تمجيد قبيسي - خاص الأفضل نيوز
تعيش الضاحية الجنوبية حالةً من التفلت الأمني الملحوظ، العائد لعدة عوامل أبرزها غياب القوى الأمنية وعلى رأسهم مخابرات الجيش عن الساحة، إذ تشير مصادر أمنية إلى أن "عدداً كبيراً من البلاغات التي تتضمن معلومات حول تجارة المخدرات وسرقة الدراجات وإطلاق النار تصل إلى مكتب أمن الضاحية الذي لا يحرك ساكناً إلا عند الضرورة القصوى ودون تحقيق أي نتيجة تُذكر"، وقد تجلى هذا الأمر بأحداث صبرا التي انفجرت مساء يوم الاثنين، وأسفرت عن مقتل عنصر قوى الأمن الداخلي ز. السيد برفقة المدعو ق. السيد.
وفي التفاصيل، اندلع اشتباك مسلح بين المدعو ع. يوسف وشقيقه ف. يوسف من جهة، والمدعو أ. زين الدين وأشقائه ح. زين الدين وح. زين الدين وإ. زين الدين من الجهة المقابلة، على خلفية إشكال سابق وقع قبل شهر بين الطرفين، أسفر آنذاك عن إصابة ع. يوسف في قدمه.
وتروي المصادر أن الأخوين يوسف قد أطلقا النار باتجاه منزل آل زين الدين، ما أسفر عن إصابة شخصين ومقتل المدعوة ز. السيد (عنصر في قوى الأمن الداخلي) والمدعو ق. السيد عن طريق الخطأ، حيث يقع منزلهما قرب منزل آل زين الدين.
ورداً على ما جرى، أقدم المدعو م. السيد الذي تجمعه صلة قرابة مع المقتولين على إلقاء قنبلة يدوية باتجاه محل قمار يعود لآل يوسف، ما أدى إلى اندلاع حريق فيه.
وقد حضرت دورية من مكتب أمن الضاحية بعد حوالي الساعة والنصف من انقضاء الاشتباك ونفذ عناصرها مداهمة لمنزل آل يوسف دون العثور عليهما، قبل أن تغادر الدورية.
وتؤكد مصادر أمنية أن "مركز مكتب أمن الضاحية ومنزل رئيسه العميد ماهر رعد ومنازل عدد من ضباطه تبعد عن مكان الاشتباكات أقل من ٥ دقائق، بالإضافة إلى أنه قد تم إبلاغه فور اندلاع الاشتباك، علماً أن صوت إطلاق الرصاص ورمي القنابل كان كفيلاً بإرسال الدوريات على الفور دون انتظار، لكن قدوم الدورية دام أكثر من ساعة ونصف، مما جعل التدخل دون أي جدوى على الإطلاق وكأنه مجرد استعراض عسكري".
وتضيف المصادر "منذ نهاية العدوان الإسرائيلي حتى اليوم، لم نشهد أي خطوة جدية لمخابرات الجيش في الضاحية باستثناء الإجراءات المتعلقة بقضية التعدي على اليونيفيل خلال احتجاجات طريق المطار، وإن عدم اتخاذ الإجراءات المناسبة والاستجابة السريعة من قبل الأجهزة الأمنية يثير القلق ويزيد من حالة الفوضى في المنطقة، ومن هنا تبرز المناشدة لقيادة الجيش بمحاسبة المقصرين، والطلب من الأجهزة المعنية التدخل في الوقت المناسب، وليس ترك الإشكالات حتى تتأزم والتدخل بعد انقضائها، ناهيك عن معضلة تجارة المخدرات التي تفاقمت بعد الحرب وتحتاج حديثاً طويلاً."
وفي إطار متصل، اندلع إشكال تخلله إطلاق نار مساء يوم الأحد في منطقة برج البراجنة، قرب عين السكة، بين مجموعة سوريين وشبان من المنطقة، ما أدّى إلى مقتل م. عيتاوي عن طريق الخطأ بعد إصابته بطلق ناري في رأسه، إضافةً إلى إصابة س. سباعي بطلق ناري في قدمه عن طريق الخطأ أيضاً، وذلك أثناء مرورهما من مكان الإشكال، وحتى الساعة لم يتم توقيف الفاعلين.
غير أن سرقة الدراجات النارية ما زالت مستمرة، ولم تسجل إلا مداهمة واحدة لمكتب أمن الضاحية منذ حوالي الشهر، استهدف فيها المدعو ح.ح أحد أبرز رؤساء عصابة السرقة، الذي جرى إطلاق سراحه لاحقاً، وبعد انتشار خبر إطلاقه على بعض وسائل الإعلام، عاد المكتب وألقى القبض عليه، مع الإشارة إلى أن أفراد عصابته لا زالوا مستمرين في سرقة الدراجات ولم تسجل بحقهم أي مداهمة، وحالهم كحال باقي العصابات.