نوال أبو حيدر - خاصّ الأقضل نيوز
تُصقل الأحداث الصعبة والتجارب المؤلمة التي يمر بها لبنان المواطن اللّبناني، كما وتأثير الحروب بشكلٍ كبير ينطبع في مخيّلة الأطفال واليافعين على حدّ سواء، وقد يعيش من ينجو في جحيم الآثار النفسية للحروب وما تخلّفه من جروح نفسية واجتماعية عميقة وذكريات مؤلمة، ولا تزول هذه الآلام بمجرد وقف إطلاق النار بل تمتدّ لسنوات طوال بعدها، عندما يستيقظ الناس على ما خلّفته الحرب من جراح عميقة داخل نفوسهم- كبارًا وصغارًا.
وفي ظلّ العدوان الإسرائيليّ الذي يتوسع يومًا بعد يوم، لا بدّ من الإشارة إلى الآثار والعواقب النفسية التي تتسبب بها هذه الحرب على الأطفال المعرضين بشكل متزايد لخطر المعاناة والمشاكل الصحية النفسية وعلى اليافعين أيضًا، علمًا أن العدوّ الغاشم يغفل عن أنه بعدوانه يخلق جيلاً كاملاً مقاومًا، ويعرّف الكبار والصغار الذين لم يشهدوا الحروب السابقة على همجيته المعتمدة ولن يزيدهم إلّا عزمًا وقوّةً ومقاومةً!
فما هي الآثار الاجتماعية والنفسية التي تتركها الحروب على اللّبنانيين المناضلين؟ وكيف يمكن مساعدتهم على النجاة من أثرها السلبي؟
في هذا الإطار، تقول مصادر معنية بالموضوع لموقع "الأفضل نيوز" إنّه" في ظلّ العدوان الإسرائيليّ الذي يتوسع يومًا بعد يوم، لا بدّ من الإشارة إلى القلق العميق بشأن اللّبنانيين الذين عانوا وما زالوا يعانون من هذه الحرب وبشأن آثارها على حياتهم الصحية والنفسية والاجتماعية".
واستنادًا إلى ذلك، تشرح أنّ "الآثار الاجتماعية تتجلى في تفكّك الأسرة وانقسامها بسبب النزوح أو الفقدان، مما يؤثر سلبًا على استقرار الأطفال واليافعين، إلى جانب فقدان فرص التعليم مما يزيد نسب الأمية بينهم، أضف إلى ذلك غياب الاستقرار التجتماعي، ما يعرض هؤلاء الأشخاص لتغيّرات سريعة في بيئاتهم ويؤثر على تشكيل هويتهم الاجتماعية".
ومن جهة أخرى، تشرح المصادر نفسها أنّ "جميع ما يعيشه هؤلاء الأشخاص من تهديد بالموت والتعرض للإصابات الجسدية والعنف وفقدان أعز الناس وتدمير المنازل والممتلكات وصولاً إلى التهجير والعيش في ظروف قاهرة يعرضهم للإصابة بصدمة نفسية أو صدمة الحرب، ما يخلق لديهم القلق والاكتئاب ولاضطراب ما بعد الصدمة، حيث يعاني الكثيرون من هذه الأعراض، أضف إلى ذلك ظهور بعض التغيّرات السلوكية عالدوانية أو الانسحاب الاجتماعي".
تتعدّد الأسباب، أمّا النتيجة فواحدة، جراح جمّة تتركها الحرب في نفوس وقلوب مَن عايَشها ومَن وُلِدَ في رحم معاناتها وذاق أشكال القهر والرعب في أدق تفاصيلها.
من هنا، ترى المصادر أنّه "من الضروري وضع خطوات للتعامل مع تبعات الحرب الاجتماعية والنفسية، من خلال الاختلاط بالآخرين وتجنب الوحدة، الانخراط بالحياة الاجتماعية ومحاولة العودة لممارسة الحياة الطبيعية قدر الإمكان، التحدث مع الأصدقاء والتعبير عن المشاعر السلبية، المشاركة في الأعمال الخيرية والأنشطة الترفيهية".
خاتمةً: "الانضمام لمجموعات الدعم النفسي، كما والخضوع لعلاج نفسي يساهم في تخفيف حدّة الأعراض لدى الشخص ويقلل تطور الأمر للإصابة باضطرابات نفسية من أهم الخطوات التي يجب اعتمادها".
وفي الخلاصة، من دفع أغلى الأثمان لمحاربة عدو همجي ومن فتح جبهة جنوب لبنان دعمًا لغزة، لن تؤثر على إرادته وتصميمه ومقاومته النفسية والصحية والاجتماعية أية تداعيات، فالنصر حليف من يقاوم، وأي لبنان يبقى بلا مقاومة ؟!