محمد علوش - خاص الأفضل نيوز
ينهمك رئيس المجلس النيابي نبيه بري على مدار الساعة بمتابعة مجريات الحرب العدوانية الإسرائيلية على لبنان، فيعمل على خطَّين متوازيين، الخط الأول يتعلق بالتفاوض حول وقف الحرب وتجهيز الملاحظات حول المقترح الأميركي والتي باتت شبه حاضرة لكي تُرسل خلال الساعات المقبلة، والخط الثاني يتعلق بالملفات الداخلية وعلى رأسها ملف النزوح وحماية الاستقرار الداخلي انطلاقًا من ملف النزوح ومن استهدافات إسرائيل لمناطق "غير شيعية" ثانياً.
في الملف الثاني يعتبر رئيس المجلس النيابي أن بعض أصوات النشاز التي تصدر من هنا وهناك حول ملف النازحين لا يمكن اعتبارها سوى أصوات فردية، فالتضامن الوطني يتجلى بأفضل الصور بكل ما يتعلق بملف النزوح ولو كان لبعض القوى السياسية ملاحظات حوله، وهي تُعالج بالأطر الداخلية السليمة، ويرى أن مواقف القوى السياسية الخصمة للمقاومة وبيئتها تتصرف بمسؤولية عالية، قد لا تظهر في كل المواقف العلنية التي تصدر عنها إلا أنها على أرض الواقع تُلاحظ بشكل دقيق.
يولي بري أهمية خاصة لملف النازحين وتداعياته على المجتمع اللبناني لذلك هو يؤكد لكل من يسأله عن هذا الموضوع بأن النازحين سيعودون إلى مناطقهم وقراهم في لحظة الإعلان عن وقف الحرب، وتكشف مصادر سياسية قريبة من عين التينة أن بري قد يتوجه بكلمة للبنانيين لدعوتهم إلى العودة، تماماً كما فعل بعد عدوان نسيان عام 1996 وبعد عدوان تموز عام 2006، مشيرة إلى أن بري لا يخشى على النازحين بما يتعلق بهذه النقطة، وهم الذين أظهروا تمسكاً بأرضهم يفوق الوصف طوال الصراع مع العدو الإسرائيلي.
أما في الملف الأول، فتُشير المصادر إلى أن بري تواصل مع كل من يعنيهم أمر المقترح الأميركي، وهو على اتفاق وتنسيق مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وحزب الله، فالنقاط التي سيتضمنها الرد اللبناني على المقترح لن تأتي من طرف واحد، ولبنان الرسمي هو من يتولى عملية التفاوض اليوم وأي نقطة ستمثل الموقف اللبناني الرسمي، إذ تكشف المصادر أن برّي كان حريصاً منذ اليوم الأول لاشتداد العدوان الإسرائيلي على لبنان، وما قبله عندما كان المبعوث الأميركي يزور لبنان، على أن يكون الموقف اللبناني موحداً ولا تتكرر الخلافات التي حصلت عام 2006 مع الحكومة آنذاك، لأن الوحدة الداخلية أساسية ومهمة للحفاظ على السيادة.
يضع رئيس المجلس أمامه تجربة الحرب على غزة والمفاوضات التي كانت تشهدها في الأشهر الماضية، وهو المتبني الأساسي للمثل الشعبي الذي يقول "ما منقول فول ليصير بالمكيول"، وهذه المرة ينطبق هذا المثل على الوضع الحالي أكثر من أي وقت مضى، وتُشير المصادر إلى أن يُدرك أن نتنياهو قد يعمد للمراوغة، وهو لا يصدق أي ضمانات تقول عكس ذلك، ولكنه يعول كما منذ البداية على الميدان أولاً، والظروف الدولية والإقليمية التي تخص لبنان وتختلف عنها في غزة.
يتعامل بري مع المقترح الأميركي بجدية ومرونة بنفس الوقت، فهو سيتمسك برفض تحويل لبنان إلى ضفة غربية ثانية، تسيطر عليه إسرائيل عسكرياً من خلال حرية العمل العسكري، وسيرفض تشكيل لجنة تمارس وصايتها على لبنان، لكنه بنفس الوقت سيطرح البديل الكفيل بتحقيق النتيجة المرجوة.