د. أكرم حمدان - خاصّ الأفضل نيوز
استوقفني تصريح نائبة المبعوث الرئاسي الأميركي إلى الشرق الأوسط والمبعوثة الأميركية الخاصة بلبنان مورغان أوتاغوس، وطلتها البهية عبر إحدى الشاشات، لتخبرنا بإطلاق عمل مجموعات دبلوماسية بين لبنان وكيان الاحتلالِ الإسرائيلي، بهدف إطلاق سراح المعتقلين اللبنانيين لدى قوات الاحتلالِ وانسحاب قوات الاحتلالِ من بعض النقاط التي لا تزال تحتلها وبدء النقاش حول الخلاف على نقاط عدة على الخط الأزرق وموضوع تثبيت أو ترسيم الحدود وحل القضايا العالقة بين لبنان وإسرائيل دبلوماسياً، وعندما سُئلت عن مزارع شبعا قالت بأن هذا الأمر هو الشق الأصعب والأكثر تعقيدًا والذي سيأخذ وقتًا من المفاوضات عبر الأمم المتحدة بين لبنان وسوريا وإسرائيل... هنا بيت القصيد في كلام أورتاغوس التي اعتبرت أنها تزف بشرى للبنانيين بإطلاق سراح المعتقلين والأسرى لدى الاحتلال.
وعطفاً على ما أعلنته أورتاغوس هناك مجموعة من الأسئلة التي نضعها برسم عهد الرئيس جوزاف عون وحكومة الرئيس نواف سلام ومنها:
هل بدأت فعلاً المحادثات غير المباشرة من خلال اجتماع الناقورة للجنة العسكرية الأسبوع الماضي؟ وهل صحيح أنه تم تشكيل لجان متخصصة لحل النقاط الـ13 الخلافية على طول الخط الأزرق، والنقاط الخمس والتي ربما أصبحت 7 أو 8 وقضية الأسرى؟ وماذا عن الخروقات والاعتداءات المستمرّة على السيادة اللبنانية بشكل كامل، وانتهاكات القرار1701 اليومية من قبل الاحتلال؟.
والأهم مما تقدم، ماذا عن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من بلدة الغجر ونقاط أخرى كانت لا تزال تحت الاحتلال منذ زمن بعيد؟
وكيف سيتعامل لبنان مع المواقف التي أعلنها الاحتلال مؤخرًا وتحديداً موقف رئيس حكومة الاحتلال بن يمين نتانياهو بأنه لن يخرج من لبنان والأراضي اللبنانية؟ وهل الحديث عن بدء المفاوضات حول الحدود يهدف إلى تثبيت الحدود الدولية للبنان وفقاً لاتفاقية بوليه - نيوكومب عام 1923، واتفاقية الهدنة في آذار من العام 1949 والتي تحسم وضع مزارع شبعا ضمن الأراضي اللبنانية، أم أن هناك تفاوضًا حول الترسيم وهذا يعني تعديل في حدود لبنان؟
هذه الأسئلة وغيرها نضعها برسم رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وعهده الذي ينتظر اللبنانيون منه الكثير، كما نضعها برسم حكومة الرئيس نواف سلام، ونحن نعرف أن الرئيس عون هو ابن الجنوب وكان زار تخوم مزارع شبعا أكثر من مرة عندما كان قائداً للواء التاسع في الجيش الذي كان ينتشر في الجنوب، كما نعرف أن الرئيس سلام يعرف مزارع شبعا وتلال كفرشوبا جيداً وهو من زائريها أيضاً عندما كان شاباً أكثر من مرة.
نأمل أن تكون التسريبات المنسوبة لبعض المصادر حاسمة لجهة رفض لبنان المحاولات الإسرائيلية مقايضة الحدود البرية والانسحاب باتفاق تطبيع، وأن تكون المفاوضات حصراً حول تثبيت الحدود وانسحاب قوات الاحتلال من كامل الأراضي اللبنانية المحتلة بما فيها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا التي خسرناها بسبب شعارات فارغة كانت تقوم على "قوة لبنان في ضعفه" وغيرها من الحياد وعدم التدخل في الصراع العربي - الإسرائيلي، وهي لم تحمي لبنان من الاعتداءات واحتلال أرضه منذ نهاية حرب العام 67 وحتى تاريخه.
ونأمل أن لا يكون حديث أورتاغوس عن الوقت بشأن مزارع شبعا، يحتاج إلى أكثر من خمسين سنة جديدة من الاحتلال لأرضنا وممتلكاتنا وأرزاقنا التي بلغت خسائرنا نتيجة احتلالها أكثر من 16 مليار دولار أميركي حتى الآن.
وأخيراً، نأمل من أصحاب شعارات السيادة أن يعترفوا بأن سيادتهم ستبقى منقوصة طالما هناك احتلال ولو لشبر من الأراضي اللبنانية.