نبيه البرجي - خاص الأفضل نيوز
"أيها اللبنانيون... ما بالكم !"
السؤال للنائب الفرنسي من حزب "فرنسا الأبية" توماس بورتيس الذي يستغرب كيف أننا لا نكون في خندق واحد، ليضيف "لا أتصور أن بينكم جبال النار" قبل أن يسأل الإسرائيليينَ ما إذا كان صحيحاً ما يدّعيه بنيامين نتنياهو وصحبه من أنهم ينفذون وصايا يهوه.
يستدرك "غالباً ما كانت عروش الآلهة مرصعة بالدم".
كلنا في حالة من التيه، لعله التيه التاريخي مع أن فيليب حتي دعانا إلى أن نتعامل مع التاريخ برؤوس أصابعنا كي لا نكون ضحية الكراهية والافتراق، حتى إذا ما ذهبنا إلى العالم السياسي الفرنسي أوليفيه روا، فهو يعتقد أن السبب في تشكل الولايات المتحدة، كأعظم أمبراطورية أنتجتها الأزمنة، هو أنها خالية كلياً من التاريخ، ما ساعدها على الانطلاق بدينامية تفاعلية بين الأجناس، والإثنيات، والثقافات، التي ما لبثت أن تبلورت في شخصية واحدة، وفي أمة واحدة.
هنا كل شيء يجمع اللبنانيين، من العتابا والميجانا إلى قصة الأرجوان.
في حديث مع عاصي الرحباني قال، وبمنتهى الجدية، "كلبنانيين، يوحّدنا عشقنا للقمر"!
لا يمكن لأي كائن بشري أن يستوعب ما فعله، وما يفعله الاسرائيليون.
القاذفات كانت تبدو وكأنها خارجة للتو من الجحيم.
الجنرال أفرايم سنيه، وباللهجة التوراتية إياها، قال "لن نترك كلباً يعوي في بيروت".
سفر أشعيا قال بتحويل دمشق إلى ركام من الأنقاض.
هنا اللوثة الإيديولوجية التي وصفها المؤرخ الإسرائيليّ شلومو ساند باللوثة القاتلة كونها تقتل إسرائيل بالدرجة الأولى.
لا قوة في الأرض يمكن أن تبقى كما هي، المملكة اليهودية تفككت إلى قبائل بعد موت الملك سليمان لتندلع على مدى عقود الحرب بين اليهود واليهود.
ساند حذّر من "أننا نلامس تلك اللحظة الآن"!
صحيفة "جيروزاليم بوست" ذكرت في تقرير وضعه نيفيل تيلر، أن نتائج استطلاع أجرته "رابطة مكافحة التشهير"، بالاشتراك مع شركة "أبحاث السوق المتعددة الجنسيات" (ايبسوس)، وقد نشر في 14 كانون الثاني، وشمل 58000 شخص من 103 دول ومناطق يمثلون 94 % من سكان العالم البالغين، أظهرت أن نسبة الذين يحملون معتقدات معادية للسامية كان 26 % عام 2014، لترتفع إلى 46 % في عام 2024.
جوناثان غرينلوت، رئيس "منظمة مكافحة التشهير"، وهي منظمة يهودية، لاحظ أن معاداة السامية تحولت إلى "حالة طوارئ دولية".
"جيروزاليم بوست" التي كان عنوانها "نصف العالم يكرهنا" رأت أن الجانب الأكثر غرابة في النتائج أن حوالي 4 مليارات من أصل 8 مليارات بشري يحملون أفكاراً معادية للسامية، مع أنه لا يوجد خارج الولايات المتحدة وإسرائيل سوى 2.3 مليون يهودي ليسأل "كم من هؤلاء رأى يهودياً في حياته؟".
تابعنا عن كثب الخفايا المتعلقة بمسار تشكيل الحكومة. لكأننا ننهش لحم بعضنا البعض .
اللهاث وراء الحقائب لا بالرغبة في الانتقال بالبلاد من الخراب إلى الخلاص، وإنما لغايات، إما أنها تتعلق بالانتخابات النيابية العام المقبل، أو أنها تعكس مدى النرجسية التي تتحكم ببعض القادة الذين كان الرئيس سليم الحص يصفهم بـ"الظواهر الفرويدية العمياء في السياسة اللبنانية".
هل يعني ذلك الاستمرار في اجترارنا للأزمات القاتلة.
اللجنة الخماسية توحي بأنها كما الروح القدس، تحوم فوق رؤوسنا، لتتدخل حين تصل الأمور إلى عنق الزجاجة.
الرئيس المكلف يتأمل بالأسماء مثلما كان الخوارزمي يتأمل بالأرقام، يريد وزراء من النوع الذي لا يزحف لا على بطنه، ولا على ظهره.
سياسي مخضرم سأل ضاحكاً "من أين يأتي صاحبنا بالملائكة ليعينهم وزراء في حكومته؟".
لا ملائكة، ولا أنصاف ملائكة، بل أشخاص يعرفون ما الفارق بين منطق الدولة ومنطق المغارة...
ساسة فاجأهم سلام الذي كانوا يعتقدون أن حياته الأكاديمية لا بد أن تنعكس على أدائه السياسي، فإذا به يثبت أنه لاعب تكتيكي بارع.
هذا ما يقتضيه المشهد السياسي اللبناني، وحيث لا يحصى عدد الذين يحترفون لعبة الأقنعة.
الرجل تمكن من النفاذ من شباك وألغام كثيرة، وإن كان معلوماً أن من يحاول تشكيل حكومة لإدارة لبنان كمن يحاول تشكيل حكومة لإدارة الكرة الأرضية.
من أطرف ما نقرأه في الصحف الإسرائيلية أن السبب في تعثر الدولة العبرية كونها تخلت عن معادلة الرجل المناسب في المكان المناسب، حتى في المؤسسة العسكرية، وفي المؤسسسات الأمنية.
الاستثناء في لبنان، وفي أكثر البلدان العربية، أن يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
بحكم مهنتي كصحافي تعرفت على عشرات وزراء الخارجية العرب، بعضهم لم يكن يعرف ما إذا كان كليمنت مترنيخ نجم مؤتمر فيينا مع الفرنسي شارل تاليران (1815)، ماركة لإطارات السيارات أم اسم دواء لترقق العظام.
أشياء لبنانية كثيرة ترتبط بتطورات المنطقة.
في التعليقات الأوروبية أن دونالد ترامب الذي طلب أن تكون طريقه إلى الشرق الأوسط خالية من الجثث ليتسنى له استئناف دومينو التطبيع في إطارِ "ميثاق ابراهيم"، لن يجد الطريق، وكما كان يتصور، مليئة بالورود، وبأقواس النصر.
هذا ما لاحظه مبعوثه إلى المنطقة ستيف ريتكوف.
كلام كثير عن حالات زلزالية في المنطقة على خلفية تفاعلات استراتيجية في منتهى التعقيد.
هذا إذا بقي بنيامين نتنياهو على المسرح.
استقبال ترامب له كأول رئيس حكومة أجنبي يزور البيت الأبيض لا يبشر بالرهان على سقوط رأس زعيم الليكود في وقت قريب.
في الوسط اليميني الإسرائيليّ... رأس ترامب يسقط أولاً ً!!