حمل التطبيق

      اخر الاخبار  ‏التحكم المروري: تصادم بين مركبتين داخل أنفاق المطار والأضرار مادية وحركة المرور كثيفة في المحلة   /   إحصاءات غرفة التحكم: 10 جرحى في 8 حوادث سير خلال 24 ساعة   /   باريس تعلن اعتقال مشتبه بهم في سرقة متحف اللوفر   /   إعلام سوداني: تجدد المعارك في محيط مطار الفاشر وعدد من المناطق   /   الشيخ قاسم: لا شيء يمنع التحالف مع التيار الوطني الحر لكن ليس كقاعدة عامة   /   الشيخ قاسم: نحن مع إجراء الانتخابات النيابية في موعدها وفق القانون الساري والتأجيل لا ينفع إلا إذا كان للبعض أهداف   /   الشيخ قاسم: الجيش محل إجماع اللبنانيين وهو يتعامل بطريقة موزونة في موضوع السلاح وأدعو إلى أن لا يكون هناك أي تفكير في التصادم مع بيئة المقاومة   /   الشيخ قاسم: الجيش اللبناني جيش وطني وعقيدته وطنية وأداؤه في كل الفترة الماضية والحالية جيد ونحن كمقاومة معه   /   الشيخ قاسم: الرئيس جوزيف عون لديه نفس إيجابي منذ البداية وقد عبّر عنه في مراحل مختلفة وتنسيقنا معه أساسي وضروري ومستمر والتواصل موجود بيننا   /   باسيل: إذا كان بإمكان التيار حصد النتائج الانتخابية ذاتها دون الحاجة إلى ترشحي فـ "لن أترشح"   /   الشيخ قاسم: نحن إيجابيون مع رئيس الحكومة نواف سلام ونريد التعاون ولا نريد الخلاف ونرغب بوحدة البلد وأن تنجح الحكومة اللبنانية   /   الشيخ قاسم: بالنسبة للأسرى اللبنانيين فإن المسؤولية الأولى تقع على عاتق الحكومة اللبنانية وعليها أن تتابع الملف وتتصدى أكثر وتتحرك أكثر   /   باسيل: الحكومة تسعى إلى تطيير الانتخابات   /   الشيخ قاسم: وضع حماس في غزة لم يكن يسمح بأن ينجزوا أكثر مما أنجزوه وإطلاق الأسرى اللبنانيين لم يتيسر معهم   /   الشيخ قاسم: وجود الميكانيزم لا ينفع لبنان بل يخدم إسرائيل   /   الشيخ قاسم: لتبدأ الدولة بالحد الأدنى في مسيرة إعادة الإعمار وتمارس الضغوط اللازمة لتسهيل هذه العملية   /   باسيل: لا تواصل مع الشيخ نعيم قاسم ونسعى أن تكون علاقتنا بنواب كتلة الوفاء للمقاومة "طيبة" كما نرغبها مع سائر القوى السياسية   /   الشيخ قاسم: عملية الإعمار مسؤولية الدولة أولاً وأخيراً والمعتدى عليهم هم مواطنون لبنانيون   /   باسيل: منفتحون على القوى السياسية كافة و"ما عنا مشكل مع حدا" ويمكننا التعاطي "عالقطعة" كما حصل في الانتخابات البلدية   /   الشيخ قاسم: قرارنا الدفاع والمقاومة إلى آخر نفس وثقتنا كبيرة بأننا منصورون باستمرار المسيرة   /   الشيخ قاسم للصهاينة: بمعركة أولي البأس لم تحققوا أهدافكم وأكثر من هذا الاتفاق لا يمكن أن تحققوا   /   الشيخ قاسم: نتقاطع مع إيران في رفض الاحتلال وتحرير فلسطين ولا صحة لما يقال إن إيران ترفض تسليم السلاح   /   الشيخ قاسم: الدولة اللبنانية تقرر كيف تريد العمل في الداخل للتعامل مع السلاح وغير السلاح ولا علاقة لـ"إسرائيل"   /   الشيخ قاسم: مع عدم قدرة الجيش اللبناني على مواجهة العدو يجب أن يكون هناك مقاومة شعبية وأن يكون هناك تنسيق بينهما   /   الشيخ قاسم: العدو الإسرائيلي يطلب صياغة نظام سياسي في لبنان ويطلب عقوبات على لبنان حتى يدمر فئة من الفئات   /   

إسرائيل تُصمّم ردّها على شاكلة وخزة.. والإيرانيون يسألون ساخرين: أين الإبرة؟

تلقى أبرز الأخبار عبر :


د. علي دربج - خاصّ الأفضل نيوز 

 

بإجماع كافة المراقبين والخبراء العسكريين، كان القصف الإسرائيلي فجر اليوم السبت على إيران، رداً على إطلاقها نحو 200 صاروخ باليستي على تل أبيب أوائل الشهر الجاري، بمثابة وخزة إبرة.

 

من هنا، وفي حين تأمل القيادات السياسية في واشنطن ومنطقة الشرق الأوسط أن تنهي هذه الضربات الجولة الأخيرة من الهجمات المتبادلة بين اثنين من أقوى الجيوش في المنطقة، يرى بعض المعلقين والدبلوماسيين الغربيين، أن الدولتين (اي إيران وإسرئيل)، تديران الصراع بينهما بنوع من التفاهم التصعيدي، لا سيما وأن المايسترو الأمريكي يعي جيداً قدرات طهران العسكرية، وأنها لن تتهاون مع أي تهور إسرائيلي قد يحصل اليوم، أو حتى مستقبلاً.

 

إيران بعد الضربة الإسرائيلية.. أجواء ساخرة وحياة طبيعية

 

في الحقيقة، مع إعلان تل أبيب انتهاء الهجوم على الأهداف الإيرانية المزعومة، تعاملت طهران مع الحدث قيادةً وشعباً وكأنه مزحة عابرة، بعدما انتشرت مقاطع فيديو على قنوات تليغرام، لمواطنين إيرانيين على سطح أحد المباني، وهم يسخرون من الهجوم الإسرائيلي، ويتطلعون إلى السماء كأنهم يفتشون عن هذه الإبرة نقطة وسط كومة قشّ.

 

والمثير أن هذه الأجواء الساخرة بلغت حد الاستفزاز من قبل طهران التي، حرصت وسائل إعلامها على إظهاره، حيث لم تكتفِ بالتأكيد على أن إيران لم تتأثر بالهجمات، بل عمدت إلى إجراء مقاربة بين سلوك الشعبين الإيراني والإسرائيلي مع هذا النوع من الهجمات، فقالت: "في حين يلجأ الإسرائيليون إلى الملاجئ عند إطلاق الصواريخ، يقوم الإيرانيون بإعداد الشاي ويجلسون في المنزل وكأن كل شيء طبيعي". أما السبب في ذلك فهو أن إيران لم تطلق صفارات الإنذار في معظم المدن، على عكس إسرائيل.

 

أكثر من ذلك، نقلت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية أيضاً مشاهد للحياة "الطبيعية" في طهران بعد الرد، إذ أظهرت مقاطع الفيديو أشخاصاً وهم يتجولون ويمارسون تمارينهم الصباحية كأن شيئاً لم يكن.

 

ما يجدر التوقف عنده هو أن الهدف من هذه الرسائل الإعلامية الإيرانية هو إظهار قدرتها على حماية حياة المدنيين وسط التوترات، مقارنةً بالكيان الغاصب، بعدما أجبر الهجوم الإيراني بـ180 صاروخاً باليستياً دولة إسرائيل بأكملها، على اللجوء إلى الملاجئ لمدة ساعة تقريباً في الأول من أكتوبر.

 

أما على المستوى الأمني، فقد أكد سلاح الدفاع الجوي الإيراني في بيان أنه تم اعتراض معظم الصواريخ الإسرائيلية، على الرغم من وقوع أضرار محدودة في بعض المناطق، مشيراً إلى أن السلطات تحقق في "أبعاد" الهجوم.

 

بدورها، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني في بيان "لم تحدث سوى أضرار محدودة". الجدير بالذكر أن مسؤولين إيرانيين أكدوا استشهاد جنديين على الأقل، وهما من وحدات الدفاع الجوي وفقاً للصور التي نشرتها وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية.

 

وما هو التقييم الإسرائيلي للرد؟

 

عملياً، لا يزال النطاق الدقيق لموجة الضربات التي شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية، والتي استمرت أربع ساعات، قيد التقييم من قبل القيادات الأمنية والسياسية الإسرائيلية، خصوصاً وأن التقارير تؤكد أن المواقع العسكرية فقط هي التي تم استهدافها - وليس حقول النفط الإيرانية أو مختبرات الأبحاث النووية - مما يشير إلى أن تل أبيب اختارت الانتقام المدروس لوابل الصواريخ التي أطلقتها طهران على إسرائيل في 1 أكتوبر الحالي.

 

وتبعاً لذلك، تحدث مسؤول إسرائيلي إلى صحيفة واشنطن بوست، بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة أمور سرية، كاشفاً عن أن حوالي 20 هدفاً إيرانياً قد تم ضربه.

 

فضيحة تبرير الرد الإسرائيلي الهزلي

 

في الحقيقة، إن اللافت فيما حصل صباح هذا اليوم هو التخبط الإسرائيلي في تبرير هذا الرد الهزلي الباهت، والذي يمكن وصفه ودون مبالغة بـ"السياسة الفضائحية". فبعدما كان رئيس الحكومة الفاشية بنيامين نتنياهو، رفع سقف خطابه عالياً وصولاً إلى تهديده بتحرير الشعب الإيراني، حاول مسؤولون إسرائيليون تبرير تراجعهم عن عنترياتهم السابقة سراً فكانت روايتهم أقرب الى الخيال والتهريج، منها للحقيقة، فأسرّوا للـواشنطن بوست، أن عملية يوم السبت كانت مصممة لتوجيه ضربة رادعة لإيران في أعقاب إطلاقها ما يقرب من 200 صاروخ باليستي في وقت سابق من هذا الشهر، ولكن بشكل لا يجبر النظام الإيراني على مواصلة دائرة الانتقام ضد تل أبيب.

 

الأمر المضحك أكثر هو ما أفصح عنه مسؤول إسرائيلي آخر مطلع على خطط تل أبيب، حيث أكد أن الهجوم على طهران جرى وضعه بهذه الفعالية لتقليل الخسائر البشرية والحفاظ على التأثير عند مستوى يسمح لإيران بإنكار الأضرار الجسيمة واحتواء الوضع، وفقاً لشخص مطلع على خطط إسرائيل. وأضاف المصدر: "أردنا أن نعطي الإيرانيين فرصة لعدم التصعيد أكثر". وهنا نسأل: منذ متى يحذّر العدو الصهيوني أقطاب محور المقاومة، وهو الذي لم يتورع عن إحراق حتى المدنيين وهم أحياء في غزة ولبنان، ناهيك عن المقاومين؟

 

وماذا عن الدور الأمريكي؟

 

صحيح أن الجيش الأمريكي لم يشارك في الهجمات، لكن طوال ساعات الهجوم واكبت واشنطن الحدث لحظة بلحظة، خوفاً من انزلاق الأوضاع إلى مستويات لا تريدها الإدارة الأمريكية قبيل الانتخابات، خصوصاً وأن التقارب بين المرشحين كامالا هاريس ودونالد ترامب سيّد الموقف.

 

ولهذا، أطلع مستشار الأمن القومي جيك سوليفان ومسؤولون كبار آخرون الرئيس جو بايدن على سير التطورات، كما أجرى وزير الدفاع لويد أوستن محادثة مباشرة مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لهذه الغاية..

 

وبالمثل، قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية للصحفيين (بموجب القواعد الأساسية لعدم الكشف عن هويته لمناقشة حسابات داخلية حساسة حول الهجوم): "لقد عمل الرئيس وفريق الأمن القومي التابع له بالطبع مع الإسرائيليين خلال الأسابيع الأخيرة لتشجيع تل أبيب على القيام برد مستهدف ومتناسب مع خفض خطر إلحاق ضرر بالمدنيين.. ويبدو أن هذا هو بالضبط ما حدث هذا المساء". وأشار المسؤول إلى أن الهجوم يجب أن يقلل من "خطر حدوث المزيد من التصعيد".

 

في المحصّلة

 

الكرة الآن في ملعب القيادة الإيرانية، رغم أن إسرائيل لم تستهدف المنشآت النووية أو النفطية، إلا أنها نفذت ضربة واسعة النطاق وكبيرة، وهذا يشكل تحدياً للقيادة الإيرانية خصوصاً وأن المسؤولين الإيرانيين كانوا توعدوا إسرائيل على مدى الأيام الماضية بالعقاب الحازم والصارم في حال أقدمت إسرائيل حتى على إطلاق رصاصة عليها، إلا إذا كان ثمن السكوت وقف الحرب في لبنان مثلاً.. وهذا ما ستخبرنا به قادم الأيام.