حمل التطبيق

      اخر الاخبار  الدفاع الروسية: دفاعاتنا الجوية دمرت 4 مسيرات أوكرانية في الأجواء الروسية خلال الساعات الماضية   /   الأبراج البريطانية تطرح مجدداً   /   وفد سوري يجول في السجون   /   القناة ١٢ الإسرائيلية عن مصدر أمريكي رفيع: لم تتم إقالة بولر وهو يواصل عمله في الشرق الأوسط دعما لفريق ويتكوف   /   نتنياهو: الهدف الوحيد هو منعي من اتخاذ القرارات اللازمة لإصلاح جهاز الشاباك بعد فشله الذريع في 7 أكتوبر   /   نتنياهو: لم يسبق بتاريخ إسرائيل أن هدد رئيس سابق لجهاز أمني رئيس وزراء في منصبه وابتزه على الهواء مباشرة   /   زيلينسكي: إذا كان ضغط الولايات المتحدة على روسيا كافيا ستتاح فرصة حقيقية للبدء في اتخاذ خطوات نحو السلام   /   الإدارة الذاتية الكردية: الإعلان الدستوري لا يمثل تطلعات شعبنا ولا يدرك هوية سوريا   /   زيلنسكي: موقف بوتين من الهدنة مجرد تلاعب والاقتراح الأمريكي غير مشروط   /   بلومبرغ عن مصادر مطلعة: المناقشات بين واشنطن وموسكو بشأن إمكانية التعاون مع غازبروم لا تزال في مرحلة مبكرة   /   ترامب: أعتقد أنه لن يتم استئناف إطلاق النار بعد أن نتوصل إلى اتفاق بين أوكرانيا وروسيا   /   يسرائيل هيوم: حماس تطالب بالانسحاب من محور صلاح الدين والالتزام بالمرحلة الثانية من الاتفاق   /   مستشار المرشد الإيراني: الرئيس الأمريكي يدعي أنه رجل سلام مع أنه نكث العهود بنقضه الاتفاق النووي   /   إعلام أميركي: الكرملين أبلغ الولايات المتحدة أنه لا يريد حضور مبعوث ترامب لأوكرانيا وروسيا محادثات السلام   /   مراسلة الأفضل نيوز: غارات معادية جديدة تستهدف البقاع   /   يسرائيل هيوم عن مصادر: ويتكوف سيزور إسرائيل للاجتماع مع رئيس الوزراء بشأن مقترح الصفقة الجديد   /   القناة 12 الإسرائيلية: رغم أن جميع الأطراف في ‎الدوحة من غير الواضح إلى أين يمكن أن تصل المفاوضات   /   الجيش الإسرائيلي: هاجمنا قبل قليل موقعا لإنتاج وتخزين أسلحة استراتيجية لحزب الله في منطقة البقاع شرقي ‎لبنان   /   مراسلة الأفضل نيوز: غارات معادية على السلسلة الشرقية مع تحليق كثيف للطيران الحربي   /   رئيس الأركان الأوكراني: لن نوافق على تجميد الصراع مع روسيا   /   ترامب: بلدنا كان على شفير الهاوية وورثنا فوضى اقتصادية   /   ترامب: الاتحاد الأوروبي لا يستورد منتجاتنا الزراعية وهو شرير   /   ترامب: قدمنا حزمة امتيازات كبيرة للأمريكيين في مشروع قانون تمويل الحكومة الفيدرالية الحالي   /   مستشار الرئاسة الأوكرانية: مستعدون للعب ضمن القواعد لكن روسيا غير مستعدة لأي دور بعيدا عن الحرب   /   غانتس: إما أن نتنياهو لا يجري مفاوضات حقيقية ويقدم تنازلات أو أنه يماطل لكسب الوقت   /   

القرضُ المصرفيُّ لشراءِ سيّارة.. هل عادَ فعلاً؟

تلقى أبرز الأخبار عبر :


كريستال النوار - خاص الأفضل نيوز

 

ضجّت المنصّات في الفترة الأخيرة بخبر عودة القروض المصرفيّة لشراء سيّارة، وفي وقتٍ نفى البعض صحّة هذا الخبر، أكّدت المصادر عودة القروض في عددٍ محدّد من المصارف وليس كلّها، وذلك بعد توقّفٍ تامّ منذ الأزمة في العام 2019. 

 

هذه الخطوة المهمّة يُثني عليها الخبير الاقتصادي والمالي د. أنيس بو ذياب، قائلاً في حديث إلى موقع "الأفضل نيوز" إنّ "عودة التسليف والقروض من القطاع المصرفي أو من أيّ جهةٍ ماليّة، تؤدّي إلى زيادة الحركة التجاريّة وبالتالي التّأسيس لإعادة النمو والنّهوض بالاقتصاد".

 

ويُكرّر ما تؤكّده المصادر أعلاه، أنّ "بعض المصارف بدأ فعلاً بإعطاء القروض لشراء السيارات، ولكن ليس كلّها، بل عددٍ محدودٍ منها، وطبيعة القرض ما زالت كما كانت سابقاً"، لافتاً إلى أنّ "من الشروط الأساسيّة هي أن يكون الرّاتب موطّناً في المصرف وأن يكون بالدولار مع دفعةٍ أولى، ولاحقاً تُقسّط الدّفعة الكاملة على سنوات ضمن شروط الكفالات المُتعارف عليها. فالآلية اليوم هي نفسها التي كانت سابقاً، لا فرق بين القرض الماضي والقرض الحديث على أن يكون هناك التزام بأن يُدفع بالدولار وليس بالليرة اللبنانيّة وهذا من الشروط الأساسيّة. ورغم أنّ قانون النّقد والتسليف لا ينصّ على الدّفع بالدولار بدل العملة الوطنيّة، إلا أنّه بات عرفاً في القطاع المصرفي، كي لا نقع بالمحظور مرّة جديدة".

 

ما سبب عودة هذه القروض؟

 

 يُجيب بو ذياب: "المصارف بدأت اليوم بتشكيل السّيولة الماليّة من جرّاء بعض الودائع أو ما عُرف بالفريش دولار الذي يصل إلى القطاع المصرفي، ما يُمكّنه من تأمين سيولة ما بين 2.5 إلى 3.5 مليار دولار لإعطاء قروض للسيارات. وأعتقد أنّ لاحقاً سيتطوّر الأمر لنصل إلى قروضٍ استهلاكيّة بطبيعةٍ مُختلفة ضمن الشّروط نفسها، ويبقى الشّرط الأساس أن يكون الدّفع بالدولار".

 

أمّا في ما يتعلّق بسبب إحجام المصارف عن إعطاء قروض للسيارات أو قروض استهلاكيّة منذ بداية الأزمة حتّى اليوم، فيُشير الخبير بو ذياب إلى أنّ "هذا يعود إلى غياب السيولة من جهة وغياب الثقة بالقطاع المصرفي من جهة أخرى، كما أنّ الأزمة التي كانت موجودة وعدم توفّر رؤية لوضع خطّةٍ للخروج من هذه الأزمة. أمّا اليوم فنحن في مكانٍ آخر إلى حدٍّ ما، والمصارف تُحاول قبل خطّة إعادة هيكلة القطاع المصرفي، أن تقول إنّ لديها الإمكانات والملاءة والسيولة وبالتالي قادرة على التّماهي مع أيّ خطّةٍ لإعادة ودائع الزبائن. وهنا النّقطة الجوهريّة.. كيفية إعادة الودائع"!

 

فكيف يُمكن للمصارف أن تعود إلى إعطاء قروض لشراء سيّارة، وهي عاجزة عن إعادة الودائع للمواطنين في الوقت نفسه؟! هذا السؤال الأساس الذي يشغل بال كلّ مَن سمع بخبر عودة القروض، خصوصاً مع توفّر معلومات عن إمكان عودة القروض الشخصيّة خلال الصّيف المُقبل.

 

 فهل وُضع ملفّ الودائع في الأدراج وأُقفِل عليه؟ هل فعلاً طارت أموال النّاس؟

 

الخبير بو ذياب يوضح في هذا الإطار أنّ "حلّ ملفّ الودائع وإعطاء القروض، أمران غير مرتبطين ببعضهما البعض بشكلٍ وثيق، لأنّ وظيفة المصرف تكمن في تجميع ودائع الزبائن وتحويلها إلى قروضٍ بأشكالٍ مُختلفة بغضّ النّظر عن طبيعة هذه القروض، فهذا الدّور الطّبيعي للمصارف التي تقوم بخلق العملة النقديّة من خلاله لتأمين الأرباح وبالتالي استمراريّتها"، مشدّداً على أنّ "لا علاقة مُباشرة للقروض بملفّ المودعين لسببين، أوّلاً أنّ هذه الأموال هي بالفريش وبالتالي هي مُختلفة عن أموال الودائع (بالزمان)، ومن وجهة نظر المصارف، إذا لم تعمل وتؤمّن أرباحاً فكيف لها أن تُعيد الودائع للزبائن؟".

 

ويُتابع مُفسّراً: من خلال عودة قروض السيارات، تحاول المصارف أن تقول إنّها تستعيد نشاطها ومن خلال ذلك تحضّ المواطنين على استعادة الثقة بها. وهنا أقول: "لا يُمكن استعادة الثقة بالقطاع المصرفي قبل إعادة هيكلة هذا القطاع وضخّ رساميل جديدة سواء من الداخل أو الخارج، وطبعاً ربّما يحتاج بعض المصارف إلى دمج، هذا لا يمكن أن يتمّ قبل التّدقيق في حسابات المصارف وإعادة النظر فيها بشكلٍ كبير". ويؤكّد أنّه "لا يُمكن لأيّ اقتصادٍ أن يعيش من دون قطاعٍ مصرفيّ ولكنّنا نُريد قطاعاً سليماً يرفض الاقتصاد بالتمويل، هو المصدر الأساس للتمويل، وبالتالي هذا يعني أنّ أيّ اقتصادٍ بلا قطاعٍ مصرفيّ لا يُمكن أن يستمرّ".

 

وكانت مصادر معنيّة بالمخاطر المصرفيّة والسياسات النقديّة، قد أكّدت لموقعنا، أنّ "المصارف لم تعد إلى إعطاء القروض بأيّ شكل وبأيّ نوع، ولو فعلت ذلك لكنّا بدأنا نرى مؤشّراتٍ لها من خلال إعلانات السيارات بالنّسبة إلى التّمويل والفوائد وما أشبه ذلك"، لافتةً إلى أنّ "البيئة المصرفيّة ما زالت لا تسمح بعودة القروض، لأنّ عودتها تُعتبر جزءاً أساسيًّا من عودة الانتظام في القطاع المالي وهذا لم يحصل بعد". 

 

وأوضحت المصادر نفسها أنّ "القروض تتطلّب سيولة، وإذا توفّرت السيولة لدى المصارف لإعطاء القروض، فهذا يعني أنّه يجب أن تتوفّر السيولة لتدفع للمودعين أموالهم وهذا الأمر غير متوفّر حتى اليوم".

 

وكشفت أنّ "هناك بعض المصارف تُعطي تسهيلات لزبائن محدّدين، تكون أكيدة من إمكان تسديدهم للديون، وتكون هذه التسهيلات من خلال بطاقات ائتمان وليس عن طريق القروض، وتسهيلات لتمويل بعض المصاريف التشغيليّة لأنهم أصحاب شركات، وهذا لم ينقطع خلال سنوات الأزمة".

 

إذاً، هل تكرّ السّبحة لتشمل كلّ المصارف وتعود قروض السيارات والقروض الشخصيّة؟ وبعدما تتعافى المصارف نسبيًّا بفضل أموال القروض، هل نشهد نهوضاً في القطاع ويعود إلى سابق عهده؟

 

ولن ننسى أبداً ملفّ الودائع، على أمل ألا ينساه المعنيّون أيضاً...