مارينا عندس_خاصّ الأفضل نيوز
في كلّ مرةٍ تتفاقم فيها الأمور وندخل في أزمةٍ جديدةٍ، يتمّ الحديث فيها عن تسعيرة ربطة الخبز، لتنقلب الموازين كلّها ويصبح حديث البلد عن ربطة الخبز ولقمة العيش التي باتت مهدّدة في لبنان.
فتفاقمت أزمة الخبز في لبنان وبلغت مرحلة غير مسبوقة، خاصةً عندما انقطع الطحين من البلاد وبعد أن أصبحت في فترةٍ من الفترات، عمليّة شراء ربطة الخبز بمثابة مهمّة شاقة وصعبة على المواطن اللبناني، تحديدًا بعد انفجار المرفأ في الرابع من آب.
ومنذ ذلك الحين، لا تملك البلاد سعة كافية لتخزين إمدادات تزيد على شهرٍ واحدٍ أو شهرين بحدّه الأقصى.
وفي الماضي، أقفلت الأفران أبوابها وشهد لبنان "طوابير الذلّ" التي تنادي بلقمة العيش. فمن كان باستطاعته تأمين ربطة خبزٍ لعائلته، اعتبر يومذاك بطلًا.
لكن اليوم الوضع اختلف. الأمر ازداد سوءًا ولبنان يدخل في حربٍ مع العدوان الإسرائيلي.
وبعد أن استهدفت إسرائيل مناطق بقاعية وجنوبية وشنت غارات على الضاحية الجنوبية، تم التركيز بشكلٍ أساسيٍ على مصير ربطة الخبز وتم طرح ما إذا هنالك مخزون كافٍ من الطّحين والقمح وغيرهم. فما مصير ربطة الخبز؟
مصير ربطة الخبز
وفي الإطار، يفيدنا نقيب أصحاب الأفران في جبل لبنان أنطوان سيف، بأن لا أزمة خبز في المناطق الآمنة.
ويشرح لموقع "الأفضل نيوز"، بأنّ المناطق الآمنة "عليها ضغط" أكثر بكثير من تلك التي تعيش أحداثًا أمنية صعبة. وعلينا أن نعترف بأنّها تعاني من صعوبةٍ في وصولها إلى الأفران وتأمينها الخبز.
بالإضافة إلى ذلك، تعيش المطاحن حالة ضغط بسبب الطلب الزائد على البضاعة.
أما النزوح على المناطق الآمنة، سبّب حالة من الاكتظاظ على الأفران، التي تعمل بكامل طاقتها على تأمين الخبز والمطاحن عليها بعض الضغط لأننا نشهد تسكير في بعض الطرقات. ولكن حتّى الساعة جميع المواد مؤمنة والطحين في البلد يكفي إلى حد الشهرين.
ونأمل بألّا تتوسع الحرب وتكبر الأزمة لألا يتم تسكير البحر أو ضرب المرفأ. حينها ستهدّد لقمة العيش بطبيعة الحال.
ماذا لو تأزمت الحرب؟
في حال تأزمت الأمور، وطالت شهور الحرب سنتخوّف من إغلاق البحر، وبالتالي سنلقى صعوبة في تأمين الخبز في كافّة المناطق اللبنانية. وسنعيش في ضغطٍ أصعب من اليوم، نتيجة عدم تأمينه في كافة المناطق.
واليوم نطالب من كافة الأفران أن تعمل جاهدةً لتلبّي جميع الطّلبات على نطاقات واسعة، مستبعدًا من حصول أي مشكلة.
انقطاع المازوت في الجنوب يشلّ العمل
لفت سيف إلى أنّ الوضع في الجنوب لا يعدّ سهلًا بتاتًا، لأنّ الموادّ الأولية لا تصل بسهولة. ومن هنا سنناشد من خلالكم كل المعنيين والجيش اللبناني، لتأمين الطحين على كافّة الأفران، لتؤمن بدورها البضاعة للزبائن.
المشكلة في الجنوب هي مشكلة أمنية بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى مشكلة هرب العمّال ونزوحهم إلى مناطق مجاورة، وانقطاع المواد الأولية والمازوت. كل هذه الأمور تؤثر سلبًا على تأمين الخبز في المناطق الحدودية.
أمّا في البقاع، وتحديدًا في زحلة هرولت الناس مُسرعةً لتأمين الخبز، ممّا زاد الطّلب على الخبز في الأفران، ما سبّب من شلل وصول الخبز إلى الدكاكين الصغيرة والمحلّات. وهذا لا يعني أنّنا لا نؤمن الخبز إلى المناطق.
ولأنّ الأفران تلبّي حاجات الزبائن بالطريقة المباشرة، تبقى الأمور صعبة على المحلات التجارية. وهذه أزمة مؤقتة على الأرجح.