رأى المبعوث الأميركي السابق، آموس هوكستين، أن اتفاقَي ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل عام 2022، ووقف العمليات العدائية نهاية عام 2024، يفتحان الباب واسعاً أمام إمكانية التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود البرية بين الجانبين، مؤكداً أن "ترسيم الحدود البرية بات في متناول اليد"، وأن "تقدماً كبيراً أُحرز في المفاوضات غير المباشرة".
وفي حديث إلى صحيفة الشرق الأوسط، كشف هوكستين عن وجود "حلول خلاقة" مدعومة بـ"سجلات وبروتوكولات"، لكنه شدد على أن نجاح هذه المساعي يتطلب "إرادة سياسية" من جميع الأطراف المعنية.
واعتبر أن "نجاح اتفاق وقف النار يتطلب انسحاباً كاملاً للقوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية، وتسلّم الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية المسؤولية الكاملة جنوب الليطاني"، بالإضافة إلى "نزع سلاح حزب الله وانسحابه إلى شمال الليطاني، وليس فقط إلى خط الليطاني".
وأضاف: "أنشئت آلية للجيش الأميركي ليكون له وجود داعم على الأرض، بهدف دعم الجيش اللبناني من حيث الانتشار والتدريب والتجهيزات، بما يعزز قدرته على تثبيت الأمن في تلك المناطق".
وفي ما يتعلق بالحدود، قال هوكستين إن "الخط الأزرق هو المعتمد حالياً كخط عمل، لكنه لا يُعدّ حدوداً رسمية"، مشيراً إلى أن "التحدي يكمن في إرث الاتفاقات الفرنسية والبريطانية القديمة، التي لم تراعِ الواقع الجغرافي والسياسي للمنطقة". ودعا إلى "التخلي عن الخطوط التاريخية والتركيز على الوقائع الميدانية القائمة".
كما اعتبر أن اتفاق الترسيم البحري أثبت أن التفاهم ممكن بين لبنان وإسرائيل، مؤكداً أن "الاختلافات المتبقية حول الحدود البرية ضئيلة جداً، ويمكن تجاوزها عبر تعديلات وتنازلات محدودة".
وفي الشق الاقتصادي، عبّر هوكستين عن تفاؤله بمستقبل لبنان، قائلاً إن "لدى لبنان إمكانات اقتصادية هائلة، وإذا أجرى إصلاحات جذرية، فقد يكون المستقبل مشرقاً للغاية". وختم بالقول: "هذه لحظة تاريخية للبنان كي يتخذ قراراته بنفسه، من دون أي وصاية خارجية، سواء من إيران أو إسرائيل أو سوريا".

alafdal-news
