عماد مرمل - خاصّ الأفضل نيوز
مع نجاح الجيش اللبناني في استعادة الجزء اللبناني من حوش السيد علي، يكون قد تمكّن من تجاوز التحدي الذي واجهه على الحدود الشرقية مع سوريا، وأثبت دوره في تلك المنطقة بعد محاولة "هيئة تحرير الشام" إعادة خلط تضاريسها وفرض أمر واقع جديد عليها.
ويكشف العارفون أن "الهيئة" كانت تسعى للبقاء في حوش السيد علي ومنع عودة السكان اللبنانيين إليها، في إطار مخطط يهدف إلى تغيير التركيبة الديموغرافية على الجانب اللبناني من الحدود الشرقية مع لبنان. لكن السلطتين السياسية والعسكرية أصرتا، خلال اتصالاتهما مع دمشق، على ضرورة انسحاب المسلحين السوريين ورفض اقتطاع أي متر من الجزء اللبناني من البلدة استنادًا إلى خرائط مفصلة لصالح حسابات "الهيئة".
هناك من يعتبر أن دخول الجيش اللبناني إلى البلدة قد أغلق بابًا من أبواب الفوضى على الحدود الشمالية والشرقية، وكرس المعادلة التالية: "الشرع السوري على ضفة والشرعية اللبنانية على الضفة الأخرى".
ورغم أن الجيش لم يستخدم القوة العسكرية لتحرير بلدة حوش السيد علي، بعدما توقفت قيادة المجموعات المسلحة عن سياسة المراوغة وتجاوبت مع المساعي السياسية للتهدئة، إلا أن مصادر مطلعة قريبة من اليرزة أكدت لـ"الأفضل نيوز" أن الجيش كان مستعدًا لاستخدام الخيار العسكري لو استمر المسلحون في رفض الانسحاب الطوعي، مشيرة إلى أن الجيش يملك القدرات الكافية لمواجهة كافة الاحتمالات.
وأوضحت المصادر أن الاتصالات مع القيادات العسكرية والميدانية على الجانب السوري كانت شاقة، خاصة أنها كانت تتم بين جيش منظم وقوى مسلحة لم يكتمل بعد انتظامها المؤسساتي.
وأكدت المصادر أن الجيش يملك الجهوزية اللازمة للدفاع عن المناطق اللبنانية القريبة من الحدود الشرقية، لكنها أعربت عن أملها في أن يستمر الهدوء بعد العاصفة، نظرًا لانشغال الجيش بتحديات متعددة، بدءًا من الجنوب وصولًا إلى الداخل، وبالتالي فهو ليس بحاجة إلى جبهة إضافية تستنزف طاقاته.
وتعتبر المصادر أن الجيش اللبناني نجح في الاختبار الجديد الذي خضع له، وتمكن من إدارة الموقف الميداني بعناية، حيث مزج بين الحكمة والحزم، وأثبت أنه قادر على تحمل مسؤولية حماية اللبنانيين. ولكن، هل انتهت الأمور هنا؟ لا يخفي البعض قلقه من أن الجمر لا يزال كامناً تحت الرماد، وسط الارتياب بشأن إمكانية وجود مخطط لزيادة الضغط على حزب الله من البوابة الشرقية، بالتوازي مع الضغط الذي يتعرض له من البوابة الجنوبية.