حمل التطبيق

      اخر الاخبار  روسيا: تدمير 61 مسيرة أوكرانية أثناء الليل   /   بلومبرغ: الاتحاد الأوروبي يخصص 1.8 مليار دولار لتعزيز الجاهزية الدفاعية للقارة على خلفية الحرب في أوكرانيا   /   التحكم المروري: قتيل و٤ جرحى في ٤ حوادث سير خلال الـ24 ساعة الماضية   /   ‏ألمانيا: وزير الخارجية يتوجه إلى تركيا لمناقشة خطة ترامب للسلام في غزة   /   مصادر دبلوماسية للجزيرة: مشروع بيان مجلس الأمن يدعو كل الأطراف للالتزام باتفاق وقف الأعمال العدائية في لبنان   /   وزارة الصحة: 6 جرحى في حصيلة أولية للغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان   /   الرئيس عون: السلوك التصعيدي الإسرائيلي خرق جسيم للقرار 1701 واتفاق وقف الأعمال العدائية   /   الرئيس جوزاف عون: العدوان الإسرائيلي على الجنوب سياسة ممنهجة لتدمير البنى الإنتاجية وعرقلة التعافي الاقتصادي   /   مراد: القضاء هو العمود الفقري لأي دولة   /   الجيش الإسرائيلي: استهدفنا بنى تحتية لحزب الله وجمعية أخضر بلا حدود في جنوب لبنان   /   سيارات الإسعاف تتوجه إلى مكان الغارات الإسرائيلية في جنوب لبنان   /   القناة الـ12 الإسرائيلية: الغارات في لبنان استهدفت مصنعا للأسمنت يستخدمه حزب الله لتأهيل بنيته التحتية   /   وزارة الصحة اللبنانية: جريح في غارة العدو الإسرائيلي على بنعفول قضاء صيدا جنوب لبنان   /   الكرملين: بوتين أبلغ ترمب أن روسيا تملك السيطرة على كل الجبهة في أوكرانيا   /   "الوكالة الوطنية": صدى الغارات العنيفة يسمع في مدينة صيدا   /   معلومات للـLBCI: بلغ عدد المسجلين للاقتراع في الاغتراب ١٢٠٠٠ منذ ٢ تشرين الأول حتى اليوم   /   الطيران الحربي الإسرائيلي يخرق جدار الصوت في الجنوب بالتزامن مع الغارات العنيفة   /   مراسل "الأفضل نيوز": غارات عنيفة تستهدف المنطقة الواقعة بين بلدات انصار سيناي وبصفور   /   مصادر يمنية لـ"العربية": شقيق زعيم الحوثيين أصيب في الغارة التي قتلت رئيس أركانهم   /   مصادر دبلوماسية لـ "الجديد": الرئاسة الأولى تلقت رسالة تدعو إلى التفاوض المباشر مع إسرائيل   /   مصادر دبلوماسية لـ "الجديد": الرئاسة الأولى تلقت رسالة تدعو إلى التفاوض المباشر مع إسرائيل   /   مراد يبحث مع رؤساء بلديات بقاعية شؤون تنموية وتربوية   /   النائب فؤاد مخزومي للحدث: الرئيس عون وضع أولوية أمن البلاد أمامه   /   ترامب: إذا واصلت حماس قتل الناس في غزة لن يكون أمامنا خيار سوى التدخل وقتلهم   /   الجيش الإسرائيلي: مقتل رئيس أركان الحوثيين وجه ضربة قوية لهم   /   

الإصلاح المالي وخطة "اللجنة الثلاثية": بين فرصة الإنقاذ ومخاوف الشارع.. هل آن أوان النهوض؟

تلقى أبرز الأخبار عبر :


 

نوال أبو حيدر - خاص الأفضل نيوز

 

 

في ظل مرحلة دقيقة تتسم بتحولات مالية ومصرفية متسارعة، إلى جانب محاولات إعادة هيكلة الإدارة ومؤسسات القطاع الخاص، تزداد المخاوف في الأوساط النقابية من اندلاع موجة جديدة من التحركات الشعبية. إذ يخشى المعنيون من أن تأتي هذه التغييرات على حساب الحقوق المكتسبة للعمال والموظفين، ما قد يدفع الشارع مجدداً إلى الواجهة، في وقت لا تزال فيه البلاد ترزح تحت وطأة أزمات اقتصادية واجتماعية خانقة. وبين متطلبات الإصلاح وضغط الشارع، يبرز تساؤل أساسي: هل تشكّل الإصلاحات المالية المرتقبة وخطة اللجنة الثلاثية فرصة حقيقية للخروج من الانهيار، أم أنها مرحلة انتقالية محفوفة بالمخاوف الاجتماعية والنقابية؟

 

 

انطلاقاً من هذا الطرح الأساسي، يقول الكاتب والخبير الاقتصادي الدكتور أنطوان فرح لموقع "الأفضل نيوز"، إن "ما يُعرف بالتحولات المالية والمصرفية ينبغي أن يكون تحولاً إيجابياً، نظراً لأننا نعيش أزمة مستمرة منذ ست سنوات من دون أي معالجة حقيقية حتى اليوم، لأن التعديلات التي أُدخلت على بعض القوانين، مثل قانون السرية المصرفية، وإعادة هيكلة المصارف، بالإضافة إلى القانون المتعلّق بردّ الودائع إلى أصحاب الحقوق، والذي بات إقراره قريباً، تُشكّل بمجملها خطوة مهمة. وإذا اكتمل هذا المسار كما هو مرسوم، فإن التحول المالي سيكون إيجابياً إلى حدّ كبير، وسيُشكّل خارطة طريق للخروج من الانهيار العميق. حيث أن من الضروري أن تنعكس نتائج هذا التحول بشكل إيجابي على الاقتصاد عموماً، وعلى الطبقة العاملة وسائر المواطنين بشكل خاص".

 

وفي الإطار نفسه، يرى فرح أن "النقاشات الجارية بشأن الحل تتم داخل اللجنة الثلاثية المؤلفة من وزير المالية ياسين جابر، ووزير الاقتصاد عامر بساط، وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد. وهذه اللجنة تُعدّ الجهة المسؤولة بشكل مباشر عن صياغة خطة الخروج من الأزمة. وأعتقد أنها توصلت إلى صيغة الحل النهائي، واقترب موعد عرضه على مجلس الوزراء بهدف مناقشته وإقراره تمهيداً لتحويله إلى المجلس النيابي. وعليه، لا مبرر للمخاوف النقابية أو العمالية، إذ إن الحل إذا سلك المسار الصحيح، فسيكون من المؤكد أن أوضاع العاملين ستتجه نحو الأفضل".

 

من جهة موازية، يشرح فرح أن "القلق من احتمال استغلال التحركات الشعبية في الشارع يبقى قائماً بشكل دائم، خصوصاً في السياق اللبناني المعروف تاريخياً بتحويل العديد من التحركات المطلبية إلى أدوات تُستثمر سياسياً". ويشير إلى أن "التجارب السابقة أثبتت أن التحركات في الشارع، متى وُجد لها غطاء أو تحريك سياسي، تكون أكثر كثافة وفعالية، ما يعزز فرضية استخدامها لأهداف تتجاوز المطالب الاجتماعية والاقتصادية المحقة".

 

وانطلاقاً من هذا الواقع، يرى أن "التوقيت الحالي لا يبدو ملائماً لأي تحرك في الشارع، لأن البيئة السياسية مستعدة دائماً لاستغلال مثل هذه الأجواء، وهو ما قد يؤدي إلى حرف الأنظار عن المسار الإصلاحي الحقيقي. وبدلاً من الانجرار إلى تحركات قد تُوظف في غير مكانها، يدعو إلى الاستفادة من المناخ الإيجابي النسبي السائد حالياً، والعمل على دعم ومواكبة الخطة التي ترسمها الحكومة عبر اللجنة الثلاثية المعنية بالحل، مؤكداً أن هذه اللحظة تُعد فرصة تاريخية نادرة، بعد ست سنوات من الانهيار والتعطيل، إذ يبدو أن ملامح خطة جدّية بدأت تتبلور تمهيداً للخروج من الأزمة المالية، والعودة التدريجية إلى مسار اقتصادي سليم. وبالتالي، فإن دعم هذا المسار قد يكون أكثر نفعاً من أي تصعيد في الشارع، خاصة في حال التزمت الحكومة بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه بشكل شفاف ومسؤول".

 

 

ختامًا، يقول فرح إنه "من الطبيعي أن تتابع نقابة موظفي المصارف عن كثب وبقلق كل ما يتعلق بإعادة هيكلة القطاع المصرفي ومعالجة الفجوة المالية، حتى لو كانت بوادر الحل تلوح في الأفق. فمع تقلص حجم الاقتصاد اللبناني بعد الانهيار، من المنطقي أن يصبح حجم القطاع المصرفي الذي سيُعاد هيكلته أصغر مما كان عليه قبل عام 2019، ما قد ينعكس أيضاً على الهيكل الوظيفي داخل هذا القطاع، معتبراً أنه ومع ذلك، تُظهر التجربة حتى الآن أن الأمور ما زالت تحت السيطرة، إذ تمَّ التعاطي مع هذا الملف، حتى في ذروة الأزمة، بقدر من العقلانية والهدوء، من دون الذهاب إلى خطوات دراماتيكية أو صِدامية تجاه الموظفين أو النقابات".