار على العيش أقوى، وإرادة اللبنانيّين لا يدمّرها أيّ شرّ مهما كان كبيراً.