حمل التطبيق

      اخر الاخبار  "المغتربون ركيزة النهوض".. مراد: معًا سنُعيد الحياة إلى البقاع والوطن   /   يسرائيل هيوم: إجلاء موظفي السفارة الإسرائيلية بأثينا بسبب الاحتجاجات الشعبية ضد الإسرائيليين في اليونان   /   الأمم المتحدة: على إسرائيل أن تتخذ إجراءات فورية للحد من الكارثة الإنسانية في غزة   /   الخارجية الأميركية: ترامب سيعلن قريبا عن خطة مساعدات بشأن غزة   /   الخارجية الأميركية: توم براك منخرط مع كل الأطراف السورية ويقول إن الديبلوماسية هي الخيار الأفضل لحل المشاكل في سوريا   /   وزارة الصحة: شهيد جراء غارة إسرائيلية استهدفت سيارة ببلدة بريتال في البقاع شرقي لبنان   /   مراد: العمق العربي ركيزة لاستقرار لبنان ونؤكد دعمنا لسوريا الموحّدة ومصر ودول الخليج   /   مراد: نجدّد تمسكنا بالمؤسسات الوطنية وعلى رأسها الجيش اللبناني   /   مراد: ندعو إلى التحلّي بالوعي الوطني وتعزيز الوحدة لمواجهة مخططات التفتيت وصون الكيانات الوطنية في مواجهة مشاريع العدو   /   مراد: مؤسسات "الغد الأفضل" مستمرة في العمل الإنمائي والتوسّع تلبيةً لاحتياجات اللبنانيين في الداخل والمهجر   /   مراد: للخروج من الأزمات لا بد من تطبيق "الطائف" كاملًا عبر اللامركزية والإلغاء الفعلي للطائفية السياسية   /   مراد: أزمة البقاع التنموية مرآة للأزمة السياسية والحل بحوار وشراكة حقيقية   /   مراد خلال حفل عشاء في الخيارة – البقاع الغربي: أبناء الاغتراب لم ينفصلوا يومًا عن الوطن ويمدّونه بالدعم رغم المسافات   /   استهداف سيارة عند مفرق بريتال في البقاع   /   ‏فايننشال تايمز: ترمب سيفرض عقوبات على أسطول الظل الروسي   /   القسام: تفجير ناقلة جند بعبوة برميلية في الزنة وسقوط طاقمها بين قتيل وجريح   /   مرقص: تعديل اسم جادة حافظ الأسد إلى جادة زياد الرحباني   /   مرقص: حصرية السلاح أقريناها في البيان الوزرايّ فما أقريناه اليوم هو المباشرة بالبحث في الورقة الأميركية   /   مرقص: سلام شدّد على ألا مساومة في العدالة في ما يخصّ انفجار مرفأ بيروت وأيّد ما يقوله رئيس الجمهوريّة لناحية قانون الفجوة الماليّة   /   مرقص: وزراء الثنائي انسحبوا لعدم موافقتهم على قرار مجلس الوزراء بشأن حصر السلاح   /   وزير الاعلام بول مرقص: الرئيس عون جدّد التركيز على النواحي الإيجابية التي يتمتّع بها البلد وشدّد على أنّ وحدة اللبنانيين كفيلة بحلّ المشكلات وأشاد بإقرار مجلس النواب عدد من القوانين   /   سلام: قرر مجلس الوزراء وضع خطة لحصر السلاح قبل نهاية هذا العام   /   سلام: نؤكد حق لبنان في الدفاع عن النفس في حال وجود أي اعتداء   /   رئيس الحكومة نواف سلام: استكمال النقاش بالورقة الاميركية يوم الخميس في 7 الجاري   /   رئيس الجمهورية يرفع جلسة الوزراء بعد انسحاب وزيري حزب الله وحركة أمل من الجلسة   /   

إسرائيل تُصمّم ردّها على شاكلة وخزة.. والإيرانيون يسألون ساخرين: أين الإبرة؟

تلقى أبرز الأخبار عبر :


د. علي دربج - خاصّ الأفضل نيوز 

 

بإجماع كافة المراقبين والخبراء العسكريين، كان القصف الإسرائيلي فجر اليوم السبت على إيران، رداً على إطلاقها نحو 200 صاروخ باليستي على تل أبيب أوائل الشهر الجاري، بمثابة وخزة إبرة.

 

من هنا، وفي حين تأمل القيادات السياسية في واشنطن ومنطقة الشرق الأوسط أن تنهي هذه الضربات الجولة الأخيرة من الهجمات المتبادلة بين اثنين من أقوى الجيوش في المنطقة، يرى بعض المعلقين والدبلوماسيين الغربيين، أن الدولتين (اي إيران وإسرئيل)، تديران الصراع بينهما بنوع من التفاهم التصعيدي، لا سيما وأن المايسترو الأمريكي يعي جيداً قدرات طهران العسكرية، وأنها لن تتهاون مع أي تهور إسرائيلي قد يحصل اليوم، أو حتى مستقبلاً.

 

إيران بعد الضربة الإسرائيلية.. أجواء ساخرة وحياة طبيعية

 

في الحقيقة، مع إعلان تل أبيب انتهاء الهجوم على الأهداف الإيرانية المزعومة، تعاملت طهران مع الحدث قيادةً وشعباً وكأنه مزحة عابرة، بعدما انتشرت مقاطع فيديو على قنوات تليغرام، لمواطنين إيرانيين على سطح أحد المباني، وهم يسخرون من الهجوم الإسرائيلي، ويتطلعون إلى السماء كأنهم يفتشون عن هذه الإبرة نقطة وسط كومة قشّ.

 

والمثير أن هذه الأجواء الساخرة بلغت حد الاستفزاز من قبل طهران التي، حرصت وسائل إعلامها على إظهاره، حيث لم تكتفِ بالتأكيد على أن إيران لم تتأثر بالهجمات، بل عمدت إلى إجراء مقاربة بين سلوك الشعبين الإيراني والإسرائيلي مع هذا النوع من الهجمات، فقالت: "في حين يلجأ الإسرائيليون إلى الملاجئ عند إطلاق الصواريخ، يقوم الإيرانيون بإعداد الشاي ويجلسون في المنزل وكأن كل شيء طبيعي". أما السبب في ذلك فهو أن إيران لم تطلق صفارات الإنذار في معظم المدن، على عكس إسرائيل.

 

أكثر من ذلك، نقلت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية أيضاً مشاهد للحياة "الطبيعية" في طهران بعد الرد، إذ أظهرت مقاطع الفيديو أشخاصاً وهم يتجولون ويمارسون تمارينهم الصباحية كأن شيئاً لم يكن.

 

ما يجدر التوقف عنده هو أن الهدف من هذه الرسائل الإعلامية الإيرانية هو إظهار قدرتها على حماية حياة المدنيين وسط التوترات، مقارنةً بالكيان الغاصب، بعدما أجبر الهجوم الإيراني بـ180 صاروخاً باليستياً دولة إسرائيل بأكملها، على اللجوء إلى الملاجئ لمدة ساعة تقريباً في الأول من أكتوبر.

 

أما على المستوى الأمني، فقد أكد سلاح الدفاع الجوي الإيراني في بيان أنه تم اعتراض معظم الصواريخ الإسرائيلية، على الرغم من وقوع أضرار محدودة في بعض المناطق، مشيراً إلى أن السلطات تحقق في "أبعاد" الهجوم.

 

بدورها، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني في بيان "لم تحدث سوى أضرار محدودة". الجدير بالذكر أن مسؤولين إيرانيين أكدوا استشهاد جنديين على الأقل، وهما من وحدات الدفاع الجوي وفقاً للصور التي نشرتها وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية.

 

وما هو التقييم الإسرائيلي للرد؟

 

عملياً، لا يزال النطاق الدقيق لموجة الضربات التي شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية، والتي استمرت أربع ساعات، قيد التقييم من قبل القيادات الأمنية والسياسية الإسرائيلية، خصوصاً وأن التقارير تؤكد أن المواقع العسكرية فقط هي التي تم استهدافها - وليس حقول النفط الإيرانية أو مختبرات الأبحاث النووية - مما يشير إلى أن تل أبيب اختارت الانتقام المدروس لوابل الصواريخ التي أطلقتها طهران على إسرائيل في 1 أكتوبر الحالي.

 

وتبعاً لذلك، تحدث مسؤول إسرائيلي إلى صحيفة واشنطن بوست، بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة أمور سرية، كاشفاً عن أن حوالي 20 هدفاً إيرانياً قد تم ضربه.

 

فضيحة تبرير الرد الإسرائيلي الهزلي

 

في الحقيقة، إن اللافت فيما حصل صباح هذا اليوم هو التخبط الإسرائيلي في تبرير هذا الرد الهزلي الباهت، والذي يمكن وصفه ودون مبالغة بـ"السياسة الفضائحية". فبعدما كان رئيس الحكومة الفاشية بنيامين نتنياهو، رفع سقف خطابه عالياً وصولاً إلى تهديده بتحرير الشعب الإيراني، حاول مسؤولون إسرائيليون تبرير تراجعهم عن عنترياتهم السابقة سراً فكانت روايتهم أقرب الى الخيال والتهريج، منها للحقيقة، فأسرّوا للـواشنطن بوست، أن عملية يوم السبت كانت مصممة لتوجيه ضربة رادعة لإيران في أعقاب إطلاقها ما يقرب من 200 صاروخ باليستي في وقت سابق من هذا الشهر، ولكن بشكل لا يجبر النظام الإيراني على مواصلة دائرة الانتقام ضد تل أبيب.

 

الأمر المضحك أكثر هو ما أفصح عنه مسؤول إسرائيلي آخر مطلع على خطط تل أبيب، حيث أكد أن الهجوم على طهران جرى وضعه بهذه الفعالية لتقليل الخسائر البشرية والحفاظ على التأثير عند مستوى يسمح لإيران بإنكار الأضرار الجسيمة واحتواء الوضع، وفقاً لشخص مطلع على خطط إسرائيل. وأضاف المصدر: "أردنا أن نعطي الإيرانيين فرصة لعدم التصعيد أكثر". وهنا نسأل: منذ متى يحذّر العدو الصهيوني أقطاب محور المقاومة، وهو الذي لم يتورع عن إحراق حتى المدنيين وهم أحياء في غزة ولبنان، ناهيك عن المقاومين؟

 

وماذا عن الدور الأمريكي؟

 

صحيح أن الجيش الأمريكي لم يشارك في الهجمات، لكن طوال ساعات الهجوم واكبت واشنطن الحدث لحظة بلحظة، خوفاً من انزلاق الأوضاع إلى مستويات لا تريدها الإدارة الأمريكية قبيل الانتخابات، خصوصاً وأن التقارب بين المرشحين كامالا هاريس ودونالد ترامب سيّد الموقف.

 

ولهذا، أطلع مستشار الأمن القومي جيك سوليفان ومسؤولون كبار آخرون الرئيس جو بايدن على سير التطورات، كما أجرى وزير الدفاع لويد أوستن محادثة مباشرة مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لهذه الغاية..

 

وبالمثل، قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية للصحفيين (بموجب القواعد الأساسية لعدم الكشف عن هويته لمناقشة حسابات داخلية حساسة حول الهجوم): "لقد عمل الرئيس وفريق الأمن القومي التابع له بالطبع مع الإسرائيليين خلال الأسابيع الأخيرة لتشجيع تل أبيب على القيام برد مستهدف ومتناسب مع خفض خطر إلحاق ضرر بالمدنيين.. ويبدو أن هذا هو بالضبط ما حدث هذا المساء". وأشار المسؤول إلى أن الهجوم يجب أن يقلل من "خطر حدوث المزيد من التصعيد".

 

في المحصّلة

 

الكرة الآن في ملعب القيادة الإيرانية، رغم أن إسرائيل لم تستهدف المنشآت النووية أو النفطية، إلا أنها نفذت ضربة واسعة النطاق وكبيرة، وهذا يشكل تحدياً للقيادة الإيرانية خصوصاً وأن المسؤولين الإيرانيين كانوا توعدوا إسرائيل على مدى الأيام الماضية بالعقاب الحازم والصارم في حال أقدمت إسرائيل حتى على إطلاق رصاصة عليها، إلا إذا كان ثمن السكوت وقف الحرب في لبنان مثلاً.. وهذا ما ستخبرنا به قادم الأيام.