محمد علوش - خاصّ الأفضل نيوز
عندما حصلت أحداث طريق المطار بعد قرار الحكومة اللبنانية منع طائرة إيرانية تُقل لبنانيين من السفر من طهران إلى بيروت، انصياعاً للتهديدات الإسرائيلية التي نقلها أميركيون للحكومة اللبنانية، كانت الدعوات غير رسمية، وكان جزء من الحضور معروفاً وقد حاول التجييش للتحركات في الليلة الأولى للأحداث التي دارت على مدار ثلاثة أيام، 13 و14 و15 شباط.
في الليلة الأولى كان الخطر عندما توجهت مجموعات من الشبان إلى مناطق تواجد جمهور تيار المستقبل الذي كان يحضر لإحياء ذكرى اغتيال الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط، وفي الليلة الثانية أي الجمعة 14 شباط، كان الخطر ما شاهدناه في مقاطع مصورة أظهرت مجموعات تحرق آليات اليونيفيل، وتُصيب عناصرها بجروح ومن ضمنهم نائب قائد اليونيفيل في لبنان.
يومها جرت بحسب معلومات "الأفضل نيوز" اتصالات رفيعة المستوى بين الأجهزة الأمنية والثنائي الشيعي لمحاولة تدارك ما يجري، وقد أكد الثنائي أنهما غير معنيين بأي مجموعات ارتكبت التعدي على آليات اليونيفيل، والذي كان له أثر سلبي ظهر بعدها بساعات من خلال التذرع الإسرائيلي بهذه الحادثة للقول إنها لا تقبل أن تستلم اليونيفيل المواقع الخمسة التي تحتلها في جنوب لبنان.
في تلك الليلة استنفرت الدولة بكامل أجهزتها، مخابرات الجيش اللبناني كانت السباقة بالعمل، تقول مصادر متابعة، مشيرة إلى عناصر الجيش باشروا مداهماتهم بعد الحادثة بساعتين، واستمرت لثلاثة أيام وكانت حصيلتها توقيف ما يزيد عن 30 شخصاً، بعضهم تم إخلاء سبيله بعد ساعات قليلة على التوقيف.
تُشير المعلومات من مصادر متابعة إلى أن الذين تم توقيفهم في البداية كانوا من اللبنانيين وغير اللبنانيين، ولكن من تبقى منهم بعد اعترافهم بالمشاركة في الحادثة كانوا من اللبنانيين فقط وهو ما يُسقط الادعاء بأن من قام بالاعتداء على موكب اليونيفيل هم من غير اللبنانيين، كاشفة أن 11 شخصاً من أصل كل الموقوفين ثبُت ضلوعهم بحادثة الاعتداء، من بينهم 7 موقوفين و4 لم يتم إلقاء القبض عليهم بعد.
كذلك كان في المقاطع المصورة ظهور لقاصرين خلال عملية الهجوم على الموكب، وكان صوت أحدهم واضحاً عندما "دعى لحرق الآلية"، وخلال التحقيقات بعد التوقيفات والاعترافات، تبين فعلا أن موقوفين اثنين من المشاركين بالاعتداء هم من القاصرين، حيث تؤكد المصادر أنهما سيخضعان للآليات التي يخضع لها القُصَّرُ في مثل هذه الحالات.
تكشف المصادر أن الموقوفين السبعة سيحالون إلى القضاء العسكري بعد انتهاء تحقيقات مخابرات الجيش اللبناني معهم، والعمل مستمر لتوقيف الأربعة الآخرين، علماً أن مخابرات الجيش اللبناني تمتلك بعض الخيوط للوصول إليهم، و أن لجوئهم إلى أمكنة كانت تعتمد سابقاً للهروب من الملاحقة لن ينفع هذه المرة، فهناك قرار بإلقاء القبض على كل من شارك في الاعتداء على اليونيفيل، ولإظهار قدرة الدولة على ضبط أمنها ومحاسبة المخلين به، مشيرة إلى أن التعامل مع هذه القضية سيكون حازماً، ولكن بحسب ما ينص عليه القانون اللبناني، حيث إنَّ ما قاموا به قد يتسبب لهم بالسجن ما بين 3 و5 سنوات وربما أكثر أو أقل لبعضهم بحسب التحقيقات التي سيجريها القضاء العسكري.