حمل التطبيق

      اخر الاخبار  ترمب: إذا تمكنا من العثور على أرض مناسبة لنقل سكان من غزة إليها سيكون ذلك أفضل لهم كثيراً من العودة إلى القطاع   /   ترمب: الوضع في غزة في غاية الخطورة وأعتقد أن سكان القطاع سيغادرونه إذا أتيحت لهم الفرصة   /   رئيس مجلس النواب نبيه بري: إسرائيل تتبع سياسة التدمير الممنهج للقرى الحدودية وتحويلها الى أرض محروقة   /   ترامب: الصين تستخدم أموالنا لبناء جيشها   /   رويترز: ترمب يوقع مذكرة تمنع ‎إيران من امتلاك سلاح نووي ويقول إنه كان مترددا في ذلك ويصف الأمر بأنه صعب للغاية   /   ترامب: سأجري محادثات مع نظيري الإيراني ولدينا الحق في منع بيع النفط الإيراني إلى دول أخرى   /   رويترز: ترمب يوقع أمرا تنفيذيا يقضي بانسحاب الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان والأونروا   /   الخارجية القطرية: وزير الخارجية يؤكد التزام الدوحة بتزويد لبنان بإمدادات الطاقة لتوليد الكهرباء   /   هيئة البث الإسرائيلية: المليارديرة اليهودية الأمريكية ميريام أديلسون التقت بأمريكا عائلات أسرى الأسبوع الماضي   /   عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة: الضغط الخارجي وحده هو الذي أرغم نتنياهو على إبرام صفقة التبادل   /   القناة الـ13 الإسرائيلية: لن يُسمح للوفد الذي أرسله نتنياهو إلى واشنطن الليلة ببحث المسائل الجوهرية للمرحلة التالية من الاتفاق   /   مستشار الأمن القومي الأمريكي: نعتقد أن الجدول الزمني لإعادة إعمار غزة سيستغرق 10 أو 15 عاما   /   "القناة 12" الإسرائيلية: منفذ عملية تياسير نجح في أخذ سلاح أحد الجنود الذين قتلهم   /   مبعوث ترمب للشرق الأوسط: يجب النظر بشكل واقعي للجدول الزمني لإعادة إعمار غزة   /   مبعوث ترامب للشرق الأوسط: سألتقي مع رئيس الوزراء القطري في فلوريدا يوم الخميس ونحن في المرحلة الثانية من محادثات وقف إطلاق النار في غزة ونريد التأكد من تنفيذ المرحلة الأولى   /   معلومات ‎الجديد: القوات اللبنانية أرسلت إسماً للحقيبة السيادية لكن سلام رفضه وأبلغهم "أرسلوا لي اسماً أفضل وأنا مستعد للموافقة عليه"   /   أردوغان: الفترة المقبلة ستشهد كثافة في الزيارات واللقاءات مع الجانب السوري   /   البعثة الأممية في ليبيا تعلن تشكيل اللجنة الاستشارية لتمكين إجراء الانتخابات بالبلاد   /   الدفاع المدني: انتشال شهيدين من تحت الأنقاض في الخيام جنوبي لبنان   /   وصول رئيس وزراء قطر محمد عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني إلى دارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي   /   الشرطة السويدية: مقتل نحو 10 أشخاص جراء حادث إطلاق نار في مدرسة   /   مراسل الأفضل نيوز: الجيش الاسرائيلي قام بعملية تفجير كبيرة استهدفت عدد من المنازل في بلدة يارون الحدودية   /   أكسيوس عن مصدر إسرائيلي: قرار نتنياهو بإرسال وفد المفاوضات إلى قطر لمنع حماس من إيجاد ذريعة لعدم المضي قدما في تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق   /   المتحدثة باسم البيت الأبيض لفوكس نيوز: بدأنا عمليات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى غوانتانامو   /   وصول رئيس وزراء قطر والوفد المرافق الى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري   /   

هكذا قلبت انتفاضة الجنوبيين الطاولة

تلقى أبرز الأخبار عبر :


عماد مرمل - خاصّ الأفضل نيوز

 

فعلها الجنوبيون في يوم تاريخي مشهود، وقلبوا الطاولة على رؤوس كل أولئك الذين كانوا يظنون أن بالإمكان تكريس الاحتلال الإسرائيلي كأمر واقع أو كستاتيكو ميداني قابل للاستمرار حتى إشعار آخر. 

 

زحف الجنوبيون إلى بلداتهم المحتلة وفرضوا معادلتهم على الأرض بشكل عفوي وتلقائي، بمعزل عن أي حسابات وتوازنات، ما دفع السلطة السياسية وحتى المؤسسة العسكرية إلى ملاقاتهم ومجاراتهم، على وقع المبادرة التي استعادوها بعد شهرين من الانتظار الثقيل والصبر المضني. 

 

لقد انطوى هذا الحراك الشعبي الهادر على مفاجأة صاعقة للعدو الذي وجد فجأة أن إنجازات عدوانه تتهاوى وأن بيئة المقاومة ورايات حزب الله وحركة أمل عادت لتنتشر على خط الحدود وتعيد إيقاظ الهواجس لدى مستوطني مستعمرات الشمال المسكونين بالخوف والذين لم يتجرأوا حتى الآن على الرجوع إلى مستوطناتهم، خلافا للنموذج المضاد الذي قدمه أبناء الأرض الأصليين في الجنوب، والمصممون على تحريرها حتى آخر شبر، ما أعاد بالتأكيد خلط أوراق صانع القرار في تل أبيب وراعيه الأميركي. 

 

لقد وصلت رسالة أهالي المنطقة الحدودية بوضوح وبلاغة إلى كل من يعنيه الأمر بالبريد السريع، وفحواها أن بقاء الاحتلال الإسرائيلي مرفوض وأن الحق في مواجهته مشروع. 

 

صحيح أن انتفاضة الأحد الاستثنائي قد لا تكفي وحدها لإجبار جيش العدو على الانسحاب الفوري، لكنها جولة أولى ومفصلية أطلقت مسار اندحاره وأسست لمرحلة مختلفة، وفق قواعد اشتباك جديدة مذيلة هذه المرة بتوقيع الناس. 

والمطلوب الآن من الدولة اللبنانية أن تبني على هذا الضغط الشعبي وتستند إليه كأحد أهم الأسلحة النوعية في المعركة الدبلوماسية التي يجب تفعيلها من أجل التعجيل بإتمام الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي المحتلة. 

 

إنَّ على السلطة السياسية أن "تترسمل" بهذه الإرادة الشعبية وتتحصن بها للضغط على رعاة اتفاق وقف إطلاق النار، خصوصا الأميركيين والفرنسيين، بغية حضهم على إلزام العدو باحترام الاتفاق، لاسيما أن واشنطن وباريس هما ضامنتان له، وبالتالي فإن "زجاج" صدقيتهما تفسخ، والثقة في نزاهة دورهما تصدعت، نتيجة "ميوعة" سلوكهما منذ تشكيل لجنة الإشراف والمراقبة برئاسة جنرال أميركي. 

 

وإذا كانت الدولة لا تملك القدرة العسكرية التي تُخولها التصدي لقوات الاحتلال وإجبارها على التراجع، فإن لا شيء يمكن أن يبرر لها عدم استخدام كل وسائل الضغط الأخرى، حتى أقصى الحدود، لتحرير الأرض وحماية السيادة، وهذا أضعف الإيمان. 

 

والمفارقة، أن معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي كان البعض قد اعتبر أنها انتهت بالضربة القاضية، عادت إلى الحياة بقوة دفع ذاتية، عندما بادر الشعب إلى التقدم نحو المناطق المحتلة باللحم الحي ثم واكبه الجيش في بعض الأماكن ودخل معه إليها، فيما بقي خيار المقاومة المسلحة واردا عند الضرورة، الأمر الذي أثبت على أرض الواقع أن مدة صلاحية المعادلة الشهيرة لم تنته بعد. 

 

وإلى جانب ذلك كله، ساهم التدفق الشعبي الجارف نحو أقصى الجنوب وتحدي الناس للدبابات الإسرائيلية وجنود الاحتلال من المسافة صفر، في تظهير أعمق وأوضح لصورة الانتصار التي حاول البعض طمسها أو إنكارها، فإذا بها تتبدى على الملأ بأبلغ معانيها وأبهى حللها، لتحسم الجدال حول النصر والهزيمة بالدليل القاطع.