عبدالله قمح - خاصَ الأفضل نيوز
عمليات القصف التي يشنها العدو الإسرائيلي وتستهدف منطقة البقاع الشمالي تحديداً لها طابع العمل على قطع خطوط إمداد المقاومة سواء عبر سوريا أو نحو الجنوب، وهذا يتصل بمسألة مهمة جداً ترتبط في توفير ظروف العمل العسكري البري الإسرائيلي، من جهة، وفرض حصار عسكري على المقاومة في الجنوب، من جهة ثانية. وطبعاً هذا الأسلوب العسكري المحض ينطلق من اعتبار العدو أن منطقة البقاع سوف تشكل في حال احتمال الانتقال إلى معركة برية، خطاً رئيسيًّا للإمداد على اعتبار أنها تمثل خزاناً حيويًّا وعسكريًّا للمقاومة.
من جهة أخرى تعمل المقاومة على ترتيب أوراقها. في الجانب العسكري ما تزال المقاومة تتعامل مع الجبهة انطلاقاً من الأدبيات والتكتيكات العسكرية ذاتها المعتمدة منذ الثامن من تشرين الأول الماضي، أي القيام بعمليات إسناد عبارة عن قصف المواقع الأمامية وأجهزة الاستشعار العسكري بالإضافة إلى قصف مواقع أخرى بالصواريخ والمسيرات من بينها مستعمرات. وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على استمرار قدرات المقاومة التكتيكية عند الجبهة وتمتع وحداتها بقدرة على التواصل فيما بينها وأيضا بينها وبين القيادة، وهو ما يمكنها من خلق تقديرات عسكرية واضحة والتعامل مع أي حادث.
هذا الأداء لا بد أن يشمل أي محاولة للتقدم البري إسرائيليًّا حيث سيتم التعامل معها وفق ما تمليه الوقائع العسكرية. وفي هذا الصدد يمكن القول أن المقاومة امتلكت معلومات حول تحضيرات عسكرية إسرائيلية لتنفيذ تقدم بري من غير المعلوم مدى حدوده الجغرافية أو طبيعته الميدانية أو توقيته.
غير أن المقاومة تتعامل مع أي محاولة مماثلة على أنها عدوان يستوجب ردًّا يقود إلى مواجهة فعلية تقول المقاومة إنها تنتظرها.
لجوء العدو إلى التلويح بالمعركة البرية، لا يرتبط مثلاً بتحقيق أهداف العملية الإسرائيلية الحالية فقط، أي إخلاء منطقة جنوب الليطاني من المقاومة وتأمين عودة المستوطنين إلى الشمال، بل إنها ترتبط بتقدير بلغه العدو حول أن حضور المقاومة على الجبهة الجنوبية لم يتضرر بفعل الهجمات المتدرجة والمتوالية التي استهدفت قياداتها، واغتيال بعضهم وعلى رأسهم الشهيد السيد حسن نصرالله.
من هذا المنطلق يبدو أن العدو وصل إلى تقدير عسكري بضرورة تقدمه عسكريًّا لحسم الأمر المتعلق بوحود الحزب جنوب الليطاني وإنهاء قدراته العسكرية.