عبدالله قمح - خاصّ الأفضل نيوز
لغاية كتابة هذه السطور لم تكن المرجعيات السياسية الأساسية المعنية في التفاوض في صورة قيام المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين بأي طلب حجز مواعيد عبر السفارة الأميركية مع الشخصيات المعنية. ما سبق وورد إلى بيروت حول احتمال زيارته يبقى حبراً على ورق ربطاً بأن مصدر المعلومات تسريبات صحافية.
يؤكد زوار مرجعيات سياسية أنهم في تواصلهم الأخير مع هوكشتين الذي سبق الانتخابات الأميركية، لم يأت على ذكر أنه في وارد زيارة بيروت، إنما ما أشار إليه كان عبارة عن إعلان نوايا برغبته التوصل إلى حل سياسي "مستدام" بين لبنان وإسرائيل، ينهي الحرب الجارية وأي حرب مستقبلية أخرى. وما فهم منه، أنه يبحث في مصطلحات وشروط من شأنها التوصل إلى وقف لإطلاق النار يستتبع بتعميق المباحثات وصولاً إلى إبرام تسوية معينة. لكن يبقى السؤال، هل أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يغطي مثل هكذا تحرك؟ وهل أن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو على استعداد واضح للذهاب إلى تسوية ومنحها للقيادة الديمقراطية المغادرة للبيت الأبيض؟
ما هو واضح لغاية هذه اللحظة أن العدو الإسرائيلي مستمر في سياسة الاغتيال والتدمير والقتل والتهجير، وهو في صدد توسيع رقعة عمليات الاستهداف إلى ما يتجاوز الحدود الجغرافية لأقضية الجنوب أو البقاع وربما أبعد من ذلك وصولاً إلى سوريا، وهو يرمي إلى إطلاق ما تسمى بـ"المرحلة الثانية" من العمليات البرية الهادمة إلى توسيع رقعة الانتشار العسكري، بمعزل عما هو قادر على تحقيقه وعلى اسطاعته تحقيق ذلك بالنظر إلى موجودات المقاومة عسكرياً، والتي منعته من تجاوز شريط قرى الحافة الأمامية الساقطة عسكرياً تجاه القرى الخلفية أو ما بات يعرف بقرى شريط الـ4 كلم وصعوداً.
يحضر في هذا التوقيت الكلام الإسرائيلي حول أن الجيش أنهى حوالي 90% من عملياته العسكرية في الجنوب، وهو ما يفسر أن العدو، أو أقله المؤسسة العسكرية لديه، تقول بأنها وضعت ما تسمى "إنجازات" في سلة المؤسسة السياسية، وعلى هذه الأخيرة المبادرة إلى الذهاب نحو تسوية معينة تحفظ ما سمى "الإنجازات". أضف إلى ذلك أن النقاش الدائر داخل كيان العدو اليوم، منحصر في تفضيل الذهاب في هذا التوقيت إلى تسوية سياسية معينة في محاولة لحفظ ما حققه العدو. لكن ذلك، يتجاوز مسألة أساسية، تتصل في موقف ورأي المقاومة، المستمرة في عملها العسكري، والتي ذهبت مؤخراً إلى حد إعادة النشاط العسكري إلى مناطق قرى الحافة، أي تلك التي يدعي العدو أنه سيطر عليها كلياً أو أخرجها من حيز النشاط العسكري بالنسبة إلى المقاومة.