حمل التطبيق

      اخر الاخبار  مراسل الأفضل نيوز: غارة إسرائيلية استهدفت بلدة دير انطار   /   محلقة اسرائيلية القت قنبلة على احد مراكب الصيادين في رأس الناقورة من دون وقوع اصابات   /   مراسل الأفضل نيوز: محلقة اسرائيلية القت قنبلة على احد مراكب الصيادين في رأس الناقورة من دون اصابات   /   مراسل الأفضل نيوز: الطيران الحربي المعادي يستهدف منطقة وادي حسن عند اطراف بلدة مجدل زون   /   رسالة الشيخ قاسم لأهل الجنوب: كلُّ المراهنين مع العدوان الإسرائيلي ينتظرون نتائج هذه الانتخابات   /   غارة إسرائيلية تستهدف إقليم التفاح   /   غارة إسرائيلية على أطراف بلدة شمع   /   سلام: الانتهاكات الإسرائيلية لن تُثني الدولة عن التزامها بالاستحقاق الانتخابي وحماية لبنان واللبنانيين   /   سلام: ندين الاعتداءات الإسرائـيلية المتكررة على لبنان والتي تأتي في توقيت خطير قُبيل الانتخابات البلدية في الجنوب   /   مراسل الأفضل نيوز: غارة للطيران الحربي المعادي استهدفت مرتفعات الريحان   /   مراسل الأفضل نيوز: تحليق الطيران المسير في اجواء بلدة جويا قضاء صور على علو منخفض   /   الوكالة الوطنية: غارة استهدفت أطراف بلدة القطراني   /   الطيران الحربي الاسرائيلي يستهدف أطراف زبقين – الحنية في جنوب لبنان   /   غارتان للاحتلال على جرود بلدة بوداي في البقاع ولا إصابات   /   الجيش الإسرائيلي: استهدفنا موقعًا عسكريًا تابعًا لحزب الله يحتوي على منصات إطلاق صواريخ وأسلحة جنوبي لبنان   /   غارة استهدفت اطراف سجد في جبل الريحان   /   مراسل الأفضل نيوز: غارتان على جرود بلدة بوداي ولا اصابات   /   مراسل الأفضل نيوز: غارات عنيفة على الجبل الرفيع في مرتفعات اقليم التفاح   /   مراسل الأفضل نيوز: غارات تستهدف وادي برغز واقليم التفاح   /   غارات تستهدف محيط المحمودية   /   الجيش الاسرائيلي: استهدفنا منصات صاروخية ووسائل قتالية لحزب الله في منطقة البقاع منذ قليل   /   غارة إسرائيلية ثانية تستهدف تولين جنوبي لبنان   /   مراسل الأفضل نيوز: غارة إسرائيلية تستهدف بلدة تولين جنوب لبنان   /   نتنياهو: فلسطين حرة هو شعار جديد للنازية وداعمو حماس يريدون تقويتها لتدمير إسرائيل   /   تحليق للطيران الحربي الاسرائيلي في اجواء جنوب لبنان على علو منخفض   /   

نكهةٌ خاصّة للشّهر الفضيل في "عاصمة رمضان": المدينة التي لا تنام

تلقى أبرز الأخبار عبر :


كريستال النوار - خاصّ الأفضل نيوز

 

تتمتّع صيدا بتاريخٍ طويل وحضارةٍ عريقة تمتزج فيها الأصالة بالتنوّع الثقافي. ومع حلول شهر رمضان المُبارك، تتنفّس المدينة روحاً جديدة من الفرح والإيمان، وفي أزقّتها الضيّقة وأسواقها القديمة، يزداد سحرها بلمسةٍ من البهجة حيث تتزيّن الشوارع بمصابيح رمضان وتعبق الأجواء بروائح الأطعمة الشهيّة التي تشتهر بها المدينة. 

 

ولشهر رمضان هذا العام نكهةٌ خاصة بعد الحرب الإسرائيليّة، حيث بدأت المدينة في استعادة أنفاسها وقوّتها من جديد لتُعطي دروساً في الصّمود والأمل والإيمان. فما عاشته المدينة ليس سهلاً، إذ تُشير وفاء وهبة شعيب، عضو مجلس بلدية صيدا ورئيسة لجنة النشاطات، وعضو إداري في غرفة إدارة الكوارث والأزمات في بلدية صيدا، إلى أنّه "في 23 أيلول نادينا كلّ الجمعيات المحلية والدولية وبدأنا في 4 مراكز إيواء وانتهينا بـ 27 مركزاً وكان لدينا حوالي 8500 نازح من الجنوب، ضمن نطاق صيدا الإداريّة، و27 مركز إيواء (المناطق الواقعة تحت بلدية صيدا). التّجهيز كان سريعاً والجمعيات سارعت باستلام مراكز الإيواء". وتُشدّد في حديثٍ لموقعنا، على أنّ "الفترة كانت صعبة جدًّا ومؤلمة، لناحية تأمين الأساسيات للزوار"، موضحةً أنّ "الفترة الأولى كانت سهلة نوعاً ما لأنّها كانت مليئة بالمبادرات الفرديّة في ما يتعلّق بالأساسيات من طعام وشراب من دون أدوية وعلاج، وفي الفترة اللاحقة شاركت المنظمات الدوليّة، ولكن بعد مرور شهر تقريباً بدأت الموارد والمساعدات تقلّ من المنطقة ومن المبادرات الفردية ووصلنا إلى مرحلة تأمين وجبة أو وجبتين فقط للناس. رغم ذلك، أثبتت هذه الفترة قدرة المجتمع الصيداوي على حضن زواره والتشارك بكلّ شيء وفُتحت المدارس والمعاهد والجامعة اللبنانية بكلّ فروعها، مع نوع من الغصّة، ولكن في الوقت نفسه أثناء جولاتنا كغرفة إدارة كوارث وأزمات في البلدية على مراكز الإيواء، لاحظنا فرحة الزوار والصّدمة الإيجابيّة بالتّرحيب بطريقة عملنا لتأمين كلّ حاجاتهم".

 

وتُضيف: "صيدا تعرّضت أكثر من مرّة لتهديدات بالإخلاء، وكان الخوف موجوداً، والألم أيضاً، ولكن في الوقت نفسه لم نتخلَّ عن الإصرار بأنّنا نريد متابعة العمل، مع ترحيب من أهالي المدينة الذين كانوا يُردّدون أنّه "شو ما صار نحنا فاتحين بوابنا".

 

"بعد هذه الفترة العصيبة، بدا واضحاً الإرهاق على الناس خصوصاً أهل الجنوب وأهل صيدا، مع استقبال خجول لعيدَي الميلاد ورأس السنة، حيث قمنا بنشاطين أو 3، ولكن الوضع لم يكن مستقرًّا. إلا أنّنا كنّا نترقّب حلول شهر رمضان ومن المعروف أنّ صيدا مدينة رمضانيّة وعاصمة رمضان"، وفق شعيب، التي تُعبّر عمّا لفتها هذا العام، وهو "إقبال الناس، التي تنتظر حلول الشهر الفضيل ومتعطّشة للفرح"، لافتةً إلى أنّه وللمرّة الأولى نرى إقبالاً كثيفاً من جمعيات من بيروت تأتي إلى صيدا لإقامة معارض فيها في هذا الشّهر.

 

وتوضح أنّ "الطريقة التي نتبعها في البلدية هي أنّنا ندعو كلّ الجمعيات والمبادرات الفردية، حيث كل جمعية تقدّم نوعاً من ملخّص للنشاطات التي تريد القيام بها ونجمعها في رزنامة أسبوعيّة حتّى يعرف كلّ زائر ما هي النشاطات المتوفّرة وأين يتوجّه".

"الناس ترغب بالاحتفال بأيّ طريقة"، تقول شعيب، فـ"إجمالاً نحضّر لرمضان قبل بـ 3 أسابيع أمّا هذا العام فقد بدأنا التحضيرات قبل 6 أسابيع، وهذا يدلّ على الحركة الرمضانيّة الكثيفة هذه السنة". كما تُتابع: "هناك أيضاً مجموعة موائد الرحمن، تساعد الأشخاص الذين لا يسمح لهم وضعهم بإقامة إفطار أو سحور يومي، انتشرت أكثر ونحاول التنسيق في ما بينها لتأمين الوجبات لأكبر عدد من الناس. ونلحظ أيضاً زيادة أعداد المطابخ التي تطبخ بأسعار وفيرة، وهناك مطبخان يوزّعان إفطارات مجانيّة للمارّة".

وتختم مؤكّدةً "أنّنا لم ننس أيلول ولا الجرح الكبير ولا الشهداء، ولكن دائماً نقول إنّ بعد كلّ عتمة نريد بصيص أمل وضوء في آخر النفق كي نتمكّن من الاستمرار، ونحن نرحّب بكلّ زوار المدينة من كلّ أنحاء البلد.. لصيدا خصوصيّتها ونسعى دائماً لأن تكون المدينة الأجمل وعروسة لبنان في رمضان".

 

بدوره، يروي مفوض الجنوب في الكشاف المسلم رامي بشاشة لموقع "الأفضل نيوز" أنّ "الاجتماعات والتّحضيرات هذه السّنة بدأت منذ شهر، رغم الظّروف التي واكبت الحرب الإسرائيليّة، لم يعرقلنا شيء، إذ انتهينا من موضوع النّزوح وبدأنا مباشرةً بالتحضير لشهر رمضان لأنّ له نكهة خاصة في مدينة صيدا"، لافتاً إلى أنّ "كلّ الجمعيات الأهليّة والمبادرات الفرديّة تتكاتف في ما بينها تحت رعاية البلديّة لتكون مدينة مميّزة خلال هذا الشهر الفضيل".

 

ويُضيف بشاشة، شارحاً: "الأنشطة عادةً ما تكون منقسمة إلى قسمَين؛ الأوّل يتعلّق بالأمور التكافليّة حيث تبدأ جمعيات المجتمع المدني والأهلي المتخصّصة بالأعمال التكافليّة، بتجهيز نفسها، وتفتح المطابخ لتوزيع إفطارات على الناس المتعفّفة، مع العلم أنّ آلاف الوجبات تُوزّع يوميًّا في صيدا على بعض العائلات، بالإضافة إلى المونة وهدايا العيد. أمّا القسم الثاني فيتعلّق بالشّكل الاجتماعي الترفيهي، وفيه مبادرات من قبل جمعيات تقوم بأنشطةٍ خاصة تترافق مع افتتاح المقاهي في صيدا القديمة واستقبال الناس حتّى صلاة الفجر.. هناك يسهر الأهالي ويعيشون أجواء من الفرح في المقاهي، في ظلّ التجمّعات والسهرات في السّاحات".

 

ويُتابع: "خان الفرنج أيضاً، يستقبل زواره في نهاية الأسبوع وتحفل أسواقه بلوحاتٍ وأجواء تراثيّة رمضانيّة، مع بعض الفعاليات"، مشيراً إلى وجود أنشطة عامة وخاصة هذا العام، "حيث تقوم كلّ الجمعيات بإفطارات خاصة أو سحور في مقاهي صيدا خلال هذا الشهر الفضيل، إضافة إلى عدة أنشطة في خان الفرنج. ففي الأسبوع الأول يشهد افتتاح الموسم الرمضاني من قبل مؤسسة الحريري، والأسبوع اللاحق يشهد إحياء ليالي رمضان، بالإضافة إلى سوق رمضاني حرفي، وسوق مأكولات وفعاليات تراثيّة".

ماذا عن الـ 10 أيّام الأخيرة؟ يقول بشاشة: سنشهد افتتاح قرية رمضانيّة باسم "صيدا قمري" في موقف زيدان في ساحة النجمة، واحتفالات إنشاديّة في مواقع عدّة في صيدا، مع حفلات ومسيرة كشفيّة، وكلّ ذلك مع حمام تراثي تُقام فيه احتفالات طرب وموسيقى صوفيّة كلّ سبت خلال رمضان". وشدّد بشاشة على أنّ الأجواء مميّزة في صيدا، فـ"المدينة ما بتنام والليل بينوصل بالنهار"، الحركة السياحيّة تكون كبيرة والناس تزور المدينة من كلّ مكان. 

 

رغم كلّ المآسي وما مررنا به، يُعرب بشاشة عن تفاؤله بأن يكون الموسم مميّزاً "لأنّ الجميع يرغب بأن يفرح بعد كلّ الظّروف الصّعبة".

 

بعد الحرب، يُعتبر هذا الشّهر الفضيل بمثابة بداية جديدة تملأها الدعوات بالسلام والسكينة، مع عودة البهجة إلى المدينة التي تعلّمت أن تبني من الرّماد حياةً جديدة.