نبيل قسطة
الأمين العام للمدارس الانجيلية
أزمة التعليم كبيرةٌ جدّاً ÙˆÙ…ÙØ¹Ù‚ّدة ويصعب ÙØµÙ„ها عن سائر أزمات البلد بهد٠معالجتها بمعزل عن سواها. ولكن، وبما أنّ الوقوÙÙŽ مكتوÙÙŠ الأيدي ورميَ المشكلة ÙÙŠ ملعب الآخرين أمران غير مسموØÙ بهما بالنسبة لكلّ معنيّ٠بالتربية، Ùقد توصّل أهل التربية ÙÙŠ لبنان من رسميّين ونقابيّين ومعلّمين ومالكي مدارس إلى إصدار بيان٠عبر النقابة بات Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ§Ù‹ من الجميع.
وانطلاقاً منه، Ø£Ùوجّه تØÙŠÙ‘Ø© تقدير٠لمن ناقش وساهم ÙÙŠ إيجاد٠ØÙ„ّ٠يؤمّن عودة المعلّمين "المشروطة" إلى الصÙÙˆÙ. هذه المبادرة شكّلَت Ù†Ø§ÙØ°Ø©Ù‹ Ù…ØØ¯ÙˆØ¯Ø© Ù†ØÙˆ ØÙ„ّ٠مرجوّÙ. ولمّا كان قرار العودة نابعاً من أنّ التلميذ هو خطٌّ Ø£ØÙ…Ø±ÙØŒ ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŠ Ø£ÙØ³Ø§Ø±Ø¹ لاعتبار المعلمّ٠خطّاً Ø£ØÙ…ر هو أيضاً. هو ليس خطّاً أخضر ÙˆÙ…ÙØ¨Ø§ØØ§Ù‹. ÙØ£Ù†Ø§ Ù…ÙÙ†ØØ§Ø²ÙŒ إلى المعلّم ÙˆÙ…ØµÙ„ØØªÙ‡ بقدر انØÙŠØ§Ø²ÙŠ Ø¥Ù„Ù‰ المتعلّم ÙˆÙØ§Ø¦Ø¯ØªÙ‡. Ùلا مساومة لا على مستقبل التلميذ ولا على كرامة المعلّم. وأراني اليوم أقÙ٠على معادلة٠قوامها الأهل وإدارات المدارس ÙÙŠ القطاع الخاص، ووزارة التربية ÙÙŠ القطاع العام. ÙØ¥Ø°Ø§ كان المعلّم على استعداد لتØÙ…ّل مسؤوليّاته ضمن عودة٠ولو مشروطة، لكنّها تعكس إيجابيّةً منه ÙÙŠ Ø¸Ù„Ù‘Ù Ø¶Ø§Ø¦Ù‚Ø©Ù ÙØ§Ù‚ت قدرته على التØÙ…ّل، ÙØ¥Ù†Ù‘ الأهل والإدارات مدعوّون أيضاً إلى النهوض بمسؤوليّاتهم على وجه السرعة تأميناً لأبرز شروط بيان العودة. نعم هي عودةٌ جادّة لا تسوي٠Ùيها، ولا وعداً ووعيداً، كما لا ØªØ³Ù…Ø Ø¨ØªØ¨Ø§Ø¯Ù„ التّهم٠هرباً من الواقع والØÙ‚يقة.
وعليه، ØØ±ÙŠÙ‘ÙŒ بالأهل، وعلى الرغم من قساوة الظر٠على معظمهم أن ÙŠÙØ¯Ø±ÙƒÙˆØ§ أنّ جزءاً كبيراً من الØÙ„ّ٠السريع هو ÙÙŠ يدهم. ÙØ§Ù„مصدر الأساس ÙÙŠ تمويل التعليم والذي ارتكزت عليه المدرسة الخاصّة غير المجّانيّة منذ نشأتها إلى اليوم، كان الأهل ولا يزال. وأغلب الظنّ٠أن غالبيّة الأهل ÙÙŠ غالبيّة المدارس الخاصّة تعي هذا الأمر. وعليه، Ùهي مدعوّةٌ إلى ملاقاة إدارة المدرسة والعمل على كسر ولو Ø¬Ø¯Ø§Ø±Ù ÙˆØ§ØØ¯Ù من جدران Ø§Ù„ØØµØ§Ø±ØŒ بهد٠إيجاد ØÙ„ّ٠ولو آني بالتكاÙÙ„ والتضامن وبالتعاون مع مصادر تمويليّة أخرى، كأن تستبدل مثلاً بعض الجمعيّات غير الØÙƒÙˆÙ…يّة المساعدات العينيّة لعدد٠هائل٠من العائلات بمساعدات٠ماليّة ØªÙØ¯Ùع٠مباشرةً إلى إدارات المدارس تسديداً لأقساط عدد٠من التلامذة ذوي Ø§Ù„ØØ§Ø¬Ø© ومن المتخلّÙين عن سداد أيّ مبالغ ØØªÙ‘Ù‰ تاريخه تماماً كما ÙØ¹Ù„ت ÙˆØªÙØ¹Ù„ بعض Ø§Ù„Ø³ÙØ§Ø±Ø§Øª الأجنبيّة، أو أن تقوم روابط الأهل وإدارات المدارس بØÙ…لات٠لجمع الهبات، أو كأن يبادر الأهالي المقتدرون إلى تبنّي تعليم مجموعات٠من التلامذة غير المقتدرين.
كلّ٠هذه Ø§Ù„Ù…Ù‚ØªØ±ØØ§Øª تشكّل ØÙ„ولاً آنيّة ولو جزئيّة لأنّ عامل الÙقر لا يرØÙ…. ÙØ£ÙˆÙ„Ù‰ الأولويّات هي تأمين بدلات نقل٠كاÙية كي يتمكّن المعلّم من الوصول إلى مدرسته طيلة أيّام العمل، وتوÙير مبلغ٠شهريّ٠إضاÙÙŠ لكلّ معلّم لتغطية جانب٠من معيشته التي باتت بØÙƒÙ… Ø§Ù„Ù…ØªÙ‚Ø´Ù‘ÙØ© جدّاً.
إنّ هذين العاملَين أي تعويض بدلات النقل والدÙÙØ¹Ø© الإضاÙيّة ÙƒÙيلان بإعادة تعزيز الثقة بين الشركاء الثلاثة أي الإدارة والأهل والمعلّم، وكÙيلان أيضاً بجعل المعلّمين المÙمانعين للعودة يتراجعون عن مواقÙهم المتصلّبة بØÙ‚ّ٠طبعاً ومزاولة نشاطهم التعليمي بموازاة استكمال النضال ØØªÙ‰ تØÙ‚يق كلّ المطالب.
نعم هو نداء استغاثة إلى الأهل وإلى إدارات المدارس لتوÙير Ø§Ù„ØØ¯Ù‘٠الأدنى من الشروط Ø§Ù„Ù…ÙØÙ‚Ù‘Ø©. المدرسة الخاصّة المسؤولة عن تعليم Ù†ØÙˆÙ من سبعين ÙÙŠ المئة من تلاميذ لبنان، مهدَّدةٌ بالغرق، لا بل بدأت تغرق. علينا ÙˆØØ¯Ù†Ø§ تقع مسؤوليّة الإنقاذ. Ø§Ù„Ù…ØØ²Ù† ÙÙŠ المقابل أن ترى الدولة ÙÙŠ مكان٠آخر، ووزارة التربية تتخبّط عاجزةً عن ØÙ„ّ٠مشكلة ثلاثين ÙÙŠ المئة من معلّمي لبنان.
هذا للـ"الآن" ولÙلْـ"هنا". لكن يبقى أن Ù†Ùكّر معاً بØÙ„ول٠أكثر جذريّةً للسنة المقبلة ÙÙŠ ظلّ٠خطر٠كبير٠يتهدّد٠استمرار قسم٠منها. وأعتقد أنّ المدارس مدعوّةٌ لإعادة Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ مشروع تجميع المدارس إذْ لا يمكنها تكرار تجربة هذا العام. ÙÙŠ المقابل ÙØ¥Ù†Ù‘ أولياء أهل٠كثيرين مدعوّون إلى Ø§Ù„ØªÙØªÙŠØ´ لأولادهم عن مدارس خاصّة أقلّ ÙƒÙ„ÙØ©Ù أو رسميّة٠تتواÙÙ‚ مع مداخيلهم. Ùلا يجوز أن يختار Ø£ØØ¯Ùهم لأولاده مدرسةً لا تتلاءم ÙƒÙ„ÙØ© التعليم Ùيها مع ميزانيّته. وهذا يعني ÙÙŠ ما يعنيه أنّ المدارس مدعوّةٌ لتقديم ميزانيّات ØÙ‚يقيّة ليست على شكل أمنيات، تتضمّن تسديد مبلغ٠ولو Ù…ØØ¯ÙˆØ¯Ù من القسط بالدولار الأميركي لضمان قدرتها على تسديد مصاريÙها التشغيليّة من جهة، وإكرام المعلّم ولو Ø¨Ø´ÙƒÙ„Ù Ù…ØØ¯ÙˆØ¯Ù جدّاً ÙˆÙŽÙ‚ÙØ§Ù‹ Ù„ØØ±ÙƒØ© الهجرة غير المسبوقة للمعلّمين إلى دول٠عربيّة.
كما ÙŠØªØØªÙ‘Ù… على رئيسات ورؤساء المدارس الخاصّة Ø§Ù„Ø¨ØØ« عن مصادر تمويل٠خارجيّ٠أقلّه على امتداد السنوات الخمس المقبلة. ÙˆØØ±ÙŠÙ‘ÙŒ بهم البدء Ø¨Ø«Ù‚Ø§ÙØ© جمع التبرّعات بطريقة٠شÙÙ‘Ø§ÙØ© ومدروسة، Ùلا تستطيع المدارس بعد اليوم أن تبقى بعيدةً عن Ø«Ù‚Ø§ÙØ© الـ Fundraising. كلّ٠ذلك من أجل تأمين ØªØ¹Ù„ÙŠÙ…Ù Ø£ÙØ¶Ù„ لأولادنا، تعليم٠يستØÙ‚ّونه ويعوّضهم كلّ ÙØ§Ù‚د٠تعلّمي. اليوم أيضاً المدرسة الخاصّة لا تمدّ٠يدها إلى الدولة لتسعÙها. لا يستطيع ÙØ§Ø´Ù„ÙŒ أن ÙŠÙنقذ غارقاً. وبانتظار خطّة٠تربويّة متكاملة تنبثق عن "مجلس ØÙˆÙƒÙ…Ø©Ù"ØŒ هلمّوا نرجع إلى مدارسنا، ومن صروØÙ‡Ø§ Ù†ÙØ¹Ù„ÙŠ الصوت متسلّØÙŠÙ† بضمير Ù…Ø±ØªØ§Ø ØÙŠØ§Ù„ أولادنا. هلمّوا نوازي عودتنا بعودة مجلس الوزراء إلى الانعقاد، وأغلب الظن أنّه سيÙÙ‚ÙØ±Ù‘٠بدلات النقل، وأغلب الظن أنّه سيسيّÙÙ„ الثلاثماية وخمسين ملياراً الموعودة لمعلّمي المدارس الخاصّة والتي من شأنها الإسهام بتÙكيك عقد٠كثيرة من أجل ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø¬Ù…ÙŠØ¹. هلموّا نعود.
المصدر: جريدة النهار