زكريا حمودان - خاصّ الأفضل نيوز
نحن في حرب اليوم، لسنا في حوار أو مفاوضات، نحن تحت النار، لسنا في حفلة استقبال وفود أو مراعاة شخصيات أو دول أو أصدقاء، نحن في الميدان.
لغة العقل تقول اليوم إن جزءًا كبيرًا من القنابل التي تدمر لبنان هي إسرائيلية-أميركية، سواء على مستوى التمويل أو التسليح أو التفعيل.
كذلك الأمر لغة العقل تقول إن فلسطين قضيتنا الأسمى ندافع عنها بدعم من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولو لم يكن هناك إيران لبحثنا عن إيران بعدما تخلى عنَّا العالم.
إيران التي تعرضت للعقوبات الاقتصادية والحصار وقدمت التضحيات في سبيل دعم المقاومة في لبنان في أوج الاجتياح الإسرائيلي لبيروت، بالإضافة إلى إطلاقها الدعم لفلسطين منذ انتصار الثورة الإسلامية حتى يومنا هذا، وغدًا وإلى حين تحرير فلسطين.
هذا هو واقع الحال اليوم، في خندق يوجد فيه إيران ومحور المقاومة، وفي الخندق الآخر يوجد الكيان الصهيوني وداعموه، وبينهما يحق انطلاقًا من حرية الرأي أن تكون يا صديقي، فقط بينهما.
يا صديقي لا يمكن أن تنتقد موقفي من إيران، ويا أيها المحلل السياسي لا تقل إنك لا تقبل أن تُذكر إيران لكي لا يقال في المقابل هناك من يريد أن يعتبر أن إيران تتدخل في الشأن اللبناني ويريد الآخر أن يعتبر أميركا أو إسرائيل حليفًا له.
ماذا لو لم تكن إيران؟
كنا إمارة خليجية مطبعة مع الكيان الصهيوني وناسية لفلسطين!!!
ماذا لو لم تدعمنا إيران منذ العام ١٩٨٢؟ كان جيش لحد يحكم الجنوب وكانت مساجدنا وكنائسنا وحسينياتنا ندخلها بأمر من جندي صهيوني.
اليوم نحن في حرب، حرب على محور المقاومة الذي تقوده وتدعمه وتضحي بنفسها إيران لأجله بغض النظر عن فلسفة المصالح الاستراتيجية، لنبحث عن المصالح الإلهية.
في هذه الحرب عليك يا صديقي أن تختار، بين القنبلة الأميركية الدبلوماسية المتفجرة بأيادٍ صهيونية تُرمى على منازل عائلات لبنانية، وبين مضاد للدروع وصواريخ ومسيرات إيرانية.
أما بينهما فهو الخضوع، الانصياع، تحت إمرة المصالح الشخصية.