مارينا عندس - خاصّ الأفضل نيوز
في الآونة الأخيرة، وجّه الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي إنذارات لنحو 16 مستشفى في حين فسخ عقوده مع 5 أخرى بسبب مخالفات عديدة يتصدّرها رفض المستشفيات استقبال مرضى الضمان.
ومن بين المستشفيات المخالفة: " مستشفى بيروت التخصصي للعيون، مستشفى الأرز، مركز كسروان الطبّي، مستشفى أوتيل ديو دو فرانس ومستشفى العرفان الطبي". أمّا المستفيات التي وجّه لها إنذارات ، للمّرة الأخيرة تحت طائلة فسخ التعاقد هي: "مستشفى الجامعة الأميركية، مستشفى رزق، مستشفى اللبناني الجعيتاوي، مستشفى القديس جاورجيوس، مستشفى الزهراء، مستشفى جبل لبنان، مستشفى سان شارل، مستشفى المعونات، مستشفى بحنس، مستشفى بلفو الطبي، مستشفى سيدة لبنان، مستشفى سیدة مارتین، مركز اليوسف الطبي، مستشفى الحبتور، مستشفى البترون ومستشفى نجّار".
وأصدر الصندوق بيانًا لفت فيه إلى أنه و"بالرّغم من التعاون البنّاء بين الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والمستشفيات على مدى نصف قرن، إلّا أنّه ما زال البعض، حتّى بعدما استفاد كثيرًا من أموال الضمان على مدى 50 عامًا، مصرًا على تجاوز كافّة الأعراف والقوانين والأخلاقيات المهنيّة ممعنًا بإفقار ما تبقّى من أجراء لبنان من خلال فرضه لتعرفات باهظة بعيدة كل البعد عن الواقع، ضاربًا عرض الحائط كل الالتزامات والعهود مع الصندوق".
وفي السياق، يؤكّد أحد الموظفين في إدارة مستشفى في البقاع، أنّه "رغم إعطاء المستشفيات سلفًا مالية عن الأعمال الجراحية المقطوعة وعن بدل علاج مرضى غسيل الكلى، لا تزال بعض المستشفيات تخالف التعرفات التي أقرّها الصندوق.
وقال: نحاول قدر المستطاع ضبط الوضع في البقاع ونضطر إلى استقبال أعداد هائلة من مرضى بيروت لنسدّ هذه الفجوة. ولأننا لم نعد نحتمل استقبال هذا الكمّ الهائل من الناس، على مستفيات بيروت وجبل لبنان استقبال مرضاهم بشكل فوري".
وتبيّن من خلال الدراسة التي أجرتها مديريّة المرض والأمومة لكافّة التقارير المعدّة من قبل أجهزة المراقبة الطبيّة في الصندوق، أنّ عددًا لا بأس به من المستشفيات، تحديدًا في بيروت، لا تلتزم بتعرفات الأعمال الجراحية المقطوعة وتتقاضى من المرضى فروقات مالية خياليّة ومبالغ هائلة غير مسموح بها. كما أظهرت التقارير المعدّة أنّ بعض هذه المستشفيات ترفض استقبال المرضى المضمونين إلّا إذا كانوا مشمولين بعقد تأمين صحّي خاص إلى جانب الضمان، لا بل تجرّأ البعض منها على القول إنّه غير متعاقد مع الصندوق من الأساس.
مريض كلى يستغيث في لبنان
في عمر الـ10 سنوات، بدأ سامي رحلة علاجه مع مرض الكلى. وبعد 15 عامًا، صارحه الطبيب أنّ الظروف تفرض عليه إلغاء جلسة من الجلسات الأسبوعية في حال لم يؤمن المبلغ المادي المطلوب، رغم أنه مريض مضمون.
وقال إنّ "المرضى يعانون هذه الفترة من كل النواحي طبيًا وماديًا واجتماعيًا ونتنقل من مستشفى إلى أخرى علّنا نتعالج بالطرق السليمة. وحتى أبسط الأمور تشكل عبئًا علينا، مثل المواصلات، إذ يضطر بعضنا إلى قطع مسافات طويلة للوصول، وهم بمعظمهم لا يعملون كونهم مضطرين لغسل الكلى 3 مرات في الأسبوع، لمدة 4 ساعات في كل جلسة، مما يعني صعوبة حصولهم على وظيفة تتناسب مع ظروفهم".
"ونعاني أيضًا من صعوبة العثور على أدويتنا، وما زاد الأمر سوءًا اضطرار بعض مراكز غسيل الكلى الخاصة إلى إغلاق أبوابها حيث أعطت فترة إنذار لتأمين مراكز لمرضاها، وإضافة إلى ذلك هناك نقص في المواد الضرورية لجلسات الغسيل، مما يضطرنا أحيانًا إلى تأخير موعدها إلى حين تسلمنا المستلزمات الطبية من الشركات المستوردة".
وما زاد الوضع سوءًا اليوم، انتقالنا من مستشفى إلى أخرى لنتعالج. فهل من يترأف بوضعنا؟