نوال أبو حيدر - خاصّ الأفضل نيوز
مع استمرار نزوح آلاف اللبنانيين من جنوب لبنان جرّاء الاعتداءات الإسرائيلية الكثيفة والدمار، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ادعاءات مختلفة حول الموضوع، وانقسمت الآراء بين رافض ومؤيد، على الرغم من اختلاف الآراء، إلّا أن الوعي والحسّ التضامني والوطني والأخلاقي يبقى سيّد الموقف!
ومن هنا، تظهر حملات تضامن إنسانية واسعة مع المتضررين، حيث تكتسح مواقع التواصل الاجتماعي صفحات تدعو الناس للتبرع، وما هو أهم من ذلك، بروز تحركات فعّالة أمام المدارس وحتى وسط الأحياء في المدن والقرى التي استقبلت المتضررين، إلى جانب الجهود الملحوظة للتضامن الاجتماعي والوطني تجاه النازحين من المناطق المتضررة من قِبل المجتمعات المحلية، المنظمات غير الحكومية، بعض الأحزاب، والحكومات، فعندما نادى الواجب الوطني للوقوف وقفة الصمود والعز والكرامة فهناك من لبّى النداء فورًا.
في هذا السياق، ترى أوساط متابعة لهذا الموضوع أنّ "هذه الجهود المبذولة تواجه تحديات، وعلى الرغم من ذلك فصوت الوطنية دائمًا ينتصر، والعيون شواهد على ذلك، من خلال بعض المناطق التي فتحت منازلها ومدارسها وقلوبها لأهلنا المتضررين".
وتابعت: "فثمة آراء معارضة للنزوح، فبعض الأشخاص يعبّرون عن مخاوفهم من الضغوط على الموارد المحلية، مثل السكن والخدمات الأساسية أو تأثير النزوح على الوضع الأمني والاجتماعي، كما وتحتاج هذه الآراء إلى معالجة حساسة من خلال الحوار والتوعية لخلق بيئة أكثر تقبلاً ودعمًا للنازحين، كما واعتبر أنّ هكذا موقف في مثل هذا الوقت دلالة على الجُبن".
وأمام كل تلك الأجواء، توضح الأوساط أنّه "ثمة نقاط مهمة تنشر الوعي حول قضايا النزوح والتثقيف المجتمعي، لأنّنا بأشدّ الحاجة إلى هذا النوع من التثقيف، وذلك من خلال تنظيم محاضرات تتناول أسباب النزوح وتأثيراته على المجتمعات، كما وعبرت وسائل الإعلام واستخدام منصاتها لنشر تجارب النازحين، عن إدراج موضوع النزوج في المناهج الدراسية، والتعاون مع المنظمات غير الحكومية لتعزيز حملات التوعية والمساعدة، في مواقع التواصل الاجتماعي من خلال دعم النازحين، أضف إلى التفاعل المجتمعي بين النازحين والمجتمع المحلي لتعزيز الفهم المتبادل، فجميع هذه الطرق كفيلة ببناء فهم أعمق وتعزيز التضامن".
ومن الواضح، وبحسب الأوساط نفسها أنّ "نشر الوعي حول هذه المسألة لها تأثيرات مجتمعة تسهم في بناء مجتمعات أكثر شمولية وتضامنًا، من حيث تعزيز الدعوات لحماية حقوق النازحين والمطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية، وتيسير الاندماج، وتخفيف التوترات والصراعات الناتجة عن مخاوف اقتصادية واجتماعية، تحفيز العمل التطوعي، وأخيرا نشر الوعي العام الذي يمكن أن يؤثر على صانعي السياسات لتبني استراتيجيات أكثر شمولاً لمعالجة قضايا النزوح".
وفي المحصلة، إنّه وقت "التضامن" بشتّى أنواعه، وما زالت الفرصة أمام من احترفوا ممارسة المظاهر المبهرة مصحوبة بفراغ فكري وشطبوا من حياتهم ممارسة أي نوع من المسؤولية ومن وصفوا مسألة الكرامة وعزة النفس بالأمر الذي عفا عليه الزمن ولم يعد مرغوبًا، "لإثبات أنكم تريدون الخير للبنان ومن فيه، حتّى لا تثبتوا العكس بأنّكم تعودتم على مغادرة الأخلاق الإنسانية بتأشيرة خروج بلا عودة".