إسلام جحا - خاصّ الافضل نيوز
برز خلال السّنوات الماضية الكلام عن منظومة القبّة الحديديّة الصّهيونية التي تعترض الصّواريخ المتوجهة إلى الأراضي المحتلّة. فما هي حكاية تلك القبّة الحديديّة؟.
في العام 2006، أطلق حزب الله آلاف الصّواريخ على الأراضي المحتلّة، ما تسبّب في أضرار جسيمة وعمليات إخلاءٍ وإجلاءٍ جماعية، الأمر الذي دفع جيش العدوّ إلى تطوير نظام ردعٍ دفاعيٍّ صاروخيٍّ جديد، فأُنشئت لذلك الشركة الصّهيونية رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة وصناعات الفضاء المعادية مع بعض الدعم الأمريكي.
كشفت الشركة النقاب في أبريل 2010 عن قيامها بتطوير نظامٍ أطلقت عليه اسم "القبة الحديديّة" ويستطيع اعتراض صواريخ الكاتيوشا قصيرة المدى، التي أطلق حزب الله العديد منها خلال 33 يومًا من الحرب. ونُشر نظام "القبة الحديدية" هذا في صيف عام 2011 بالقرب من قطاع غزة، وبالقرب من مدينتي عسقلان وأشدود، وجنوب تلّ أبيب وقرب مدينة نتيفوت.
وتعمل القبّة الحديديّة عن طريق تتبع المقذوفات قصيرة المدى القادمة بواسطة رادار، ثمّ تحليل البيانات حول منطقة السّقوط المحتملة، قبل تقييم ما إذا كان سيتمّ توفير إحداثيات لوحدة إطلاق الصّواريخ لاعتراضها. فيما جُهزت كلّ بطارية برادار كشف وتتبع، ونظام تحكم بالإطلاق و3 قاذفات كل واحدة تحمل عشرين صاروخًا.
وتعتبر القبّة الحديديّة من بين أنظمة الدّفاع الأكثر تقدما في العالم، وتستخدم الرادار لتحديد التّهديدات القادمة وتدميرها قبل أن تتسبّب في أي أضرار. وقد صُمم النظام، الذي يتناسب مع جميع الأحوال الجويّة، خصيصًا للتصدي لكافة الأسلحة البدائية قصيرة المدى مثل تلك الصواريخ التي تُطلق من غزة.
وتطلق الوحدات الثابتة والمتحرّكة للمنظومة صواريخ اعتراضية فقط لإسقاط أيّ شيء يتم تفسيره على أنه خطير. لكن، تمكنت المقاومة في لبنان وغزة من إصابة أهدافها، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت القبة الحديديّة بحاجة إلى تحديث، بالإضافة إلى التكلفة الباهضة للاعتراض غير النّاجحة حيث تبلغ تكلفة كل صاروخ اعتراض نحو 50 ألف دولار، وفقًا للجيش الصّهيونيّ.
ومع ذلك، يقول قادة الكيان: إنّ نظامه الدّفاعي المكلف يستحق كل قرش أنفق عليه" لرد صواريخ المقاومة". فهل نال الصّدأ من حديد القبّة وباتت غير ذات فاعلية؟!.