ميرنا صابر - خاصّ الأفضل نيوز
في ظلّ الهوس السائد بالرشاقة وخسارة الوزن السريعة، اجتاحت إبر التنحيف مثل الـ"أوزمبيك" (Ozempic) والـ"منجارو" (Mounjaro) الأسواق اللبنانيّة والعربيّة، حيث يلجأ إليها العديد من الأشخاص كحلّ سحري للتخلّص من الوزن الزائد. إلا أن الأطباء المختصين يرفعون الصوت محذّرين من تداعيات صحيّة خطيرة قد تصل إلى الوفاة.
الدكتور وسيم الحلبي، اختصاصي الغدد الصماء، يؤكد لـ"الأفضل نيوز" أنّ "هذه الأدوية صمّمت أساساً لعلاج مرضى السكري من النوع الثاني، وهي تعمل على خفض مستوى السكر في الدم والحد من الشهيّة، لكنها ليست مخصّصة لخسارة الوزن عند الأصحاء". ويلفت إلى أنّ "الاستخدام العشوائي وبدون متابعة طبيّة قد يسبّب التهابات في البنكرياس، مشاكل في الجهاز الهضمي، اضطرابات في نبضات القلب، وأحياناً مضاعفات نفسيّة كالاكتئاب الحاد."
أما عن الأضرار الجانبيّة أشار الحلبي أنّ "لكل من إبر التنحيف عوارض جانبيّة مختلفة عن الأخرى ولكن الأكثر شيوعًا والمثبة طبيًّا هي غثيان، تقيؤ، إسهال أو إمساك، آلام في المعدة، انتفاخ وغازات، دوخة وإرهاق شديد، إضافة إلى بعض العوارض الخطيرة النادرة كإلتهاب المرارة والتهاب البانكرياس".
وفي تصريح خاص لـ"الأفضل نيوز"، أوضحت وزارة الصحة اللبنانيّة أنّها "تراقب عن كثب تداول هذه الإبر في الصيدليات اللبنانيّة، وتم إصدار تعميم بضرورة صرفها حصراً بوصفة طبيّة". كما شدّدت الوزارة على أنّه "لم تُسجّل حتى اليوم أي حالة وفاة مثبتة في لبنان بسبب هذه الإبر، لكن هناك تقارير طبيّة عن حالات مضاعفات خطرة استدعت دخول المستشفى."
أما عربياً، فقد أشارت تقارير طبيّة حديثة من السعودية ومصر إلى تسجيل ٧ حالات وفاة مرتبطة بالاستخدام غير السليم لهذه الأدوية خلال عام ٢٠٢٥، معظمها ناتج عن مضاعفات قلبيّة حادة.
ختاماً، يبقى الوعي الطبي والمتابعة مع اختصاصيين السبيل الوحيد لتفادي كارثة صحيّة جديدة في مجتمعاتنا، فالدواء لحل بعض المشاكل كالسكري وتكيس المبيض ليس بموضة يمكن لأي كان استعمالها.
فالهوس السريع بالنحافة قد يتحوّل إلى قنبلة صحيّة موقوتة إذا لم تُضبط الظاهرة بإجراءات رسميّة وتوعيّة جدّية.