محمد علوش - خاص الأفضل نيوز
خرج اليمين المتطرف الإسرائيلي بتصريحات رافضة لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، ومثله فعل اليمين اللبناني المتطرف ولو كان أقل جرأة بالتعبير عن مواقفه الحقيقية، فبنود الاتفاق بالنسبة ليمين العدو لا تلبّي طموحاته ولا يقدم النصر الذي كان يبحث عنه طوال هذه الأشهر، مع العلم أن ما يُحكى في الإعلام الإسرائيلي حول البنود غير دقيق.
يقول رئيس مجلس المطلة، أن "الاتفاق مع لبنان اتفاق خنوع محرج ومحزن بعد تدمير 70 بالمئة من منازل البلدة مطالبًا السكان بعدم العودة"، وفي لبنان هناك من يقول أن الاتفاق يقدم لإسرائيل نصراً موصوفاً ويشكل هزيمة موصوفة للمقاومة، وبالتالي من علينا أن نصدّق اليوم؟
بالنسبة إلى مصادر سياسية قريبة للمقاومة فإن اليمين المتطرف اللبناني لا يُريد أن تتوقف الحرب قبل تحقيق الهدف الأساسي الذي عملوا عليه طوال سنة وشهر قبل اندلاع العدوان بشكله الحالي في 23 أيلول الماضي، مشيرة إلى أن أعضاء من هذا الفريق عبروا عن كامل طموحاتهم خلال زيارتهم إلى الولايات المتحدة الأميركية عندما طالبوا بمنع وقف الحرب قبل تدمير الحزب ونزع سلاحه، وفرض عقوبات على المفاوض اللبناني رئيس المجلس النيابي نبيه بري، أو خلال لقائهم في لبنان بالمبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين.
ذهب هؤلاء بعيداً بحيث أن أهدافهم توافقت مع أهداف اليمين المتطرف الإسرائيلي، فهم يريدون نزع سلاح المقاومة، كذلك يمين إسرائيل الذي يعتبر أنه يُضيع فرصة اليوم بحال انتهت الحرب على شكلها الحالي، والالتقاء بالأهداف لا يكون عادة من باب الصدفة في ملف استراتيجي كهذا، وبالتالي تؤكد المصادر أن هذه الأصوات لن تختفي في وقت قريب، وهي بدأت حملة إعلامية متفق عليها ومخطط لها منذ نهاية الأسبوع الماضي للتصويب على شقين، شق الاتفاق وبنوده وتصويرها على أنها هزيمة مطلقة للمقاومة، وشقّ المفاوض حيث كان لافتاً تدخل البطريرك بشارة الراعي والمطران عودة في هذا السياق.
في إسرائيل يعتبر رافضو الاتفاق أن الكيان تعرض لهزيمة، وفي لبنان يعتبر رافضو الاتفاق أن المقاومة تعرضت لهزيمة، وكان لافتاً في بعض الإعلام اللبناني بحسب المصادر التركيز على نشر الأخبار السلبية المتعلقة بالمفاوضات، والترويج للحرب واستمرارها، والتركيز على إظهار وكأن المقاومة هُزمت، وهذا سينعكس على الداخل اللبناني في المرحلة المقبلة حيث لا يبدو أن التوافق سيكون متاحاً ما لم يُفرض خارجياً.
تكشف المصادر عن وجود معلومات تؤكد أن الخطاب ضد سلاح المقاومة سيزداد في المرحلة المقبلة، ولن يتم طرحه من باب البحث عن حلول لبناء استراتيجية دفاعية يكون بأصل وجودها الدفاع عن لبنان بوجه المشاريع الإسرائيلية التي لم ولن تنتهي، وستستمر حتى لو انتهت هذه الجولة من الحرب، فمن يعتقد أن الحرب بدأت في 8 تشرين الأول العام الماضي عليه أن يُعيد النظر.
تُشير المصادر إلى أن الواقع اللبناني سيكون مقبلاً على تصعيد كلامي وهناك حديث متجدد عن الانفصال والانقسام وقد برز في وسائل إعلام لبنانية، وبالتالي ما لم يكن هناك قرار دولي وعربي بتهدئة اللعب في لبنان فإن الاستقرار لن يتحقق أبداً.