إسلام جحا - خاصّ الأفضل نيوز
شهد لبنان خلال حرب 2006 و2023 انتهاكات عديدة من قبل جيش العدو الصهيونيّ، حيث تم توثيق استخدام الفوسفور الأبيض ضد المناطق المدنية.
هذا السّلاح الحارق، الذي يُعد من الأسلحة الكيميائية المثيرة للجدل دوليًا، تسبب في آثار كارثية على المدنيين، مخلفًا وراءه حروقًا مميتة وتدميرًا واسع النّطاق.
ما هو الفوسفور الأبيض؟
الفوسفور الأبيض مادّةٌ كيميائيّةٌ شديدة التفاعل تشتعل فور تعرّضها للهواء. يُستخدم في الأسلحة لأغراضٍ عسكريّةٍ متعددة مثل إشعال النّيران أو كستار دخاني. إلا أن استخدامه ضد المدنيين محظورٌ بموجب القانون الدّولي الإنسانيّ.
وفي حرب تمّوز 2006، شُوهدَ أوّل استخدام موثّق للفوسفور الأبيض وتكرر في الحرب الدائرة منذ 8 أوكتوبر الماضي، فتعرض المدنيون لحروقٍ وإصاباتٍ شديدةٍ أدانتها منظمات دولية. ويتسبب استخدام الفوسفور الأبيض بـ:
1-حروق شديدة: تصل إلى العظام، خصوصًا بين النّساء والأطفال.
2-تلوّث مناطق سكنية: نتيجة لتصاعد الدخان الذي يسبب أضرارًا بيئيةً خطيرةً، تحول دون عودة أهالي الجنوب إلى مناطقهم قريبًا.
وتحظر اتفاقية الأسلحة التقليدية استخدام الأسلحة الحارقة ضد الأشخاص المدنيين. ورغم ذلك، لم يواجه العدوّ حتى الآن عقوبات أو محاكمات دوليّة واضحة بشأن استخدام هذا السلاح في لبنان، ما يثير تساؤلاتٍ حول غياب العدالة والمساءلة.
ولكن، كيف يمكن الوقاية من السلاح الحارق؟
1- البقاء في الأماكن المغلقة وتجنب التعرض المباشر للهواء الخارجيّ الملوث بالدخان.
2- ارتداء أقنعة التنفس أو الأغطية المبلّلة لتجنُّب استنشاق الأبخرة السّامة.
3- الابتعاد عن المناطق المتضررة وإخلاؤها لتجنب التعرض للحروق أو الأبخرة السّامة.
4-حماية الأطفال نظرًا لضعف مقاومتهم للمؤثرات السّامة.
5- إغلاق النّوافذ والأبواب لمنع دخول الدخان أو المواد الكيميائية.
6- إقامة نقاط طبّيّة مؤقتة في أماكن آمنة لتقديم العلاج الفوريّ.
وماذا عن العلاج من الفوسفور الأبيض في حال الإصابة بالحروق؟
1- إزالة الفوسفور عن الجلد: باستخدام أدوات غير معدنية لتجنب الاحتراق المستمر.
2- إغراق المناطق المصابة بالماء البارد فورًا لتقليل حرارة المادة الحارقة ومنع انتشار الحروق.
3- التدخّل الطبيّ العاجل والتّوجّه إلى أقرب مركز طبي لتلقّي العلاج بمراهم خاصّة وتغطية الجروح.
إنّ استخدام الفوسفور الأبيض في لبنان خلال حربي 2006 و2023 يبرز مرّةً أخرى الحاجة الملحّة إلى تدخُّل دوليٍّ لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة. ورغم الأدلّة الواضحة على الآثار الكارثيّة لهذا السّلاح على المدنيّين، ما زالت العدالة غائبة، بينما تتزايد معاناة السّكان المتضرّرين.